بقوله: “الذي يجعل المرائي يملك من أجل خطايا الشعب” ربما يعني ضد المسيح، رئيس كل المرائين. فإن المخادع يتظاهر بالقداسة لكي يجذب البشر إلى الشر…
يملك ضد المسيح هذا على الأشرار، لا بسبب ظلم الديان، وإنما بسبب خطية من يُلزمون على تحمل العقوبة. بالرغم من أن أغلبهم لا يرون قوته المتسلطة، إلا أنهم يُستعبدون له، بسبب الحال الذي بلغوه بخطاياهم. إنهم بلا شك يكرمونه بحياتهم الشريرة، هؤلاء الذين لا يرون استبداده لهم. أليس هؤلاء هم أعضاءه الذين يطلبون بإظهارهم القداسة ما هم ليسوا عليه…؟ إذ مكتوب: “إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية” (يو 8: 34). فإنهم بقدر ما يرتكبون الخطايا بإرادتهم هذه التي يشتهونها، ينحنون لخدمة (ضد المسيح) مُستعبدين له.
ليت من يعاني من حاكمٍ كهذا لا يلوم الحاكم الشرير… إنما يلوم أخطاء أفعاله الشريرة لا ظلم حاكمه. مكتوب: “أنا أعطيتك ملكًا بغضبي” (هو 13: 11).
إذن لماذا نسخر بمن يُقام حاكمًا علينا، هذا الذي تسلم سلطانه من غضب الله؟ إن قبلنا حكامًا حسب استحقاقاتنا من سخط الله، نستدل من سلوكهم على ما عليه حالنا حقيقة…! سمات الحكام تُعيَّن حسب استحقاقات الخاضعين لهم. حتى أولئك الذين يظهرون كأنهم صالحون يتغيرون بالقوة التي يقبلونها. لاحظ الكتاب المقدس! شاول نفسه تغيَّر قلبه مع كرامته مكتوب: “إذ كنت صغيرًا في عينيك صرت رأس أسباط إسرائيل” (1 صم 15: 17).
يتشكل سلوك الحكام حسب سمات الخاضعين لهم، فإن سلوك حتى الراعي الصالح يصير شريرًا بسبب شر قطيعه.