هل نبقى على إيماننا خوفًا من بطش بشر، أم حبًا في الله!




سنوات مع إيميلات الناس!




أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة





هل نبقى على إيماننا خوفًا من بطش بشر، أم حبًا في الله!


سؤال: لاني مسلم ومصرى فا
ابعث اليكم رسالتي با اللغة العربية لغة القران والبيان لغة الاعجاز في كل زمان
ومكان اللغة التي تحد به الرسول صلي الله عليه وسلم (ﷺ) كل الكفار والمنافقين فما افضل لغتنا العربية اما الرساله فهي عبارة عن كلمات للقساوسة من شاب مصرى يريد
للجميع الرجوع الي الله الواحد القاهر اريد منكم يا قساوسة انا تكون صادقين
لانكم تعرفون الحقيقة كامله لماذا تخافون قولو الحقيقة ولا تترددو ونحن نحميكم
من كل من يريد انا يبطش بكم الي متي ستظلو هكذا هل لانكم تحبون الشهوات
؟؟؟؟؟؟؟؟ افيقو من نومكم قبل فوات الاون

الإجابة:

أشكرك عزيزي على اهتمامك لدعوتك الجميع بالهداية(*).. ولكن
للأسف -وكعادة كثير من الأخوة المسلمين الذين يتصلون بنا في موقع الأنبا تكلا
هذا- أنهم يتحدثون عن المسيحية بدون أن يقرأ كثير منهم
كتاب الله، ولا أن يعرفوا أبجديات
المسيحية، اعتمادًا فقط على
ما ذكره القرآن من أمورًا
باسم المسيحية
لا علاقة لها بالمسيحية
..

أما بخصوص النقاط التي جاءت برسالتك الكريمة، فسنعرضها واحدة
فواحدة، برغم أنها مكررة وقمنا بالرد عليها في جنبات موقع الأنبا تكلاهيمانوت
سابقًا.. مما يوضح أن السائل ليس فقط لم يدرس
الكتاب المقدس ليتحدث عنه، ولكنه لم يحاول
حتى أن يستخدم خانة البحث في الموقع للحصول على إجابات تساؤلاته المشروعة..



St-Takla.org Image:
A Coptic Orthodox monk walking in the wilderness (ascetic, solitaire).

صورة في موقع الأنبا تكلا:
راهب قبطي أرثوذكسي يسير في الصحراء (ناسك، الوحدة، التوحد).

على أي الأحوال، فلنعرض الآن ما جاء بالرسالة:

  • بدأ الراسِل العزيز الرسالة بمحاضرة عن

    اللغة العربية
    لغة القرآن والبيان والإعجاز، ولكنه في نص الرسالة تجاهل كل
    ما له علاقة

    باللغة العربية
    من نحو وقواعد وكلمات سليمة وخلافه.. فلا توجد
    الهمزات حينما يجب أن توضع، ولا فروق بين الياء المنقوطة والياء العادي، ولا
    اهتمام بقواعد الألف سواء في أول أو نهاية الكلمات، ولا الفروق بين الهاء
    والتاء في نهاية الكلمات.. إلخ.. بل وحتى أخطأ في كتابة كلمة
    “القرآن” نفسها بدون ألف المد مما يجعل معنى الكلمة القران بمعنى الزواج!!
    فمن الأخطاء الواردة: لاني (لأني) – ومصرى (ومصري) – اليكم (إليكم) – با اللغة
    (باللغة) – القران (القرآن) – كامله (كاملة) – تترددو (تترددوا) – الاون
    (الأوان) – متي (متى) – فا ابعث (فأبعث) – قساوسة انا تكون (خطأ في الكلمات
    والجمع: قساوسة أن تكونوا).. إلى آخره من الأخطاء.

  • “تحد به الرسول”: المُفترض أن الله لا يتحدى الناس
    باللغة أو بوصاياه أو غيره.. وبخصوص المسيحية، فهي ليس بها تحدي لأحد.. فهي
    علاقة حب بين الإنسان والله، وبين الإنسان وجميع البشر.. بغض النظر عن
    الجنس أو الدين أو اللغة أو العقيدة.. فإثبات صحة الديانة ليس له علاقة بقوة
    اللغة، ولكن بعلاقة الإنسان مع ربّه.. بل بالعكس!! عدم قدرة القرآن
    على ترجمته للغات أخرى هو أمر يُحسَب ضده، وليس له!! فترجمة معاني القرآن
    لا تغني المؤمن به عن لغته الأصلية! فنحن لا نتحدى غير المؤمنين، بل نحب
    الجميع، وندعو الجميع إلى الحق بمحبة بدون تحدي أو محاولة الانتصار في الحديث
    أو غيره..

  • “لغة الأعجاز في كل زمان”: هذا أيضًا مبالغة لا علاقة له
    بالواقع ولا التاريخ.. فأقدم ما يوجد لدينا من تاريخ

    اللغة العربية
    يعود إلى القرن السابع أو الثامن قبل الميلاد، ولم يكن حتى
    مكتوبًا بالأحرف العربية المعروفة في القرآن وما بعده، ولا حتى بسابقتها بأحرف
    “الأنباط” Nabataean، بل بنقوش خط المسند في الجنوب العربي.. فقد مضى
    قرون قبلها قبل نشأة

    اللغة العربية
    ، وعلى الأقل قرون قبل استخدام

    اللغة العربية
    في شكلها الموجود في القرآن..

  • “في كل زمان ومكان”: المكان أيضًا هو مبالغة من الراسِل
    العزيز.. وليفكر في الأمر بالمنطق، وليس بالعاطفة..

  • “الله الواحد”: للأسف،
    فالمسلمون لديهم تعاليم خاطئة
    عن المسيحية، لا علاقة لها بالمسيحية
    ..
    فالمسيحية قبل الإسلام تنادي بوحدانية
    الله
    .. وقد عرضنا هذا الأمر في أكثر من مكان هنا في موقع الأنبا
    تكلاهيمانوت، واضغط على الرابط السابق للاستزادة..

  • القساوسة: من الغريب أن يتهم مسلم القساوسة بمثل هذه
    الاتهامات، في حين أن القرآن نفسه قد وضعهم في مرتبة عالية بقوله: “لَتَجِدَنَّ
    أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ
    أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ
    الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ
    وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ” (سورة المائدة 82).

  • “قولوا الحقيقة ولا تترددوا ونحن نحميكم”: في
    البداية، يجب أن تعرف أن الحقيقة من وجهة نظرك، ليس بالضرورة أن تكون هي
    الحقيقة من وجهة نظر الطرف الآخر.. أهل ننتظر حماية من
    البشر، ولا نخاف الله عز وجل؟! حاشا! ماذا يستطيع أن يفعل الإنسان
    أمام الله؟! أين يهرب الخاطئ من وجه الله حتى لو كان يحميه كل البشر على
    الأرض..؟! نحن نعبد الإله الواحد الذي خلق السماء والأرض وكل ما فيها..
    ونجاهر بإيماننا بمحبة للجميع، بدون أن ننتظر حماية من إنسان، ودون أن يوقِفنا
    خوفٌ من بشر.. فالله هو الحامي وحده.. للأسف الأمر يختلط عليك يا
    أخي الحبيب.. وهل نخاف من بطش إنسان ولا نعطي اعتبارًا لله جلَّ جلاله؟!
    فكِّر جيدًا يا صديقي في الجمل التي تصدر منك..

  • “هل لأنكم تحبون الشهوات”: كلامك هذا يؤكد أنه لا يوجد لديك أي
    فكرة عن المسيحية..

    فالمسيحية مثلًا تنادي بشريعة الزوجة الواحدة
    ، بل بالأكثر

    المسيحية تبارِك البتولية
    وقضاء الحياة بدون زواج في خدمة الله.. وبعد الموت
    واليوم الأخير

    ينتقل الأبرار في المسيحية إلى الملكوت
    حيث نعيش مع الله، ولا يوجد جنس ولا
    زواج ولا غيره في السماء سوى حضرة الله عز وجل.. وما أعظمها.. والمسيحية
    تقدس العلاقة بين الرجل والمرأة وتضع حماية للأسرة في تشريعاتها للأحوال
    الشخصية والطلاق
    وغيره، ولا تترك الأمر على الغارب تبعًا لرغبات أي فرد بدون دراسة..
    والمسيحية فيها

    الرهبنة
    التي فيها يترك المرء العالم أجمع ويتوحَّد في الصحراء طلبًا لوجه
    الله ورضوانه.. ويقضي الليل والنهار في الصلاة والتسبيح والحياة مع
    الله.. لدرجة أن القرآن نفسه يشهد لهم بقوله: “ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى
    آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ
    الإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً
    وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاء
    رِضْوَانِ اللَّهِ.. فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ”
    (سورة الحديد 27) إلى غير ذلك من الأمور التي تستطيع أن تعرفها عن المسيحية من خلال
    البحث الصادق الغير مُوَجَّه مسبقًا..

  • فإن كان كل هذه الاتهامات هي رأيك، فالقرآن الذي تؤمن به يقول
    بغير ذلك في كثير من المواضع، مثلما أوضحنا في الآيات القرآنية السابقة، وهذه
    كذلك: “مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ
    آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ، يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
    الآخِرِ، وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ،
    وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ. وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ” (سورة آل
    عمران 113، 114).

هل تبحث عن  الأَلْسِنَةَ كُلَّها تُسَبِّحُكِ وَتُمَجِّدُكِ يا عَرُوسَةَ اللّٰهِ العَذْراءَ

نسأل الله الهداية
للجميع..


_____


الحواشي والمراجع


لهذه الصفحة هنا في

موقع الأنبا تكلاهيمانوت
:



(*)
المصدر: من مقالات وأبحاث




موقع الأنبا تكلاهيمانوت



www.st-takla.org
.


مشاركة عبر التواصل الاجتماعي