admin
نشر منذ سنتين
2
وزن الشعر فعلامة أن ما يحل بالشعب من جوع وعطش

وزن الشعر فعلامة أن ما يحل بالشعب من جوع وعطش وسقوط بالسيف وتشتيت بين الشعوب لا يتم بطريقة عشوائية أو بمحض الصدفة، لكنه بتدبير إلهي، وموازين الرب عادلة وأمينة ودقيقة.
“الربوازن القلوب” (أم 21: 2) والأرواح (أم 16: 2)،هذاالذي طرق الإنسان أمام عينيه “وهو يزن سبله” (أم 5: 21)،الذي يزن الريح ويعاير المياه بمقياس (أي 28: 25)،ويكيل تراب الأرض ويزن الجبال بالقبَّان والآكام بالميزان (إش 40: 12)،موازينه حق وعادلة، لا يطيق الغش أو المحاباة. هذه هي طبيعة الله التي يشتهي أن يسكبها في حياة أولاده لهذا كثيرًا ما يكرر الوصايا: “لا يكن لك في كيسك أوزان مختلفة كبيرة وصغيرة. لا يكن لك في بيتك مكاييل مختلفة كبيرة وصغيرة. وزن صحيح حق يكون لك ومكيال صحيح وحق يكون لك” (تث 25: 13-15)، “معيارفمعيار مكرهة للرب، وموازين الغش غير صالحة” (أم 20: 23)، “موازينغشٍ مكرهة للرب والوزن الصحيح رضاه” (أم 11: 1). يزنالله حياتنا وللأسف يجدها “في الموازين إلى فوق” (مز 62: 9)،أو كما قال دانيال الحكيم للملك بيلشاصَّر: “وُزنتبالموازينفوجدت ناقصًا” (دا 5: 6)،والآن ماذا يفعل الرب من نحونا نحن الذين وجدنا هكذا؟ إنه يحمل سر نقصنا، يحمل إثمنا عليه ويتقدم للميزان، فإذا به يثمن كعبد وهو الديان الذي يُدين المسكونة كلها. إنه في مرارة يقول: “فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة” (زك 11: 12). الربيُقيَّم كعبد بينما يقف العبد في بره الذاتي ليقول: “ليزنّيفي ميزان الحق فيعرف الله كمالي” (أي 31: 6). الكاملوُزنَ حاملًا نقصنا فصار تحت العار، والإنسان في كبرياء قلبه يريد أن يتبرر في الموازين أمام الله.
على أيه الأحوال، وُزنَ شعر حزقيال كرمز للشعب الساقط تحت ثقل الخطيئة فوجد مستحقًا للجوع والعطش والسيف والتشتيت… هذه هي ثمار النجاسة والشر.
إن كان الشعب قد وجد في الميزان ناقصًا، لكن الله لا ينسى القليل جدًا منهم، هؤلاء الذين بسبب أمانتهم له وطاعتهم لكلماته يحتفظ بهم في ذيل ثوبه، تحت رعايته. هذه البقية ربما تشير إلى البقية التي تركت في أورشليم تحت قيادة جداليا. وربما تشير إلى البقية التي تبقي أمينة للرب في أيام النبي الكذاب أو المسيح الدجال. إنها جماعة الرب الخفية المحفوظة ومستترة فيه يعرفهم بأسمائهم ويحوّط حولهم لكي لا يُفقد منهم أحد، ولا يختطفهم العدو الشرير. لكن للأسف هذه القلة أمر الرب أن يحرق القليل منها، لأنها بعد أن دخلت تحت رعايته رفضته. هذه التي قال عنها الرسول إنهم بدأوا بالروح لكنهم يكملون بالجسد (غل 3: 3)، لهذا يوصينا السيد أن نصبر إلى المنتهَى (مت 10: 12)، ويحذرنا من الأيام الأخيرة حين يخُشَى على المختارين أيضًا أن يضلوا (مت 24: 24).

هل تبحث عن  حسب طاقتكم سالموا جميع الناس الأنبا موسى أسقف الشباب

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي