هوذا ابنك _ هذه أمك




هوذا ابنك _ هذه أمك
فيما كان يسوع يقاسي امض الالام وهو على الصليب , كانت عيناه تبحثان عن صديق ,

فلم يلق سوى اعداء هازئين ساخرين .فامال رأسه واحط بنظرة ارتياح الى امه , والى

تلميذه الامين يوحنا . فاراد ان يوصي بامه خيرا” , اذ ليس لها اولاده غيره يتدبرون

امرها من بعد رحيله , وليس احب الى قلبه من تلميذه الشجاع الذي رافقه الى الجلجلة

غير هياب . عندئذ والحب غمرة في عينيه , والعذوبة في صوته , اعلن وصيته الاخيرة

وعظيم حبه للانسانية التي بذل نفسه عنها بان منحها ممثلة بشخص تلميذه يوحنا والدته

اما” تواصل بعده , بشفاعتها عمل الفداء , تسأل الله الرأفة بهم في ايام المحن , وتستمد لهم

من لدنه النعم والخيرات . فقال لمريم مشيرا” الى يوحنا : (( يا امرأة هوذا ابنك )) , والتفت

الى يوحنا وقال : (( هذه امك )) ( يوحنا 19 : 26 _ 27 ) . لقد استودع امه بشخص

يوحنا جميع المؤمنين , وارتضت مريم منذ تلك الساعة ان تتبنى الانسانية جمعاء بشخص

الرسول الحبيب .

خبر

ورد في سيرة القديسة (( ترازية دافيلا )) ( 1515 _ 1582 ) انها فقدت امها وهي لاتزال

صغيرة السن , طرية العود . فاحست بحزن كبير وفراغ عظيم في حياتها , اذ افتقدت الحنان

الوالدي وهي في عمر بامس الحاجة اليه . فذهبت في احد الايام الى الكنيسة , وجثت امام العذراء

وصلت بايمان عميق وثقة بنوية عالية , قائلة : لقد اصبحت وحيدة على الارض ويتيمة , ولم يعد

لي من يرشدني بعد وفاة امي , لكنها علمتني بانك انت الام الشفوقة ولا تهملين من يلتجيء اليك .

فتحنني علي , واتخذيني ابنة لك , وانا اقصد ان اكون وفية لك بطاعتي وخضوعي لك كل

ايام حياتي . بعد ان خصصت ترازية نفسها للعذراء . عزمت على اعتناق الحياة الرهبانية

هل تبحث عن  العذراء خادمة سر التجسد

واكملت وعدها . وبعد سنوات عديدة كتبت تذكر ذلك الحادث البعيد , قالت : اني ولو فعلت

ذلك بكل بساطة لكني علمت حقيقة وشعرت ان العذراء القديسة استجابت لصلاتي ,

واتخذتني فعلا” ابنة لها . ولقد تمرست ترازية في الحياة الرهبانية , وتوغلت بعيدا” في طريق

الكمال الروحي حتى استحقت ان تكون من اشهر القديسات اللواتي تكرمهن الكنيسة على مذابحها .

اكرام

اجمع افراد الاسرة واقرأ عليهم فصلا” من الانجيل الشريف

نافذة

يا أم المعظم كوني أمنا

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي