«وجعلها الله في جلد السماء لتنير على الأرض » ( ع ١٧ ) .
ما معنى قول موسى « وجعلها الله في جلد السماء » ؟ عسى أن بعض الناس يقول غرسها ، كلا أن يكون هذا ، لأننا نعاين القمر والنجوم كثيراً في لحظة من الزمان تقطع مسافة كبيرة ولا تستقر في موضع واحـد ، لكنها تتم سيرها الخاص الذي أمرهـا الرب به.
ولكن ما معنى « وجعلها » ، أي أمرها أن تكون في السماء لأننا نرى الكتاب في موضع آخر يقول « وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها » ( تك ٢ : ١٥ ) ليس أن الله غرس آدم في جنة عدن ، لكن رسم له أن يكـون فـيـهـا على هذا الحال .
« ولتحكم على النهار والليل ولتفصل بين النور والظلمة ورأى الله ذلك انه حسن وكان مساء وكان صباح يوما رابعا » ( ع ۱۸ ، ۱۹ ) .
قول موسى « ولتحكم على النهار والليل » أي أن الشمس أخذت سلطة النهار ، أما القمر فأخذ سلطة الليل ، إذ الشمس جعلت النهار أشد ضياء بخاصية شعاعها أما القمر فيشتت الظلمة ويفيد طبيعة الناس بخاصية ضيائه ، لأن التاجر حينئذ يتجاسر على مباشرة السفر ، والنوتى على إقلاع مركبه وقطع اللجج.
وقوله « ورأى الله ذلك أنه حسن » أرأيت كيف أوضح موسى أن الله رضى بهذه المخلوقات ، معلماً إيانا أن الكل ظهر إلى الابداع بحكمة حسنة التلطف ومحبة للبشر لا توصف.