في هذا المَثَل كان هناك عشر عذارى متشابهات في كل شيء بحسب الظاهر. فكُلهن عذارى، وكُلهن أخذن مصابيح، وكُلهن خرجن للقاء العريس، ولكن كان هناك فرق بين خمس منهن والخمس الأخريات، إن خفيَ على الناس فلن يخفى على الله، ذلك الفرق هو الذي أوجد الفارق في التسمية. فاللواتي أخذن زيتًا في آنيتهن دعاهن الرب حكيمات، واللواتي لم يأخذن زيتًا في آنيتهن حسبهن الرب جاهلات.
وقد تكون أيها القارئ مسيحيًا، أي مُنتسبًا إلى المسيح لا إلى ديانة أخرى، وقد يكون لك معتقد، كما كان لكل عذراء منهن مصباح، وقد تكون لك كثير من المظاهر الدينية، كما خرج جميع أولئك العذارى لمُلاقاة العريس، ولكن هل لك أيها العزيز زيت نعمة الله بعمل الروح القدس في آنية قلبك؟ هذا هو المهم والخطير في الأمر. فليس السر في المصابيح، ولا في المعتقدات، ولكن السر في الزيت. والزيت لم يكن في المصابيح، ولكنه، كما يقول الوحي: كان في أواني الحكيمات. فإذا كان لك عمل الروح القدس في قلبك، فأنت الحكيم، وإذا لم يكن لك سُكنى وعمل الروح القدس في قلبك، فأنت الجاهل والشقي والبائس والأعمى والعريان.
وربما تصوَّر الجاهلات أنهن يستطعن أن يذهبن لكي يبتَعن زيتًا عندما يسمعن أن العريس مُقبل، ولكن أي زيت يمكن أن يُشترى بعد نصف الليل؟ وأية فرصة تسمح بذلك؟ ربما يتصوّر البعض أنهم يستطيعون أن يقبلوا المسيح في آخر لحظة، ولكن كيف تكون آخر لحظة؟ وأين هي آخر لحظة في حياتك؟ هل تعلمها؟ هل تستطيع أن تعيِّنها؟ وهل تستطيع أن تؤخرها قليلاً؟لا تَقُل إني أنتظر فرصة مناسبة، فإنه لا توجد في الحياة فرصة مناسبة حسب تصورك، إذ عدو الخير يعلم هذا ولذلك يملأ حياتك بالارتباكات، فما أن تخرج من مشغولية حتى تدخل في أخرى، وهكذا يملأ حياتك بالهموم لكي لا يعطيك فرصة بل تظل مشغولاً حتى تنظر فجأة فترى نفسك على حافة القبر، وما هي إلا لحظة حتى تهوي فيه. أما الله المُحب القدير الذي يعرف أفكار العدو، ويريد أن ينبهك فيقول لك إن أنسب فرصة هي الآن: «الآن وقت مقبول واليوم يوم خلاص»، «واليوم، إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم». يارب لا تجعلنا كالعذارى الجاهلات عندما نسمع كلمة الله نؤجل خلاصنا الى فترى اخرى , بل نسلم كل فكرنا وعقلنا ونفوسنا وارواحنا بيدك لنكون كالعذارى الحكيمات لتملانا من زيتك دائما , من روحك القدوس اروينا واشبعنا كي نكون مستعدين على الدوام لاستقبالك عند اللحظة الاخيرة , لكي يكون الباب مفتوحا بك لتستقبلنا انت ولتقول لنا تعالوا يا مباركي ابي رثو الميراث المعد لكم منذ انشاء العالم , نشكرك يارب لانك اعطيتنا الحكمة في الاختيار ولك كل المجد والشكر والحمد من الان والى الابد امين ,,