بالإيمان قدَّم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين.
فبه شُهد له أنه بار إذ شهد الله لقرابينه. وبه وإن مات يتكلم بعد
( عب 11: 4 )
«وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ!» … فمع أن هَابِيل مات قتلاً، فإنه ما زال يُلقننا العِبَر بإيمانه. وذاك الذي لم يسجل الكتاب المقدس له كلامًا في حياته، يسجل أنه بإيمانه ما زال يتكلَّم إلينا، مُشيرًا إلى أن الإيمان بالذبيحة هو الوسيلة الوحيدة للاقتراب إلى الله. نعم بالإيمان. ولا غنى عن الإيمان، ولا إضافة للإيمان. إنه ليس بالتوبة يُقبل الإنسان عند الله مع أهمية التوبة كتمهيد للإيمان. لكن القبول عند الله هو بالإيمان. إنه ليس بالأعمال ولا بالمحبة، مع أهمية كل منهما كثمرة للإيمان. لكن الخلاص والتبرير هما بالإيمان. إنه ليس بالشعور ولا بالاختبار، مع أننا لا نبخس من قيمة هذه الأشياء. لكن هذا كله يتبع الإيمان، وليس بديلاً عنه على الإطلاق. إنه ليس بالمنطق أو الذكاء أو العلم، إنما هو بالإيمان: أولاً: الإيمان بما قاله الله عن نفسي؛ ليس كإنسان شرير فحسب، بل كمخلوق ساقط هالك. فليست مشكلة الإنسان الأولى فيما فعل هو، بل في كيانه. ثم الإيمان بما قاله الله عن المسيح كالمخلِّص الذي أعدّه الله لنا، ومسَحَه، وأرسله إلى العالم. والذي مات فوق الصليب بعد أن سدد الدين الذي كان علينا. ثم قام من الأموات في اليوم الثالث. هذا الشخص وحده هو الذي يقدر أن يُخلِّص إلى التمام. .