admin
نشر منذ سنتين
2
وعد بالقيامة لكل من يؤمن ويثبت فى المسيح

لقد قام السيد المسيح من الأموات قيامة لا يعقبها موت. أما نحن فنموت بالجسد ونرقد إلى مجيء الرب، وحينئذ نقوم بأجسادنا نفسها، ولكن فى وضع مختلف، حيث يخرج الأبرار إلى قيامة الحياة الأبدية، والأشرار إلى قيامة الدينونة.

إذاً فعبارة معلمنا بولس الرسول: “أقامنا معه، وأجلسنا معه فى السماويات فى المسيح” (أف 2: 6) لا تؤخذ بصورة حرفية كما لو كانت شيئاً قد حدث وانتهى حالياً، كما قال قداسة البابا شنوده الثالث – أطال الرب حياة قداسته- لأن الأبرار سوف يقومون فى اليوم الأخير، أما السيد المسيح فمكتوب عنه أنه “باكورة الراقدين” (1كو 15: 20).

“والباكورة” لا تعنى إطلاقاً “الكل”. فلو كان الكل قد قام بالفعل وانتهى الأمر، فكيف يعتبر السيد المسيح باكورة الراقدين؟!

إن عبارة “أقامنا معه” ينبغى أن تُفهم بطريقة روحية كما يلى:

أولاً: إنها وعد بالقيامة لكل من يؤمن ويثبت فى المسيح فيغلب “هذه مشيئة الآب الذى أرسلنى أن كل ما أعطانى لا أتلف منه شيئاً بل أقيمه فى اليوم الأخير” (يو6: 39). و”من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة أبدية وأنا أقيمه فى اليوم الأخير” ( يو6: 54).

ثانياً: إننا فى المعمودية قد صرنا متحدين مع الرب بشبه موته وبشبه قيامته (انظر رومية 6): فنحن فى المعمودية ننال قوة الموت مع المسيح وقوة القيامة معه “مدفونين معه فى المعمودية، التى فيها أقمتم أيضاً معه” (كو2: 12).

فالقيامة المقصودة هنا هى قيامة الحياة فى البر والنصرة على الخطية. كما قال معلمنا بولس الرسول عن الله: “يقودنا فى موكب نصرته فى المسيح كل حين، ويظهر بنا رائحة معرفته فى كل مكان” (2كو 2: 14). وهذه هى القيامة الأولى.

هل تبحث عن  طُوبى لِفَاعِلي السَّلام

أما القيامة الثانية فهى قيامة الراقدين فى المسيح فى اليوم الأخير “حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون” (يو5: 25).

ثالثاً: لا ينبغى الخلط بين القيامة الأولى والقيامة الثانية، كما لا ينبغى الخلط أيضاً بين الموت الأول والموت الثانى الذى تكلم عنه سفر الرؤيا والمقصود به الهلاك الأبدى. لذلك فمن يحيا فى القداسة “فلا يؤذيه الموت الثانى” (رؤ 2: 11).

رابعاً: نفس الأمر ينطبق على الصعود: فإن عبارة “أجلسنا معه فى السماويات فى المسيح” (أف2: 6) لا تعنى أننا صعدنا إلى السماء، بل كما يقول القداس الغريغورى {أصعدت باكورتى إلى السماء أظهرت لى إعلان مجيئك، هذا الذى تأتى فيه لتدين الأحياء والأموات وتعطى كل واحد كأعماله}.

المسألة كلها ينبغى أن تفهم بطريقة روحية ولا داعى للمزايدة لأن القديس بولس الرسول يقول: “إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس” (كو3: 1) أى أن الإنسان الذى يتمتع ببركات القيامة يشتاق إلى الأمور السمائية.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي