الادارة
نشر منذ سنتين
2
يا حبيبتي الكلية البهاء والحلاوة والنقاوة البريئة من كل عيبٍ




† صلاة †

يا سيدتي البريئة من الدنس، أنني أفرح معكِ عند ملاحظتي إياكِ غنيةً بهذا المقدار من سمو النقاوة والطهارة. فأشكر الخالق العام عازماً على أن أشكره دائماً، لأجل أنه حفظكِ بريئةً من دنس كل خطيئةٍ. ولكي أحامي عن قضية الحبل بكِ بغير دنس الخطيئة الأصلية، الأمر الذي هو خصوصيةٌ عظيمةٌ وجليلةٌ لائقةٌ بكرامتكِ، فأنا مستعدٌ وأقسم حالفاً، بأني أبيح دمي أن لزم الأمر، وأقبل الموت من أجل تأييدها، ولقد أتمنى أن سكان العالم بأسره يعرفونكِ ويعترفون بأنكِ أنتِ هي نجمة الصبح، التي هي دائماً مشعشعةٌ بالضياء الإلهي. وأنكِ أنتِ هي سفينة الخلاص المختارة ناجيةً من غرق الخطيئة العام. وأنكِ أنتِ هي تلك الحمامة الكاملة البريئة من العيب والخالية من الدنس، كما أوضحكِ عروسكِ الإلهي. وأنكِ أنتِ هي البستان المختوم والجنة المغلقة التي فيكِ وجد العلي تنعمه، وأنكِ أنتِ هي تلك العين المختومة التي لم يدخل إليها العدو ليعكر أمواهها. وأنكِ أخيراً أنتِ هي زهرة السوسن والزنبق النقي، اذ أنكِ قد نبت فيما بين الأشواك الذين هم أبناء آدم المولودون مدنسين بالخطيئة وأعداءً لله، فأنتِ ولدتِ نقيةً طاهرةً بيضاء خليلةً صديقةً لخالقكِ العظيم.*
فدعيني أمدحكِ أنا أيضاً حسبما مدحكِ إلهكِ قائلاً: كلكِ جميلةٌ يا قرينتي وليس فيكِ عيبٌ: يا حمامةً كلية النقاوة بيضاء بجملتكِ، جميلة بكليتكِ. صديقة الله دائماً. فيا مريم البريئة من الدنس الخالية من العيب الكلية الحلاوة، الموضوع الكلي الحب. فلأنكِ أنتِ بهذا المقدار جميلةٌ في عيني سيدكِ. لا تأنفي من أن تنظري بطرفكِ الشفوق الرحيم الى جراحات نفسي المتخنة المستكرهة. بل أنظري اليَّ وأرحميني وأشفيني. فيا حجر مغناطيس القلوب أجتذبي إليكِ قلبي أنا أيضاً الذليل، فأنتِ التي منذ الدقيقة الأولى من حياتكِ قد وجدتِ نقيةً وظهرتِ طاهرةً جميلةً أمام الله. أشفقي عليَّ أنا الذي ليس فقط ولدت بالخطيئة، بل أني بعد المعمودية أيضاً قد دنست من جديد نفسي بالمآثم. فذاك الإله الآب الذي أنتخبكِ أبنةً له، والإله الأبن الذي أختاركِ أماً له، والإله الروح القدس الذي أختصكِ عروسةً له. ولأجل ذلك قد حفظكِ الثالوث الأقدس بريئةً من كل دنسٍ. وميزكِ بحبٍ متقدم على مخلوقاته كلها، فأية نعمةٍ يمكن أن ينكر عليكِ. اذاً يلزمكِ أن تخلصيني أيتها البتول البريئة من العيب، فأنا أقول لكِ ما كان يقوله نحوكِ القديس فيلبس نيري: أجعليني أن أفتكر بكِ دائماً، وأنتِ لا تنسيني، ولكن تظهر لي إعاقتي عن الحضور لأشاهد جمالكِ السماوي كأنها مدة ألف سنة، حيث أراكِ في الفردوس، لكي أحبكِ أشد حباً، وأسبحكِ يا أمي ويا ملكتي، ويا حبيبتي الكلية البهاء والحلاوة والنقاوة البريئة من كل عيبٍ آمين.*


هل تبحث عن  رَمْل

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي