هناك وجهان للزهد

هناك وجهان للزهد: الوجه الداخلي هو ان يزهد الانسان بنفسه، ويُعلق أحد المفسرين “يزهد الانسان في نفسه عندما يُحبُّ الله، ويُحبُّ الله عندما يُبغض المرء شهواته الجسدية. تكمن في داخلنا وفي أفكارنا وقلوبنا وإرادتنا قوّة غير عادية تعمل دائمًا كل يوم، وفي كل لحظة، لإبعادنا عن الله؛ تقترح هذه القوة علينا أفكارًا ورغبات واهتمامات ونيّات ومشاغل وكلمات، وأعمال باطلة تثُير فينا الشهوات وتدفعها بعنف فينا مثل المكر والحسد والطمع والكبرياء والمجد الباطل والكسل والعصيان والعناد والخداع والغضب”. أمَّا القديس يوحنا الذهبي الفم فيُعلق “يزهد الانسان في نفسه عندما لا يهتمّ بجسده متى جُلد أو احتمل آلامًا مشابهة، إنّما يحتملها بصبر”.

والوجه الخارجي في اتباع يسوع هو ان يحمل صليبه. الصليب الذي عليه أن يحمله: إنه صليبه الخاص؛ صليب طبيعته الساقطة الضعيفة التي لا خلاص لها إلاَّ بالثبات في المسيح والاعتراف الدائم بدونه بعجزه عن البلوغ إلى البرِّ والقداسة كما صرّح يسوع ” بِمَعزِلٍ عَنِّي لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا شيئاً” (يوحنّا 15: 5). ويعلق
القدّيس قيصاريوس ، راهب وأسقف آرل ” ما معنى “يَحمِلْ صليبَه”؟ فيجيب باسم يسوع “أن يتحمّل كلّ ما يزعجه، هكذا سيتبعني. حين يتبعني، ملتزمًا بحياتي وبوصاياي، سيجد على الطريق أشخاصًا كثيرين سيعارضونه ويحاولون تغيير مساره، أشخاصًا لن يكتفوا بأن يسخروا منه، لكنّهم سيضطهدونه” (العظة 159).

هل تبحث عن  من اعمال الفنان الراحل عهدي صادق بالسينما القبطية

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي