هل كلمة "آباء" خاصة بموضوع "الآب" في الأقنوم فقط؟




سنوات مع إيميلات الناس!




أسئلة روحية وعامة



هل كلمة “آباء” خاصة بموضوع “الآب” في الأقنوم فقط؟



نص السؤال كما هو: ملحوظة أحب أوضحها كلمة “أباء” بتبقى الف مهموزة
وليست الف ممدودة “آباء”، لأن الألف الممدوده هي خاصة بالله الآب وأقنوم
الآب فقط .. نبهنا اليها أحدهم
حتى نتكلم ونكتب بطريقة صحيحة ولا تشوبها شائبة. فحبيت أشارك بها حتى ننتبه في
الكتابة


الإجابة:

شكرًا للاهتمام(*)..
كلامك سليم في الجزء الثاني من الجملة الأولى، ولكن الجَمْع غير سليم، ربما
اختلط عليك الأمر..

نعم، كلمة “الأب
بالألف المهموزة هي للوالد father، و”الآب
The Father بالألف الممدودة هي

الأقنوم
الأول من

الأقانيم الثلاثة


لله الواحد
في المسيحية.



St-Takla.org Image:
Arabic calligraphy art with some Hieroglyphic alphabets, from one of the
exhibitions of the Bibliotheca Alexandrina (Library of Alexandria, Egypt), April
2005

صورة في موقع الأنبا تكلا:
لوحة فنية من الخط العربي وبعض الحروف الهيروغليفية، من أحد المعارض الفنية
في مكتبة الإسكندرية، مصر – إبريل 2005

لستٌ ضليعًا في

اللغة العربية
، وإن كان هناك أي خطأ سيُذْكَر في هذا المقال هنا في موقع
الأنبا تكلا نرجو تنبيهنا إليه، ولكن من جهة الجمع “أباء” أو “آباء”، الكلام
غير سليم.. دعنا ننظر مثلًا إلى الكلمة في
الكتاب المقدس، فكلمة “آباء” مذكورة أكثر
من 150 مرة، معظمها في
العهد القديم، وحوالي 30
منها في العهد الجديد (اضغط
هنا للبحث عن كلمة “آباء” في الكتاب المقدس
هنا في موقع الأنبا تكلا)، وها
هي بعض الآيات على سبيل المثال لا الحصر:

  • “لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ
    تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ
    ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ
    مِنْ مُبْغِضِيَّ،” (سفر
    الخروج 20
    : 5).

  • “فَأَخْرَجْتُ آبَاءَكُمْ مِنْ
    مِصْرَ، وَدَخَلْتُمُ الْبَحْرَ وَتَبعَ الْمِصْرِيُّونَ آبَاءَكُمْ
    بِمَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانٍ إِلَى بَحْرِ سُوفٍ.” (سفر
    يشوع 24
    : 6)

  • “وَلكِنَّهُ لَمْ يَقْتُلْ
    أَبْنَاءَ الْقَاتِلِينَ حَسَبَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ
    مُوسَى، حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ قَائِلًا: «لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ مِنْ
    أَجْلِ الْبَنِينَ، وَالْبَنُونَ لاَ يُقْتَلُونَ مِنْ أَجْلِ الآبَاءِ.
    إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍ يُقْتَلُ بِخَطِيَّتِهِ»” (سفر
    الملوك الثاني 14
    : 6)
    .

  • “«وَالآنَ يَا إِلهَنَا،
    الإِلهَ الْعَظِيمَ الْجَبَّارَ الْمَخُوفَ، حَافِظَ الْعَهْدِ
    وَالرَّحْمَةِ، لاَ تَصْغُرْ لَدَيْكَ كُلُّ الْمَشَقَّاتِ الَّتِي
    أَصَابَتْنَا نَحْنُ وَمُلُوكَنَا وَرُؤَسَاءَنَا وَكَهَنَتَنَا
    وَأَنْبِيَاءَنَا وَآبَاءَنَا وَكُلَّ شَعْبِكَ، مِنْ أَيَّامِ مُلُوكِ
    أَشُّورَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.” (سفر
    نحميا 9
    : 32)

  • “اَلْبَيْتُ وَالثَّرْوَةُ
    مِيرَاثٌ مِنَ الآبَاءِ، أَمَّا الزَّوْجَةُ الْمُتَعَقِّلَةُ فَمِنْ
    عِنْدِ الرَّبِّ” (سفر
    الأمثال 19
    : 14)
    .

  • لِنَمْدَحِ
    الرِّجَالَ النُّجَبَاءَ، آبَاءَنَا الَّذِينَ وُلِدْنَا مِنْهُمْ
    ” (سفر
    يشوع بن سيراخ 44
    : 1)
    .

  • “كَمَا كَلَّمَ آبَاءَنَا.
    لإِبْراهِيمَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ».” (إنجيل
    لوقا 1
    : 55)
    .

  • “«أَيُّهَا الرِّجَالُ
    الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ، اسْمَعُوا احْتِجَاجِي الآنَ لَدَيْكُمْ».” (سفر
    أعمال الرسل 22
    : 1)
    .

  • “وَأَنْتُمْ أَيُّهَا
    الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ، بَلْ رَبُّوهُمْ بِتَأْدِيبِ
    الرَّبِّ وَإِنْذَارِهِ.” (رسالة
    بولس الرسول إلى أهل أفسس 6
    : 4)
    .

  • “كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا
    الآبَاءُ، لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي مِنَ الْبَدْءِ. كَتَبْتُ
    إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ، لأَنَّكُمْ أَقْوِيَاءُ، وَكَلِمَةُ
    اللهِ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَقَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ.” (رسالة
    يوحنا الرسول الأولى 2
    : 14)
    .

هل تبحث عن  قصة طريفة ذات معنى عميق عن قوة شفاعة العذراء مريم

ولك أن تتأكد
بنفسك، فقم وافتح كتابك المقدس الموجود في بيتك وتأكد من شكل الألف.

هذا من جانب، من
جانب آخر، فكلمة “آباء” مذكورة في كتاب القرآن للأخوة المسلمين أنفسهم!
فمن جانب القرآن، المُفترض فيه أنه




اللغة العربية
في تمامها، كما أنه بالتأكيد عندما يُكتَب فيه
كلمة “آباء” فهي لا علاقة لها بأقانيم

الله الواحد
.. وها هي بعض الآيات من كتاب القرآن بها الكلمة موضوع
البحث:

  • “وَإِذَا
    قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا
    أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ
    شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ” (سورة البقرة 170)
    .


  • “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى
    الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ
    كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ” (سورة
    المائدة 104)
    .


  • “وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا
    وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء
    أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ” (سورة الأعراف 28)
    .


  • “قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ
    آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ
    لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ” (سورة يونس 78)
    .


  • “بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاء وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ
    الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ
    أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ” (سورة الأنبياء 44)
    .


  • “قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ” (سورة الأنبياء 53).


  • “قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ
    آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ” (سورة
    الزخرف 24)
    .


  • “وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ
    إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ
    وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ” (سورة الزخرف 43)
    .


  • “ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ
    تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ
    وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا
    تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا” (سورة
    الأحزاب 5)
    .


  • “إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ” (سورة الصافات 37).


  • “قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ” (سورة الشعراء
    74)
    .


  • “قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن
    دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى
    نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا” (سورة الفرقان 18)
    .


  • “أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ
    آبَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ” (سورة المؤمنون 68)
    .


  • “لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
    يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ
    أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ
    كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ
    وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ
    فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ
    أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” (سورة المجادلة 22)
    .

هل تبحث عن  الشذوذ الجنسي

والآن دعنا ننتقل
لنقطة أخرى في بحثنا بالتأكد من المعاجم العربية..

ففي كتاب المعجم
الوجيز (إصدار مجمع اللغة العربية سنة 1999 م.) نرى في الصفحات من 1-4 بعض
الكلمات الهامة (ولاحظ التشكيل وشكل الألف):

  • آب (بدون ألف
    التعريف): الشهر الحادي عشر من الشهور السريانية، يقابله أغسطس من الشهور
    الرومية (الميلادية).

  • الآب: الأقنوم
    الأول عند النصارى.

  • الأَباءُ:
    القَصَب.

  • أَبَّ: للسير
    – أبًّا، وأَبابًا: تهيأ وتجهز..

  • الأَبُّ:
    العُشب رطبه ويابسه.

  • أَبَا –
    أبوّة: صارَ أبًا.. – الأَبُ: الوالِد – (ج أي جمع) آباء – الأبوان: الأب
    والأم..

  • الأُباء (بضم
    الألف): عارِض يجعل صاحبه يأبى الطعام والشراب.

ونرى المثل في
كتاب المعجم الوسيط (المصدر الأصلي للكتاب – إصدار مجمع اللغة العربية في
الإدارة العامة للمعجمات وإحياء التراث، الطبعة الرابعة 1425 هـ / 2004
م، نشر مكتبة الشروق الدولية).

فيتضح من كل ما
سبق أن العكس هو الخطأ! أي أنه من الخطأ كتابة
fathers
“أباء” ولكن جمع “أب” هو “آباء”، ومفرد “آباء” ليس هو “آب” بل
“أب”.


_____


الحواشي والمراجع


لهذه الصفحة هنا في

موقع الأنبا تكلاهيمانوت
:



(*)
المصدر: من مقالات وأبحاث




موقع الأنبا تكلاهيمانوت



www.st-takla.org
(م. غ.)- مراجعة لغوية: سامي
فانوس.


* مرجع:

كتاب المعجم الوجيز (إصدار مجمع اللغة العربية سنة 1999 م.)


* مرجع:
كتاب المعجم الوسيط (المصدر الأصلي للكتاب – إصدار مجمع اللغة العربية
في الإدارة العامة للمعجمات وإحياء التراث، الطبعة الرابعة 1425 هـ /
2004 م، نشر مكتبة الشروق الدولية)


مشاركة عبر التواصل الاجتماعي