وادي البكاء

وادي البكاء




«طُوبَى لِأُنَاسٍ …

عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ ،يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعًا»
( مزمور 84: 5 ، 6)



صديقي المتألم … لقد تاه داود في يومه، وضل دربه. لقد ضاقت نفسه جدًا. نعم وبكى حتى لم تبقَ له قوة للبكاء. لكنه تشدَّد بالرب إلهه، وطلب مراحمه، وسأله فلم يَرُدَّهُ، واستجابه في نعمته، بل وأعطاه نصرًا كاملاً، وردَّ نفسه وأرجعه مرة أخرى ليكون ويظل مرنم إسرائيل الحلو.

لقد جلس إيليا في يومه تحت الرتمة وطلب الموت لنفسه بعدما أضناه الطريق. هل فعلت هذا؟! لا ترتع رفيقي، فإن الكثيرين جدًا فعلوا نظيره. لكن الرب في رأفته مُعد لك كعكة حلوة تُعينك على استكمال مسيرك، وفي النهاية، لا مركبة نارية فقط لترفعك وتصل بك إلى المرفأ الأمين، بل الرب نفسه بصوت بوق وهتاف عظيم سيأتي ليخطفنا إليه في مشهد رائع سامٍ نفيس. هناك ستمكث جواره بلا نحيب. هناك ستودّع ظلم الحياة وكَدَر العيش. هناك ستُمسك قيثارة من صُنع ذا الفادي، وترنم بها لحن الظفر للأبد. لن تعلق رفيقي أعوادك على الصفصاف مرة أخرى، بل سيستمر فرحك وترنيمك وتهليلك طوال الأبدية. ألا يفرحك هذا الرجاء يا صديقي؟! ألا يخفف عنك أتراح الطريق؟! ألا يرفعك فوق وطأة الغربة وثقل البرية؟! إن الرحلة أوشكت على النهاية. وعند مُنتهى السفر ستراه بالعيان، وستنسى كل ما صادفك في الطريق.

أخي المؤمن … رفيقي عبر دروب هذه البرية، ثق فيمَن عرف ما هو حضن أبيه، فأخبرنا قائلاً: «فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ!» ( مت 7: 11 ). ألا تثق أن أبانا السماوي يعلم؟ وأن وحيده المحبوب رئيس كهنة يرثي لضعفاتنا، ويقدر أن يُعين المُجرَّبين؟ نعم إننا بين يدي مَنْ هو خبير بالألم!

هل تبحث عن  السلام لكِ أيتها القديسة العذراء مريم أم الله الكلمة

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي