( في البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله ، هكذا كان في البدء عند الله ) ” يو1:1 ”

يسوع المسيح هو الأقنوم الثاني في ثالوث الله والمولود من الآب في الأزل ، وهو كلمة الله الناطقة ، به خلق الله كل شىء ، وبغيره لم يكن شيئاً مخلوقاً . فيسوع قبل ميلاده في الزمن كان يقوم بأعمال ألهية لا تحصى . به خلق الآب الكون كله ما يرى وما لا يرى . كل ذلك خلقه الله بالكلمة ، هذا ما قاله الرسول يوحنا ( أنظر يو 1: 3،4 ) . وهكذا يؤكد لنا القديس بولس قائلاً ( الذي هو صورة الله غير المنظور ، بكر كل خليقة ، فإنه فيه وله خلق الكل … الكل به وله خلق ) ” كول 15:1 ) .

أما شهادة المسيح عن أزليته والذي هو مولود من الآب قبل كل الدهور والمساوي للآب في الجوهر ، فيقول ( … أنا والآب واحد ) ” يو 30:10 ” فالآب الأزلي الذي هو في المسيح عندما كان المسيح في الزمن ، أي أن المسيح أيضاً كان في الأزل قبل التجسد ودخل الزمن عندما تجسد ليصبح أبدياً ايضاً بعد الجسد ، وليس لملكه أنقضاء .

وقال الرب يسوع عن علاقته المباشرة مع الآب عندما كان يناجيه ( كل ما هو لي فهو لك ، وكل ما هو لك فهو لي ) ” يو 10:17 ” . وهو تصريح لا يمكن أن يصدر عن أنساناً مخلوقاً ، لأن معنى قوله هو ، أنه المساوات الكاملة بينه وبين الآب . وهذا الذي كان السبب الذي دفع اليهود الى رجمه لأنه جعل ذاته معدلاً للآب ، وفي أعتقاد اليهود الله واحد لا شريك في ذاته وذلك لعدم أيمانهم بالتثليث ( يو 18:5 ) .

هل تبحث عن  الكاثوليكون من رساله بطرس الاولى ( 3 : 5 - 14 ) يوم الجمعة

وفي صلواته المرفوعة الى الآب ، قال ( ليكون الجميع واحداً كما أنك أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك .. ) ” يو 21:17 ) . كذلك يتحدث عن أزليته فيقول للآب ( مجدني أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم ) ” يو 5:17 ” . كما قال لليهود ( قبل أن يكون أبراهيم أنا كائن ) ” يو 58:8″ . وأكد أيضاً وجوده في مكان وزمان بقوله لنيقوديموس ( ليس أحد صعد الى السماء إلا الذي نزل من السماء ، أبن الأنسان الذي هو في السماء ) ” يو 13:3″ وأنه هو الخبز النازل من السماء ، وهو واهب الحياة للمؤمنين به .

أما عن دخوله في الزمن فقد تنبأ الأنبياء بمجيئه . قال عنه أشعياء النبي ( … ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو أسمه عمانوئيل ) ” 14:7″ . كما يوصفه أشعياء قائلا ( لأنه يولد لنا ولد ونعطى أبناً وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام ) ” 6:9″ . ودانيال النبي رأى رؤية في أزلية المسيح ومجيئه وأبديته ، فقال ( كنت أرى في رؤية الليل ، وإذا مع سحب السماء مثل أبن إنسان ، أتى وجاء الى قديم الأيام ، فقربوا قدامه ، فأعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً ، لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة . سلطانه سلطان أبدي وملكوته ما لا ينقرض ) ” دا 7: 13-14″ .

أما النبي داود الذي تحدث عنه كثيراً فقال عن الرب يسوع الأزلي والأبدي ( الى دهر الدهور سنوك . من قِدَم أسَستَ الأرض والسموات . هي عمل يديك . هي تبيد وأنت تبقى وكلها ثوب تبلى كرداء تغيرهن فتتغير وأنت هو وسنوك لن تنتهي ) ” مز 102: 25-17″ . كما وصفه في مزمور آخر بأنه ابن الله والمساوي له والقادر أن يدين الأشرار وحسب المزمور ( فالآن تعقلوا أيها الملوك ، تأدبوا يا قضاة الأرض . قبلوا الأبن لئلا يغضب … طوبى لجميع المتكلين عليه ) ” مز 2: 10-12 ” .

هل تبحث عن  القاضي زَبَدْيا ابن يشمعئيل

يسوع ظهرفي العهد القديم لأبراهيم قبل تجسده لأنه كان موجوداً منذ الأزل وكذلك ظهر ليشوع والفتية الثلاثة في أتون النار ، ولدانيال النبي ويهوشع الكاهن العظيم .

أما في الزمن فتقول الآية : ( فلما تم الزمان ، أرسل الله ابنه مولوداً لإمرأةٍ ، مولوداً تحت الناموس ) “غل 4:4″ .أي أنه أخلى ذاته من مظاهر آلوهيته وحل بقوة الروح القدس في أحشار العذراء مريم وبكامل لاهوته . وكان أخلاء ذاته من مجده الألهي هو الحل الوحيد لخلاص البشرية دون أن يدركوا بني البشر خطته الخلاصية لأنقاذهم ، لأنه لو عرفوا أنه رب المجد المتجسد لما صلبوه ، فلم تحدث المصالحة ” 1قو 8:2 ” وهكذا تجسد وتجسدت معه محبته للعالم أجمع فداس المعصرة لوحده دون أن يكلف الأنسان ذاته لمشاركته لكي لا يهلك كل من يؤمن به ” يو 16:3″ .

الكثيرين يدركون موضوع ميلاد المسيح الزمني وتفاصيله ، لكن القليلين منهم يفهمون معنى وجوده قبل كل الدهور ، والذي به عمل الآب الوجود كله ” عب 2:1 ” .

يسوع هو بهاء مجد الله ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته ” عب 3:1 ” وهو صورة الله غير المنظور ، لهذا قال لرسله ( الذي رآني فقد رأى الآب ) ” يو 9:14″ .

قال عنه الرسول يوحنا ( الذي كان في البدء ، الذي سمعناه ورأيناه بعيوننا ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة … ) ” 1يو 1:1 ) .

أما الرسول بطرس فشهد للأله المتجسد قائلاً ( لأننا لم نتبع خرافات مصنعة إذ عرفناه بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه ، بل قدر كنا معاينين عظمته لأنه أخذ من الله الآب كرامته ومجداً إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى هذا هو أبني الحبيب الذي به سررت ) ” 2 بط 1: 16-18 ” وهنا يتحدث عن تجلي صورة الله الآب على وجه الأبن على جبل طابور . كذلك الرسول بولس شهد للتجسد الألهي في المسيح بشهادات كثيرة منها ( عظيم هو سر التقوى ” أي سر التجسد ” الله ظهر في الجسد ) ” 1 تي 16:3″ . فكل من يؤمن بالله المتجسد يكون له الخلاص ، والذي لا يؤمن لن يرى حياة أبدية ، بل يمكث عليه غضب الله ( طالع يو 3: 16، 36 ) .

هل تبحث عن  48-إرضاء الخصم | كُنْ مراضيّا لخصمك سريعًا ما دمت معهُ في الطريق. لئلاَّ يسلّمك الخَصم إلى القاضي ويسلّمك القاضي إلى الشُّرَطي فتُلقَى في السجن. الحقَّ أقول لك لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الأخير

تجسد يسوع وأخذ جسداً بشريا من العذراء مريم ومات على الصليب ثم عاد الى مجده بعد أن أتم رسالته مؤكداً لتلاميذه قبل الصعود ( ها أنا معكم كل الآيام والى أنقضاء الدهر ) ” مت 20:28″ .

بقلم/ وردا أسحاق

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي