فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا جَمِيعَهُمْ كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ وَجَمِيعَهُمْ أَكَلُوا طَعَاماً وَاحِداً رُوحِيّاً وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَاباً وَاحِداً رُوحِيّاً – لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ. لَكِنْ بِأَكْثَرِهِمْ لَمْ يُسَرَّ اللهُ لأَنَّهُمْ طُرِحُوا فِي الْقَفْرِ. وَهَذِهِ الأُمُورُ حَدَثَتْ مِثَالاً لَنَا حَتَّى لاَ نَكُونَ نَحْنُ مُشْتَهِينَ شُرُوراً كَمَا اشْتَهَى أُولَئِكَ. فَلاَ تَكُونُوا عَبَدَةَ أَوْثَانٍ كَمَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْهُمْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «جَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ».وَلاَ نَزْنِ كَمَا زَنَى أُنَاسٌ مِنْهُمْ فَسَقَطَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفاً. وَلاَ نُجَرِّبِ الْمَسِيحَ كَمَا جَرَّبَ أَيْضاً أُنَاسٌ مِنْهُمْ فَأَهْلَكَتْهُمُ الْحَيَّاتُ. وَلاَ تَتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ أَيْضاً أُنَاسٌ مِنْهُمْ فَأَهْلَكَهُمُ الْمُهْلِكُ. فَهَذِهِ الأُمُورُ جَمِيعُهَا أَصَابَتْهُمْ مِثَالاً وَكُتِبَتْ لِإِنْذَارِنَا نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ. (1كو 10: 1 – 11)
وبخ بولس أهل غلاطية علي إرتدادهم للعهد القديم بالناموس، ولنقف قليلا هناً، فنهاك إحتمالية قائمة أن يرتد الإنسان عن المسيح ويعود وينسحب لناموس الأعمال والتبرير القائم علي كفائته وإلتزامة وأن يكمل بالجسد بعدما بدأ بالروح(غل 3 : 3)[24] ، فهذا كله يؤكد أن العهد شكل علاقة نحددها نحن وليس فترة زمنية الرب مجبر علي المثول تحتها!
وفي باكور الكنيسة الأولي، نجد أول مجمع ينعقد لاجل الإرتباك بقيود الناموس وحركة الإنسان الذاتية التي تبحث عن شئ يفعله تحت كلمة “ينبغي” أن نفعل ونفعل لترد الكنيسة من المسيح وعمله إلي ثقل الإنسان وعمله الذي فشل سابقاً
فَالآنَ لِمَاذَا تُجَرِّبُونَ اللهَ بِوَضْعِ نِيرٍ عَلَى عُنُقِ التَّلاَمِيذِ لَمْ يَسْتَطِعْ آبَاؤُنَا وَلاَ نَحْنُ أَنْ نَحْمِلَهُ؟ لَكِنْ بِنِعْمَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ نُؤْمِنُ أَنْ نَخْلُصَ كَمَا أُولَئِكَ أَيْضاً». (أع 15: 10 – 11)
إستعلن البر في شخص المسيح وعمله لخلاصنا، لكن الطبيعة البشرية تحن لنفسها لتكون محور العمل، فالحياة في ملئ النعمة والإرتماء في بر الله هي بالحقيقة أمر ضد الذات ومميت لها، لذا وُضع الصليب والقيامة لكي تنفلت نفوسنا من فخ الذات وينكسر وننجو بحريتنا وحياتنا التي في شخص الله الكلمة.
وفي سفر الرؤيا الذي يتكلم حول الأيام الأخيرة، نجد حقيقة من 404 أية في السفر، يوجد 275 أية مقتبسة من كتب العهد القديم، في إعلان واضح من الرب أن ما كتب قديماً لم ينته بعد بل هو باق وفعال ومستمر إلي أواخر الأيام.
وعلي عكس ما حدث مع داود النبي حين زني قديماً ونٌقلت الخطية علي المسيح، نجد أن حنانيا وسفيرة في قمة إستعلان العهد الجديد ضُرباً بالموت الذي إجتذاباه لأنفسهما، لقد كان كلاهما يحيان في العهد القديم، وروح الله يري ذلك، لقد فعلا نفس ما فعله عخان بن كرمي في أيام يشوع (يش 7 : 1)، إختلسا ما للرب في نجاسة قلب يحيا بعهد مشروط لا نعمة يشوبها ضعف وهوان، فحدث لهما بالتمام ما حدث مع عخان وماتا… فهل لنا أن نقرأ كتب العهدين بروح الله الواحد وقلبه الواحد؟
هل لنا أن تقرأ كتب العهدين معاً ونري المسيح هو هو أمس واليوم وإلي الأبد (عب 13 : 8)، والإنسان هو هو، يتبعه بإيمان قلبه والإرتماء في أحضانه، أو بإتكال علي ذاته وأعمالها؟
عخان يُرجم لانه سرق وقلبه يحيا في العهد القديم فضُرب بالموت، وبالمثل حدث لحنانيا وسفيرة في ملئ إستعلان العهد الجديد زمنياً لكنهم في العهد القديم قلبيا، والرب إله قلوب، داود يزني وينقل الرب خطيته عنه، مثلما فعل مع التي أمسكت في ذات الفعل (يو 8 : 3)ويطلقها مغفورة مبررة بدمه وهو لم يسفك بعد بالجسد!!
حقاً ما أعجب أحكام الرب عن الفحص وطرقه عن الإستقصاء؟