سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة عن الشباب والأسرة
هل يجب تنفيذ نذور الطفولة؟
أقسام البحث:
St-Takla.org Image: صورة في موقع الأنبا تكلا: |
ما هو
النذر؟ وما هي شروطه؟(*)
النذر هو اتفاق أو عهد بين الشخص وبين الله.. وهناك أكثر من نقطة في
النذور حسب قول الكتاب، منها
أهمية الوفاء بالنذر، وتوقيت الوفاء به.. فيقول
كتاب الله:
“أَنْ لاَ تَنْذُرُ خَيْرٌ مِنْ
أَنْ تَنْذُرَ وَلاَ تَفِيَ” (سفر الجامعة 5: 5)، “إِذَا نَذَرْتَ نَذْرًا
لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَلاَ تُؤَخِّرْ وَفَاءَهُ.. مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيْكَ
احْفَظْ وَاعْمَلْ” (سفر التثنية 23: 22، 23؛ سفر الجامعة 5: 4). فأن لا ينذر الشخص خيرٌ من أن ينذر ولا يقوم
بإيفاء النذر، وعلى الجانب الآخر لا يجب أن يقوم الشخص بالتأخر في الوفاء
بالنذر..
هل يجوز تغيير النذر؟
والنذر أيضًا لا يجب تغييره.. ولا يستطع أحد أن يعطيك حِلًا بتغييره مهما
كانت
درجته الكهنوتية..
فالكهنوت
له سلطان الحِل والربط في حدود وصايا
الكتاب، ليس إلا.. فإن نذر شخصًا
مثلًا أن يعطي خروف
للكنيسة أو للفقراء أو غيره، فلا يمكن أن يقوم بتبديل النذر
بثمن الخروف مثلًا.. بل يجب أن يكون النذر كما هو..
الله لا يحاسب إن نذر شخص أمرًا ثم مُنِعَ عن تنفيذه بسلطة أعلى منه:
يجب على الشخص قبل أن ينذر أن يتأكد من أنه يستطيع تنفيذ نذره، وأن ما نذره يقع
في سلطته.. لكن إن نذر شخص أمرٌ ما وهو في غير قدرته، يكون هذا نذرٌ
خاطئ.. وإذا كان التنفيذ بسلطة أعلى منك، فأنت غير مسئول.. وطبيعي
أنك لا تنذر أمرًا وأنت تعرف مسبقًا أنه ليس في سلطتك تنفيذه.. فمثلًا لا
تسمح الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
منذ
الستينيات من القرن العشرون
للأقباط على مستوى العالم بالذهاب إلى القدس لزيارة الأماكن المسيحية هناك،
نظرًا للتعديات الإسرائيلية على
أخوتنا الفلسطينيين، فلا نقبل نحن التطبيع مع
إسرائيل لأن في ذلك خيانة لأخوتنا العرب والفلسطينيين، وخيانة القضية
الفلسطينية التي كافحت عنها مصر منذ عام 1948 حتى الآن، والتي هي أساس الخلاف
بين العرب واليهود.. فمثلًا لا يصح أن يقول قبطي أني نذرت زيارة القدس..
لأن هذا الأمر ليس في سلطته ولا مقدرته.. فبركة الطاعة
للكنيسة أكبر من
مجرد زيارة مباني بُنِيَت في القدس بعد قيامة المسيح بسنوات..
والكتاب المقدس كان واضحًا في هذه النقطة
من جهة السلطان في النذر، فنقرأ في
سفر العدد، الأصحاح 30 (عد 30):
“إِذَا نَذَرَ رَجُلٌ
نَذْرًا لِلرَّبِّ، أَوْ أَقْسَمَ قَسَمًا أَنْ يُلْزِمَ نَفْسَهُ
بِلاَزِمٍ، فَلاَ يَنْقُضْ كَلاَمَهُ. حَسَبَ كُلِّ مَا خَرَجَ مِنْ فَمِهِ
يَفْعَلُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَإِذَا نَذَرَتْ نَذْرًا لِلرَّبِّ
وَالْتَزَمَتْ بِلاَزِمٍ فِي بَيْتِ أَبِيهَا فِي صِبَاهَا، وَسَمِعَ
أَبُوهَا نَذْرَهَا وَاللاَّزِمَ الَّذِي أَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهِ،
فَإِنْ سَكَتَ أَبُوهَا لَهَا، ثَبَتَتْ كُلُّ نُذُورِهَا. وَكُلُّ
لَوَازِمِهَا الَّتِي أَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهَا تَثْبُتُ. وَإِنْ
نَهَاهَا أَبُوهَا يَوْمَ سَمْعِهِ، فَكُلُّ نُذُورِهَا وَلَوَازِمِهَا
الَّتِي أَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهَا لاَ تَثْبُتُ، وَالرَّبُّ يَصْفَحُ
عَنْهَا لأَنَّ أَبَاهَا قَدْ نَهَاهَا. وَإِنْ كَانَتْ لِزَوْجٍ
وَنُذُورُهَا عَلَيْهَا أَوْ نُطْقُ شَفَتَيْهَا الَّذِي أَلْزَمَتْ
نَفْسَهَا بِهِ، وَسَمِعَ زَوْجُهَا، فَإِنْ سَكَتَ فِي يَوْمِ سَمْعِهِ
ثَبَتَتْ نُذُورُهَا. وَلَوَازِمُهَا الَّتِي أَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهَا
تَثْبُتُ. وَإِنْ نَهَاهَا رَجُلُهَا فِي يَوْمِ سَمْعِهِ، فَسَخَ
نَذْرَهَا الَّذِي عَلَيْهَا وَنُطْقَ شَفَتَيْهَا الَّذِي أَلْزَمَتْ
نَفْسَهَا بِهِ، وَالرَّبُّ يَصْفَحُ عَنْهَا. وَأَمَّا نَذْرُ أَرْمَلَةٍ
أَوْ مُطَلَّقَةٍ، فَكُلُّ مَا أَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهِ يَثْبُتُ
عَلَيْهَا. وَلكِنْ إِنْ نَذَرَتْ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا أَوْ أَلْزَمَتْ
نَفْسَهَا بِلاَزِمٍ بِقَسَمٍ، وَسَمِعَ زَوْجُهَا، فَإِنْ سَكَتَ لَهَا
وَلَمْ يَنْهَهَا ثَبَتَتْ كُلُّ نُذُورِهَا. وَكُلُّ لاَزِمٍ أَلْزَمَتْ
نَفْسَهَا بِهِ يَثْبُتُ. وَإِنْ فَسَخَهَا زَوْجُهَا فِي يَوْمِ سَمْعِهِ،
فَكُلُّ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيْهَا مِنْ نُذُورِهَا أَوْ لَوَازِمِ
نَفْسِهَا لاَ يَثْبُتُ. قَدْ فَسَخَهَا زَوْجُهَا. وَالرَّبُّ يَصْفَحُ
عَنْهَا. كُلُّ نَذْرٍ وَكُلُّ قَسَمِ الْتِزَامٍ لإِذْلاَلِ النَّفْسِ،
زَوْجُهَا يُثْبِتُهُ وَزَوْجُهَا يَفْسَخُهُ. وَإِنْ سَكَتَ لَهَا
زَوْجُهَا مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ فَقَدْ أَثْبَتَ كُلَّ نُذُورِهَا أَوْ
كُلَّ لَوَازِمِهَا الَّتِي عَلَيْهَا. أَثْبَتَهَا لأَنَّهُ سَكَتَ لَهَا
فِي يَوْمِ سَمْعِهِ. فَإِنْ فَسَخَهَا بَعْدَ سَمْعِهِ فَقَدْ حَمَلَ
ذَنْبَهَا».
St-Takla.org Image: صورة في |
أهلية صاحب النذر:
يجب أن يكون صاحب النذر أهلًا للنذر؛ فمثلًا الطفل يمكنه أن ينذر تقديم شمع
للكنيسة إذا نجح في السنة الدراسية، لكن لا يمكنه نذر
البتولية مثلًا..
لأن هذا الأمر شيء مستقبلي لا يستطيع تقريره في
الطفولة.. فهو كشخص غير
كامل الأهلية من جهة النضج العقلي الكامل، لا يُحاسَب على أفعاله أو أقواله
بنفس الطريقة التي يُحاسَب عليها الشخص الناضج.. فالله لا يحاسب الأطفال
حسب عقولهم.. ولا حتى القانون العادي يفعل هذا.. فإن ارتكب شخصًا
كبيرًا أمرًا يكون عقابه مختلف كثيرًا عن إذا فعل طفلًا الأمر نفسه..
فالطفل لا يعي ما يقول، ولا يستطع أن ينذر نذورًا بهذا الحجم لأنه لا يدرك
أبعاد الأمر، ولا يعرف معنى النذر، وشروطه وإيفائه، ولا يعرف -كطفل- أن نظرته
للأمور ستتغير بعد النضوج الجسدي والعقلي والفِكري..
فلا تقلقين يا عزيزتي.. وأقدِمي على
الزواج باطمئنان وراحة بال..
والله يبارك في حياتك وفي عائلتك الجديدة..
استبدال النذر بطلب معونة الرب كمجرد رغبة:
لا نقصد بكلمة “استبدال النذر” أي تغيير نذر قائم بالفعل، ولكن نقصد أنه بدلًا من
أن تنذر أصلًا في أمر قد لا تستطيع تنفيذه، تطلب معونة الرب في تنفيذ ما تود
تقديمه.. أي بدلًا من أن تنذر أمرًا ما، تطلب في صلاتك أن يعينك الرب على
تنفيذ هذا الأمر كتقدمة للرب.. وفي هذا أنت لم تبرم عهدًا مع الرب، بل
تطلب معونته.. وخصوصًا في بعض النذور التي فيها قد تتغير الحالة الشخصية
أو الظروف المحيطة أو قبول طرف بسلطة أعلى.. إلى غير ذلك..
فمثلًا لا يصح أن ينذر أحدًا نفسه للرهبنة، لأنه قد تكون هناك ظروف أعلى منه
تمنعه من هذا الأمر، أو ينضج فكريًا أو عقليًا وتتغير ميوله ورغباته..
ومَنْ أراد مثل هذا، فليقدمها رغبة إلى الله، مجرد رغبة لا نذر. فإن كانت حسب
مشيئة الله، فليُحَقِّقها الله له. وإن لم تكن، فلتقل للرب “لتكن
مشيئتك“. لنفرض أن الله اختار له طريق آخر، فماذا تكون النتيجة؟! هوذا
ارميا النبي يقول: “عَرَفْتُ
يَا رَبُّ أَنَّهُ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ طَرِيقُهُ. لَيْسَ لإِنْسَانٍ يَمْشِي
أَنْ يَهْدِيَ خَطَوَاتِهِ” (سفر إرميا 10: 23)(*).
وليكن الرب معك ويعينك..
_____
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
– المصدر: من مقالات وأبحاث
موقع الأنبا تكلاهيمانوت
www.st-takla.org.
– مرجع: إجابات قداسة البابا شنوده الثالث على بعض الأسئلة الخاصة بالنذر.
(*)
مرجع هذه الفقرة: سؤال بعنوان “مشكلة طالبة رهبنة” من الجزء السادس من
سلسلة سنوات مع أسئلة الناس للبابا شنوده الثالث.