وبحكمة أيضًا أخبرت رجلها
وبحكمة أيضًا أخبرت رجلها
رجعت أبيجايل وجدت زوجها نابال سكران جدًا “فَجَاءَتْ أَبِيجَايِلُ إِلَى نَابَالَ وَإِذَا وَلِيمَةٌ عِنْدَهُ فِي بَيْتِهِ كَوَلِيمَةِ مَلِكٍ. وَكَانَ نَابَالُ قَدْ طَابَ قَلْبُهُ وَكَانَ سَكْرَانَ جِدّاً, فَلَمْ تُخْبِرْهُ بِشَيْءٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ إِلَى ضُوءِ الصَّبَاحِ” (1صم25: 36). فلم تقل له لا كثير ولا قليل، تركته في حماقته وسكره، ولما فاق من السكر عند خروج الخمر منه في الصباح، فأخبرته بما حدث وقصت عليه ما حدث، وقالت له على كل شيء لئلا يفتكر أحد أن ما عملته هو سلوك في الظلام أو أنها تخجل أن تقول عنه، كلا. لأن الكتاب يقول “وَلَكِنَّ الْكُلَّ إِذَا تَوَبَّخَ يُظْهَرُ بِالنُّورِ. لأَنَّ كُلَّ مَا أُظْهِرَ فَهُوَ نُورٌ” (أف5: 13).
كل من يسلك سلوكًا معينًا لابد أن يكون مسئولاً عنه أمام الكل، ومستعدًا أن يعلنه أمام الجميع، طالما أنه يسلك في النور، فلا يخشى لومة لائمٍ، ولماذا تخاف مادمت قد عملت عملاً صالحًا لائقًا؟ لكنها لم تقل له قبل أن تذهب لأن الموقف كان يحتاج إلى تدخل لإنقاذ الموقف ويحتاج إلى حكمة، فربما لو كانت قد أخبرته لكان يمنعها بالقوة… وبذلك تكون النتيجة دمارًا وخرابًا محققًا، وغضبًا بسبب الذي حدث لمسيح الرب.
فلما قالت له هذا الكلام يقول الكتاب “وَفِي الصَّبَاحِ عِنْدَ خُرُوجِ الْخَمْرِ مِنْ نَابَالَ أَخْبَرَتْهُ امْرَأَتُهُ بِهَذَا الْكَلاَمِ, فَمَاتَ قَلْبُهُ دَاخِلَهُ وَصَارَ كَحَجَرٍ” (1صم25: 37)،جمد قلبه مثل الحجر، أصبح لا يعرف أن يفكر أو يتكلم، لا يستطيع أن يقول لها لقد اخطأتِ، لأن سلوكها واضح أنها أنقذته هو نفسه من الموت، وفي نفس الوقت في جشعه يتحسر على الخير الذي أعطته أبيجايللداود ويغتاظ أن داود قَبِلَ عطاياها.
لم يستطِع أن يلومها على حكمتها، وأيضًا في حماقته لم يستطِع أن يوافق على هذه الحكمة فيفرح بها كما يفرح الأبرار والصديقون. مثلما يصلى الشماس في مقدمة قراءة الإنجيل ويقول {يبصر المستقيمون فيفرحون} يقول هذا عن كهنوت السيد المسيح، يبصر المستقيمون أما غير المستقيمين فينظرون إلى الخير ويرون البر فيتحسر قلبهم على البر ويحزن.
هل تبحث عن  ما هي أهم النبوات الخاصة بألوهية السيد المسيح؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي