يشوع ابن سيراخ31 - تفسير سفر حكمة يشوع بن سيراخ

شرح

الكتاب المقدس – العهد القديم – الموسوعة الكنسية لتفسير العهد القديم: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة

يشوع ابن سيراخ31 – تفسير سفر حكمة يشوع بن سيراخ



* تأملات في كتاب

حكمه يشوع بن سيراخ
:


تفسير سفر يشوع ابن سيراخ:

مقدمة سفر يشوع ابن سيراخ
|
يشوع ابن سيراخ 1 |

يشوع ابن سيراخ 2

|

يشوع ابن سيراخ 3

|

يشوع ابن سيراخ 4

|

يشوع ابن سيراخ 5

|

يشوع ابن سيراخ 6

|

يشوع ابن سيراخ 7

|

يشوع ابن سيراخ 8

|

يشوع ابن سيراخ 9

|

يشوع ابن سيراخ 10

|

يشوع ابن سيراخ 11

|

يشوع ابن سيراخ 12

|

يشوع ابن سيراخ 13

|

يشوع ابن سيراخ 14

|

يشوع ابن سيراخ 15

|

يشوع ابن سيراخ 16

|

يشوع ابن سيراخ 17

|

يشوع ابن سيراخ 18

|

يشوع ابن سيراخ 19

|

يشوع ابن سيراخ 20

|

يشوع ابن سيراخ 21

|

يشوع ابن سيراخ 22

|

يشوع ابن سيراخ 23

|

يشوع ابن سيراخ 24

|

يشوع ابن سيراخ 25

|

يشوع ابن سيراخ 26

|

يشوع ابن سيراخ 27

|

يشوع ابن سيراخ 28

|

يشوع بن سيراخ 29

|

يشوع بن سيراخ 30

|

يشوع بن سيراخ 31

|

يشوع بن سيراخ 32

|

يشوع بن سيراخ 33

|

يشوع بن سيراخ 34

|

يشوع بن سيراخ 35

|

يشوع بن سيراخ 36

|

يشوع بن سيراخ 37

|

يشوع بن سيراخ 38

|

يشوع بن سيراخ 39

|

يشوع بن سيراخ 40

|

يشوع بن سيراخ 41

|

يشوع بن سيراخ 42

|

يشوع بن سيراخ 43

|

يشوع بن سيراخ 44

|

يشوع بن سيراخ 45

|

يشوع بن سيراخ 46

|

يشوع بن سيراخ 47

|

يشوع بن سيراخ 48

|

يشوع بن سيراخ 49

|

يشوع بن سيراخ 50

|

يشوع بن سيراخ 51

|

ملخص عام

نص سفر يشوع ابن سيراخ:
يشوع بن سيراخ 1 |

يشوع بن سيراخ 2

|

يشوع بن سيراخ 3

|

يشوع بن سيراخ 4

|

يشوع بن سيراخ 5

|

يشوع بن سيراخ 6

|

يشوع بن سيراخ 7

|

يشوع بن سيراخ 8

|

يشوع بن سيراخ 9

|

يشوع بن سيراخ 10

|

يشوع بن سيراخ 11

|

يشوع بن سيراخ 12

|

يشوع بن سيراخ 13

|

يشوع بن سيراخ 14

|

يشوع بن سيراخ 15

|

يشوع بن سيراخ 16

|

يشوع بن سيراخ 17

|

يشوع بن سيراخ 18

|

يشوع بن سيراخ 19

|

يشوع بن سيراخ 20

|

يشوع بن سيراخ 21

|

يشوع بن سيراخ 22

|

يشوع بن سيراخ 23

|

يشوع بن سيراخ 24

|

يشوع بن سيراخ 25

|

يشوع بن سيراخ 26

|

يشوع بن سيراخ 27

|

يشوع بن سيراخ 28

|

يشوع بن سيراخ 29

|

يشوع بن سيراخ 30

|

يشوع بن سيراخ 31

|

يشوع بن سيراخ 32

|

يشوع بن سيراخ 33

|

يشوع بن سيراخ 34

|

يشوع بن سيراخ 35

|

يشوع بن سيراخ 36

|

يشوع بن سيراخ 37

|

يشوع بن سيراخ 38

|

يشوع بن سيراخ 39

|

يشوع بن سيراخ 40

|

يشوع بن سيراخ 41

|

يشوع بن سيراخ 42

|

يشوع بن سيراخ 43

|

يشوع بن سيراخ 44

|

يشوع بن سيراخ 45

|

يشوع بن سيراخ 46

|

يشوع بن سيراخ 47

|

يشوع بن سيراخ 48

|

يشوع بن سيراخ 49

|

يشوع بن سيراخ 50

|

يشوع بن سيراخ 51

|
يشوع ابن سيراخ
كامل

تفاسير أسفار الكتاب المقدس

1- تفاسير سفر التكوين
2- تفاسير سفر الخروج
3- تفاسير سفر اللاويين
4- تفاسير سفر العدد
5- تفاسير سفر التثنية
6- تفاسير سفر يشوع
7- تفاسير سفر القضاة
8- تفاسير سفر راعوث
9- تفاسير سفر صموئيل الأول
10- تفاسير سفر صموئيل الثاني
11- تفاسير سفر الملوك الأول
12- تفاسير سفر الملوك الثاني
13- تفاسير سفر أخبار الأيام الأول
14- تفاسير سفر أخبار الأيام الثاني
15- تفاسير سفر عزرا
16- تفاسير سفر نحميا
17- تفاسير سفر طوبيا
18- تفاسير سفر يهوديت
19- تفاسير سفر أستير + التتمة
20- تفاسير سفر أيوب
21- تفاسير سفر المزامير + مز 151
22- تفاسير سفر الأمثال
23- تفاسير سفر الجامعة
24- تفاسير سفر نشيد الأناشيد
25- تفاسير سفر الحكمة
26- تفاسير سفر يشوع بن سيراخ
27- تفاسير سفر إشعياء
28- تفاسير سفر إرميا
29- تفاسير سفر مراثي إرميا
30- تفاسير سفر نبوه باروخ
31- تفاسير سفر حزقيال
32- تفاسير سفر دانيال + التتمة
33- تفاسير سفر هوشع
34- تفاسير سفر يوئيل
35- تفاسير سفر عاموس
36- تفاسير سفر عوبديا
37- تفاسير سفر يونان
38- تفاسير سفر ميخا
39- تفاسير سفر ناحوم
40- تفاسير سفر حبقوق
41- تفاسير سفر صفنيا
42- تفاسير سفر حجي
43- تفاسير سفر زكريا
44- تفاسير سفر ملاخي
45- تفاسير سفر المكابيين الأول
46- تفاسير سفر المكابيين الثاني

1- تفاسير إنجيل متى
2- تفاسير إنجيل مرقس
3- تفاسير إنجيل لوقا
4- تفاسير إنجيل يوحنا
5- تفاسير سفر أعمال الرسل
6- تفاسير الرسالة إلى رومية
7- تفاسير رسالة كورنثوس الاولى
8- تفاسير كورنثوس الثانية
9- تفاسير الرسالة إلى أهل غلاطية
10- تفاسير الرسالة إلى أفسس
11- تفاسير الرسالة إلى فيلبي
12- تفاسير الرسالة إلى كولوسي
13- تفاسير تسالونيكي الأولى
14- تفاسير تسالونيكي الثانية
15- تفاسير رسالة تيموثاوس الأولى
16- تفاسير تيموثاوس الثانية
17- تفاسير الرسالة إلى تيطس
18- تفاسير الرسالة إلى فيلمون
19- تفاسير رسالة العبرانيين
20- تفاسير رسالة يعقوب
21- تفاسير رسالة بطرس الأول
22- تفاسير رسالة بطرس الثانية
23- تفاسير رسالة يوحنا الأولى
24- تفاسير رسالة يوحنا الثانية
25- تفاسير رسالة يوحنا الثالثة
26- تفاسير رسالة يهوذا
27- تفاسير سفر الرؤيا

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية:
1
234
5678
91011
121314
151617
181920
212223
242526
272829
303132
333435
363738
394041
42



اَلأَصْحَاحُ
الْحَادِي وَالثَّلاَثُونَ

شهوة المال والطعام
والشراب

(1) الغنى (ع 1-11)

(2) المائدة (ع12-29)

(3) الخمر ( ع30-42)


(1)
الغنى (ع 1-11)

1 السَّهَرُ لأَجْلِ
الْغِنَى يُذِيبُ الْجِسْمَ، وَالاِهْتِمَامُ بِهِ يَنْفِي النَّوْمَ. 2 سَهَرُ
الاِهْتِمَامِ يَحْرِمُ الْوَسَنَ، وَالْمَرَضُ الشَّدِيدُ يُذْهِبُهُ
النَّوْمُ.


3يَجِدُّ
الْغَنِيُّ فِي جَمْعِ الأَمْوَالِ، وَفِي رَاحَتِهِ يَشْبَعُ مِنَ اللَّذَّاتِ،
4 يَجِدُّ الْفَقِيرُ فِي حَاجَةِ الْعَيْشِ، وَفِي رَاحَتِهِ يُمْسِي
مُعْوِزًا. 5 مَنْ أَحَبَّ الذَّهَبَ لاَ يُزَكَّى، وَمَنْ اتَّبَعَ الْفَسَادَ
يَشْبَعُ مِنْهُ. 6 كَثِيرُونَ سَقَطُوا لأَجْلِ الذَّهَبِ، فَأَضْحَى
هَلاَكُهُمْ أَمَامَ وُجُوهِهِمْ. 7 الذَّهَبُ عُودُ عِثَارٍ لِلَّذِينَ
يَذْبَحُونَ لَهُ، وَكُلُّ جَاهِلٍ يُصْطَادُ بِهِ. 8 طُوبَى لِلْغَنِيِّ
الَّذِي وُجِدَ بِغَيْرِ عَيْبٍ، وَلَمْ يَسْعَ وَرَاءَ الذَّهَبِ. 9 مَنْ هُوَ
فَنُغَبِّطَهُ؟ لأَنَّهُ صَنَعَ عَجَائِبَ فِي شَعْبِهِ. 10 مَنِ الَّذِي
امْتُحِنَ بِهِ فَوُجِدَ كَامِلًا؟ بِهِ فَلْيُفْتَخَرْ. مَنِ الَّذِي قَدَرَ
أَنْ يَتَعَدَّى فَلَمْ يَتَعَدَّ، وَأَنْ يَصْنَعَ الشَّرَّ وَلَمْ يَصْنَعْ؟
11 سَتَكُونُ خَيْرَاتُهُ ثَابِتَةً، وَتُخْبِرُ الْجَمَاعَةُ بِصَدَقَاتِهِ.

ع1:


ينفى: يبعد.

المال نعمة من الله
يعطيها لنا؛ لنستخدمها لاحتياجاتنا، ولمجد اسمه القدوس، فنساعد الفقراء،
ونستخدمها في كل أعمال الخير.

ولكن الانشغال
بالمال أكثر مما ينبغى، بحيث يسهر الإنسان في العمل؛ ليحصل على أموال إضافية،
يتعب جسمه، ويذيبه، أي يتعب، وتنحل قواه.

والاهتمام المستمر
بالمال، يجعل الإنسان في قلق للحصول عليه، والخوف من فقدانه، فيسبب للإنسان
اضطرابًا، يحرمه من النوم، الذي هو احتياج ضرورى لكل إنسان.

ع2:


الوسن: النعاس.

إذًا الاهتمام بجمع
الأموال، والسهر في العمل؛ لتحصيله، يحرم الإنسان من الاحتياج الطبيعي لجسده،
وهو النعاس؛ ليستريح، ويجدد خلاياه، فيقوم في نشاط.

وإذا تعب الجسد،
ونالته أعراض الأمراض، مثل الصداع، وآلام الجسد المتنوعة، والتي قد تكون شديدة
ومؤلمة، فعندما ينام، يستعيد سلامة جسده، ويقوم صحيحًا ونشيطًا؛ لأن النوم
احتياج ضرورى للإنسان، فلا نضيعه لأى سبب؛ حتى لو كان جمع المال؛ لأن الجسد إذا
صار مريضًا، سيعجز عن مواصلة العمل، ويمرض بأمراض مؤذية قد يصعب علاجها.


ع3:
يجد: يتعب.

الإنسان الغنى، كيف
يحصل على أمواله؟ إنه يتعب كثيرًا في أعماله؛ حتى يحصل على هذا المال، ثم
يستريح، ويتلذذ، بل وينغمس أثناء راحته، بعد ساعات العمل؛ ليفرح بشهواته، ويشبع
بها.


ع4:
معوزًا: محتاجًا.

أما الفقير، فيتعب
كثيرًا؛ ليحصل على الأموال الضرورية؛ لسد حاجته، فيتعب طول النهار؛ ليجد رزقه،
وعندما يأتي المساء لا يجد كل ما يحتاجه، فهو يسد بعض أعوازه، وإذا سدها يعود
فقيرًا، محتاجًا، فهو يستحق الإشفاق والمعونة من الأغنياء، ليساعدوه؛ فيحيا،
ويجد احتياجاته الضرورية.

ويلاحظ أن الغنى قد
يكون صالحًا، أو شريرًا، وكذا الفقير يمكن أن يكون قريبًا من الله، أو بعيدًا
عنه، ولكن المطلوب من الفقير أن يتعب لأجل الحصول على احتياجاته، أما الغنى
فيلزم أن يساعد الفقير، ولا ينغمس في شهواته.


ع5:
لا يزكى: لا يتبرر.

من أحب الحصول على
الذهب، وتعلق به ليحصل عليه بأية وسيلة، فإنه لا يكون مبررًا ونقيًا أمام الله؛
لأنه تعلق بالمال، وليس بالله، “ومحبة المال أصل لكل الشرور” (1 تى6: 10).

ومن أحب الفساد في
سلوكه للحصول على المال، فإنه يتعوده، ويشبع به، بل يعتبره سلوكًا سليمًا، فلا
يجاهد للتخلص منه، وهكذا يصير غنيًا، ولكن بوسائل فاسدة.

والفساد أيضًا يرمز
لكل الماديات التي في العالم، فهي معرضة للفساد، ومن يحبها، يشبع منها، ويبتعد
عن الروحيات، كما يقول الكتاب: “محبة العالم عداوة لله” (يع4: 4)، ومن يستوطن
في الجسد يتغرب عن الله (2 كو5: 6).


ع6، 7:
عود عثار: فخ يعثر ويسقط.

إن كثيرًا من الناس
أحبوا الذهب، واقتناء المال، فتعبوا كثيرًا، وحتى عندما حصلوا على هذه الأموال
لم يستفيدوا منها، إلا في التلذذ ببعض شهواتهم، ولكن لم يكن لهم راحة في
داخلهم؛ لأجل التهابهم واضطرابهم لأجل شهوة جمع المال، وبعدما حصلوا على المال،
تركوه لمن هم بعدهم، وهلكوا في الحياة الأخرى؛ لأنهم رفضوا الله وأهملوه.

والمشكلة ليست في
المال، بل من يتعلق به، ويتعبد له كمن يذبح لوثن، هو أيضًا يقدم كل إمكانياته
للحصول على المال، فيفكر فيه، ويشتاق إليه، ويتكلم عنه، ويسعى بكل طاقته للحصول
عليه، والاحتفاظ به، وهكذا يتحول المال لهم إلى فخ يبعدهم عن الله، وعن
الملكوت، فيهلكوا في العذاب الأبدي، مثل الغنى في مثل الغنى ولعازر، الذي هلك،
وذهب إلى الجحيم بسبب محبة المال، وإهمال الفقراء، مثل لعازر (لو16: 19-31).


ع8، 9:
طوبى: يالسعادة.


يسع
: يسعى ويبحث.


نغبطه
: نمدحه.

عظيم هو الشخص
الغنى الذي لم يخطئ في جمع الأموال، وسلك باستقامة، ولم يكن قلبه متعلقًا
بالذهب، أو الأموال، ولكن عمله واجتهاده أدى إلى أن يصل إلى الغنى، مع بركة
الله التي تسانده.

معنى هذا، أن الله
ليس ضد الغنى، ولكنه يريد أن يكون صالحًا ومستقيمًا في سلوكه. والأغنياء
الصالحون كثيرون، مثل إبراهيم أب الآباء، وابنه اسحق، وحفيده يعقوب، ويوجد في
الكتاب المقدس أمثلة كثيرة للأغنياء مثل أيوب وطوبيا..

هذا الغنى لأنه
صالح، استخدم أمواله في أعمال الخير الكثيرة؛ هذا ما تسميه الآية: “عجائب”،
فهؤلاء الأغنياء اشتهروا بعمل الخير، وسفر أيوب يشهد بهذا من جهة أيوب، وطوبيا
كان يساعد المحتاجين، ويعتنى بدفن الموتى.


ع10:
يتعدى: يتجاوز ويعصى.

قليلون هم الأغنياء
الذي يتعرضون لظروف تدفعهم لاستخدام أموالهم في الشر، أو الظلم، ولم يفعلوا؛
هؤلاء عظماء ويفتخر بهم كل الناس.

هؤلاء العظماء
تعرضوا لمواقف تجعلهم يتجاوزون فيها الحق اعتمادًا على أموالهم، ولكنهم ظلوا
ثابتين في استقامتهم، ولم يتأثروا بكثرة أموالهم؛ لأن مخافة الله أمامهم.

من هؤلاء الأغنياء،
ابراهيم الذي ساعده الله وانتصر عليه كدر لعومر، والملوك الذين معه بكل جيوشهم،
ولما عاد منتصرًا، رفض أن يأخذ أموالًا من أحد الذين دافع عنهم، لكي يعود الغنى
والفضل كله لله، وداود بعدما صار ملكًا على كل أسباط إسرائيل، لم ينتقم من نسل
شاول الذي حاول كثيرًا قتله، لكنه على العكس اعتنى بمفيبوشث حفيد شاول، وابن
يوناثان وأكرمه جدًا (2 صم9: 7).


ع11:
الله يبارك هذا الغنى الصالح، فيحفظ له خيراته على الأرض، ثم يعطيه خيرات لا
يعبر عنها في السموات، ويشهد الناس بكرمه وعطاياه، ومساعدته للمحتاجين.

من الأمثلة الواضحة
لهذا، المعلم إبراهيم الجوهرى، الذي كان في مركز كبير الأقباط في مصر، وكان
غنيًا وكريمًا في عطاياه بسخاء للمحتاجين، ومازالت الأجيال حتى الآن تشهد
بصلاحه وتقواه.


أشكر الله على ما عندك من خيرات، وكن أمينًا في
مساعدة كل محتاج؛ سواء بالمال، أو بالتشجيع، أو بالاهتمام الروحي؛ لكي تريح كل
من يقابلك، فيفرح الله بك، ويباركك على الأرض، وفى السماء.


(2)
المائدة
(ع12-29):

12 إِذَا جَلَسْتَ
عَلَى مَائِدَةٍ حَافِلَةٍ؛ فَلاَ تَفْتَحْ لَهَا حَنْجَرَتَكَ، 13 وَلاَ تَقُلْ
مَا أَكْثَرَ مَا عَلَيْهَا.14 اُذْكُرْ أَنَّ الْعَيْنَ الشِّرِّيرَةَ سُوءٌ عَظِيمٌ. 15 أَيُّ شَيْءٍ
خُلِقَ أَسْوَأَ مِنَ الْعَيْنِ؛ فَلِذلِكَ هِيَ تَدْمَعُ مِنْ كُلِّ شَخْصٍ.
16 حَيْثُمَا لَحَظَتْ؛ فَلاَ تَمْدُدْ إِلَيْهِ يَدَكَ، 17 وَلاَ تُزَاحِمْهَا
فِي الصَّحْفَةِ. 18 اِفْهَمْ مَا عِنْدَ الْقَرِيبِ مِمَّا عِنْدَكَ،
وَتَأَمَّلْ فِي كُلِّ أَمْرٍ. 19 كُلْ مِمَّا وُضِعَ أَمَامَكَ، كَمَا يَأْكُلُ
الإِنْسَانُ، وَلاَ تَكُنْ لَهِمًا لِئَلاَّ تُكْرَهَ. 20 وَكُنْ أَوَّلَ مَنْ
أَمْسَكَ مُرَاعَاةً لِلأَدَبِ، وَلاَ تَتَضَلَّعْ لِئَلاَّ يُنْكَرَ عَلَيْكَ.
21 وَإِذَا اتَّكَأْتَ بَيْنَ كَثِيرِينَ؛ فَلاَ تَمْدُدْ يَدَكَ قَبْلَهُمْ.
22 مَا أَقَلَّ مَا يَكْتَفِي بِهِ الإِنْسَانُ الْمُتَأَدِّبُ، وَمِثْلُ هذَا
لاَ تَأْخُذُهُ الْكِظَّةُ عَلَى فِرَاشِهِ. 23 السُّهَادُ وَالْهَيْضَةُ
وَالْمَغْصُ لِلْرَّجُلِ الشَّرِهِ. 24 رُقَادُ الصِّحَّةِ لِقَنُوعِ الْجَوْفِ.
يَقُومُ بَاكِرًا وَهُوَ مَالِكُ نَفْسِهِ. 25 وَإِذَا أُكْرِهْتَ عَلَى
الأَكْلِ؛ فَاعْتَزِلْ مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ فَتَسْتَرِيحَ. 26 اِسْمَعْ لِي
يَا بُنَيَّ، وَلاَ تَسْتَخِفَّ بِي، وَأَخِيرًا تَخْتَبِرُ أَقْوَالِي. 27 فِي
جَمِيعِ أَعْمَالِكَ كُنْ نَشِيطًا؛ فَلاَ يَلْحَقَ بِكَ سَقَمٌ.28 مَنْ سَخَا بِالطَّعَامِ تُبَارِكُهُ الشِّفَاهُ، وَيُشْهَدُ بِكَرَمِهِ
شَهَادَةَ صِدْقٍ. 29 مَنْ شَحَّ بِالطَّعَامِ تَتَذَمَّرُ عَلَيْهِ
الْمَدِينَةُ، وَيُشْهَدُ بِلُؤْمِهِ شَهَادَةَ يَقِينٍ.

ع12، 13: حافلة


: كثيرة الأطعمة.

إذا دُعيت إلى
وليمة، ووضع على المائدة أطعمة متنوعة كثيرة، فلا تترك نفسك تشتهى ما عليها،
وتحاول أن تأكل من كل الأصناف، بل كن منضبطًا، وكُل بمقدار، فتحفظ نفسك من
الشهوة، وتعطى صورة حسنة لمن دعوك للوليمة.

كان من عادة
الولائم أيام ابن سيراخ، أن يجلس الإنسان ويغطى وجهه إلى حد ما بالغطاء الذي
على رأسه؛ حتى لا يتلفت يمينًا ويسارًا إلى كل الأطعمة، وحتى لا يلاحظ ما يأكله
الآخرون، فيساعده كل هذا على الانضباط، والاكتفاء بما أمامه من أطعمة، وأن يأكل
القليل المناسب منها.


ع14، 15:
تذكر أن العين الشريرة، تجلب عليك متاعب
كثيرة. والعين الشريرة هي التي تشتهى كل ما يقابلها؛ حتى أنها تدمع، أي تتأثر،
وقد ينزل منها بعض الدموع، إذا وجدت مائدة ملآنة بالأطعمة، أو رأت مقتنيات
كثيرة، أو رأت شخصًا له ملابس ومقتنيات فاخرة، وليس لديها مثل كل هذا.

والعين تعبر عن
شهوة الطعام وشهوة التملك التي داخل الإنسان، وهذه العين تحتاج أن تنضبط، فلا
تنظر في كل مكان، وتكتفى بما عندها، وتشكر الله عليه.

ع16، 17: الصحفة


: الطبق.

إذا لاحظت صنفًا
جذابًا من الأطعمة، فلا تسرع وتمد يدك إليه قبل غيرك في شهوة شديدة. وإذا لاحظت
أن غيرك مد يده، فانتظر حتى يأخذ ما يريد، ولا تزاحمه في نفس الطبق لتخطف ما
تستطيع أن تأخذه، أي اضبط نفسك، ولا تنساق وراء شهواتك.


ع18: إذا دُعيت لوليمة، فلا تطالب من يقيم
الوليمة أن يعد لك أطعمة معينة، أو إذا دخلت الوليمة، فلا تطلب أصنافًا معينة
لدرجة أن تُرهق صاحب الوليمة. تأمل فيما تصنعه، فلا تندفع وراء شهواتك، فتستطيع
أن تضبط نفسك؛ حتى لا تضايق صاحب الوليمة، وتكون ضيفًا لطيفًا يفرح أن يراك
دائما في ولائمه، وتكون عفيفًا أمام الله، فتحمى نفسك من خطايا كثيرة.

ع19: لهما


: من النهم ومعناه الأكل بكثرة والبلع بسرعة.

عندما تجلس على
مائدة الوليمة، فكل مما أمامك، ولا تنظر إلى ما أمام غيرك وتشتهى ما ليس عندك.

وعندما تأكل، ليكن
أكلك بتأدب مثل باقي البشر المتأدبين، ولا تكن كالوحوش التي تفترس وتلتهم من كل
ناحية.

ولا تأكل بشراهة،
فيكون منظرك صعبًا، وحينئذ يتضايق منك من حولك، وصاحب الوليمة أيضًا، فيكره أن
يدعوك مرة أخرى إلى ولائمه.

ع20: أمسك


: توقف عن الأكل.


تتضلع
: تشبع وترتوى.

عندما تجلس في
وليمة، فاحرص أن يكون شكلك متعففًا، وغير منغمس في شهوة الطعام والشراب، فتكون
أول شخص من الجالسين على المائدة في التوقف عن الأكل، وإلا سيظهر عليك العكس،
وهو انشغالك بالطعام والشراب، وأنك غير قادر أن تمسك نفسك، إلا بعد أن تشبع
تمامًا، فيكون مظهرك سيئًا، وينكرون عليك ما فعلته، أي يتضايقون منك، ويدينونك.

مع مراعاة أيضًا،
ألا يظهر عليك أن الطعام لا يعجبك، ولذا لا تريد أن تأكل، ولكن المقصود، أن
تأكل بتعفف، أي قليلًا قليلًا، ولا تكون أول من يمد يده، ولا آخر من يتوقف عن
الأكل.

ع21: اتكأت


: جلست.

من الأمور التي
تراعيها أيضًا عند جلوسك على المائدة في الوليمة، ألا تسرع قبل غيرك، وتمد يدك
إلى الأصناف المحببة لتأخذ نصيبك، أو ما تشتهيه. كن متعففًا، واترك غيرك يسبقك،
فتكون متأدبًا، ويمدحونك.

ع22، 23: الكظة


: الامتلاء الزائد من الأكل، أي ما يسمى بالتخمة، ويصاحبه عسر الهضم.


السهاد
: العجز عن النوم، الأرق.


الهيضة
: قئ وإسهال.

إن الإنسان المتأدب
هو المتعفف، فيكتفى بالقليل من الطعام في الوليمة، وبالتالي لا يتعرض للتخمة،
وما ينتج عنها من سهاد وهيضة، أي ينام مستريحًا بعض الأكل المعتدل. وعلى العكس،
فإن الإنسان الشره الذي يأكل كثيرًا، يتعرض لامتلاء البطن الزائد، وما يصاحبه
من أرق ومغص وقئ وإسهال، وأي متاعب صحية أخرى، مثل أمراض القلب والضغط والسكر.


ع24: الإنسان المعتدل في تناوله للطعام وهو
متمسك بالقناعة، والعفة؛ يتمتع بنوم هادىء، وتكون صحته جيدة، إذ لا يثقل على
معدته، وجهازه الهضمى كله بأطعمة فوق طاقته. وبالتالي يستطيع أن يستيقظ مبكرًا؛
لأنه غير مثقل بالأطعمة الكثيرة، وتخف عنه حروب الشهوات، ويسرع إلى عمله
ومسئولياته بنشاط، وله إرادة قوية، وجسد متماسك قادر على أداء أعماله.


ع25:
إذا كنت في وليمة، وضغطوا عليك لتأكل أطعمة تشعر
أنها زيادة عن احتياجك، فتوقف عن الأكل واعتذر لهم، واترك المائدة، فتستريح من
هذا الضغط، ولا تثقل على نفسك أكثر من احتمالك.

وإذا كنت أنت صاحب
الوليمة، فليتك لا تضغط على الآخرين، بداعى الإكرام، فإن هذا قد يضايقهم، يمكن
أن تشجع مضيفك على الأكل مرة، أو مرتين، ثم تتركه بحريته.


ع26: فى نهاية الكلام عن الطعام والمائدة،
يطلب ابن سيراخ ممن يسمعونه، أو يقرأون كلامه، ألا يستهينوا به؛ لتدخله في
تفاصيل معاشة عملية، وإن طبق الإنسان نصائح ابن سيراخ، سيكتشف بالخبرة مدى
صحتها، واستفادته منها.

ع27: سقم


: مرض.

نصيحة غالية يقولها
ابن سيراخ لكل من يبغى الحكمة، أن يهتم بالنشاط في كل خطواته؛ سواء بالانضباط
في الأكل والشرب، أو القيام مبكرًا، والاعتدال في كل ما يعمله الإنسان؛ ليحتفظ
بنشاطه، وبهذا يحمى نفسه من الأمراض الجسدية والنفسية، بل يساعده هذا على
الاقتراب إلى الله.


ع28: نصيحة أخرى ختامية يقولها ابن سيراخ لكل
إنسان حكيم، أن يكون سخيًا في ولائمه، أي يكون كريمًا عندما يقدم الطعام للناس؛
ليشبعهم، فيشهد الكل بكرمه، ويباركه الناس، خاصة المحتاجين، الذين يشبعون من
خيره، وهذه الشهادة شهادة صادقة؛ لأنها خارجة من أفواه المحتاجين الذين شبعوا
بالحقيقة.

ع29: لؤمه


: المقصود بخله.


يقين
: حق.

على العكس، الإنسان
البخيل الذي يعطى الطعام بشح، أي أقل مما هو مطلوب لاحتياج الناس، خاصة الفقراء
المحتاجين، فيتذمر عليه كل من حوله في المدينة، ويعلنون أنه بخيل، وشهادتهم
حقيقية، إذ يتكلمون عن ثقة بما رأوه أمام أعينهم.


الطعام نعمة من الله، فاشكره عليها، ولا تتعلق بالطعام في حد ذاته، وفى حضورك
للولائم كن متعففًا، فيباركك الله، وتتمتع بصحة جيدة، ويحبك الناس.




وستجد

تفاسير أخرى

هنا في

موقع الأنبا تكلا هيمانوت
لمؤلفين آخرين.




(3)
الخمر (
ع30-42):

30 لاَ تَكُنْ ذَا
بَأْسٍ تُجَاهَ الْخَمْرِ؛ فَإِنَّ الْخَمْرَ أَهْلَكَتْ كَثِيرِينَ.
31 الأَتُونُ يَمْتَحِنُ الْحَدِيدَ الْمُمْهَى، وَالْخَمْرُ تَمْتَحِنُ قُلُوبَ
الْمُتَجَبِّرِينَ فِي الْقِتَالِ. 32 الْخَمْرُ حَيَاةٌ لِلإِنْسَانِ، إِذَا
اقْتَصَدْتَ فِي شُرْبِهَا. 33 أَيُّ عَيْشٍ لِمَنْ لَيْسَ لَهُ خَمْرٌ؟ 34 أَيُّ
شَيْءٍ يُعْدِمُ الْحَيَاةَ؟ الْمَوْتُ. 35 الْخَمْرُ مِنَ الْبَدْءِ خُلِقَتْ،
لِلاِنْبِسَاطِ لاَ لِلسُّكْرِ. 36 الْخَمْرُ ابْتِهَاجُ الْقَلْبِ وَسُرُورُ
النَّفْسِ، لِمَنْ شَرِبَ مِنْهَا فِي وَقْتِهَا مَا كَفَى.37 الشُّرْبُ
بِالرِّفْقِ صِحَّةٌ لِلنَّفْسِ وَالْجَسَدِ. 38 الإِفْرَاطُ مِنْ شُرْبِ
الْخَمْرِ خُصُومَةٌ وَنِزَاعٌ.39 الإِفْرَاطُ مِنْ شُرْبِ الْخَمْرِ مَرَارَةٌ لِلنَّفْسِ. 40 السُّكْرُ
يُهَيِّجُ غَضَبَ الْجَاهِلِ لِمَصْرَعِهِ، وَيُقَلِّلُ الْقُوَّةَ وَيُكْثِرُ
الْجِرَاحَ. 41 فِي مَجْلِسِ الْخَمْرِ لاَ تُوَبِّخِ الْقَرِيبَ، وَلاَ
تَحْتَقِرْهُ فِي سُرُورِهِ. 42 لاَ تُخَاطِبْهُ بِكَلاَمِ تَعْيِيرٍ، وَلاَ
تُضَايِقْهُ فِي الْمُطَالَبَةِ.

ع30: بأس


: قوة.

لا تدعى أنك قوى
أمام الخمر، ولا يهمك إن شربت منها قليلًا، أو كثيرًا، أو أنك ستضبط نفسك وتشرب
قليلًا؛ لأنك يمكن أن تنزلق دون أن تشعر، وتشرب في إحدى المرات أكثر مما ينبغى،
فيغيب عنك وعيك، ولو قليلًا، فتصير مجالًا للاستهزاء والخزى.

ويمكن من ناحية
أخرى، أن تتعود شرب الخمر حتى تدمنه، ولا تستطيع أن تتنازل عنه. إحترس من الكأس
الأولى، فإن كثيرين سقطوا في التعلق بالخمر وتعبوا وهلكوا.

ع31: الآتون


: الفرن.


الحديد الممهى
: الحديد الصلب، أو الفولاذ.

إن كانت النار قوية
لدرجة أن تمتحن الحديد الصلب فتصهره، أو تجعله لينًا، فهكذا أيضًا الخمر، تمتحن
قلوب الأقوياء في نظر أنفسهم، فتظهر ضعفهم مهما كانوا معروفين بالقوة في
القتال، سواء الحرب، أو في مواقف الحياة الصعبة، لكنهم يضعفون أمام الخمر،
ويخضعون لها، ويدمنوها، أو تؤثر على اتزانهم، لذا ينبغى الاحتراس منها، وعدم
إدعاء القوة أمامها؛ حتى لا يخزى الإنسان.



ع3237:

كل شيء خلقه الله جيد إذا استخدم بما يرضى
الله. فعصير العنب المخمر كان منتشرًا في اليهودية، وهو العصير الذي فيه نسبة
قليلة من التخمير، ولا يسكر منها الإنسان إذا شرب منها كمية قليلة، وهي ليست
مثل الخمر المعروفة حاليًا المستخرجة بالتقطير، وفيها نسبة كحول كبيرة. فإذا
شرب الإنسان كوبًا صغيرًا، أو كأسًا من هذه الخمر في أحد الأفراح لا يمكن أن
يسكر، ولكن إن شرب كثيرًا يمكن أن يتأثر ويفقد شيء من وعيه، وبهذا يدخل في درجة
من درجات السكر، وهذا ممنوع كما في (ع35).

هذه الخمر طعمها
لذيذ، فيه نسبة من السكر، وتعطى الإنسان فرحًا وسرورًا، ولا تضره.

بالإضافة إلى أن
الخمر تستخدم في علاج بعض الأمراض قديمًا، لعدم توفر الأدوية المستعملة حاليًا،
كما أشار بولس على تلميذه تيموثاوس: أن يشرب قليلًا من الخمر لعلاج معدته
(1 تى5: 23)، وأيضًا السامرى الصالح استخدم الخمر لعلاج جروح وأوجاع اليهودي
الذي هجم عليه اللصوص وضربوه (لو10: 34).

إذا شُرب قليل من
الخمر الذي يحتوى على نسبة قليلة من الكحول يعطى الإنسان:

  1. حياة، أي حيوية
    ونشاط.

  2. سرورًا وفرحًا.

  3. علاجًا لبعض
    الأمراض قديمًا.

أما السُّكر فيؤذى
الإنسان، وإذا استمر فيه يؤدى به للموت (ع34).


ع3840:
شرب الخمر بكثرة يؤدى إلى السكر، وينتج عنه
مشاكل كثيرة أهمها:

  1. نزاع بين الجالسين
    لشرب الخمر، بل وخصومات أيضًا، وأيضًا هذا السكير إذا عاد إلى بيته يصنع مشاكل
    ونزاعات مع أهله، ومع من يمر به أي المحيطين به؛ لأنه ليس في وعيه الكامل.

  2. يسبب مرارة للإنسان
    إذ يذكره بأوجاعه، ويتكلم عنها بحزن، فتزداد متاعبه التي كان يحاول أن يتناساها
    بشرب الخمر.

  3. يهيج الغضب في
    الإنسان السكران، وهذا الغضب يؤذى صاحبه، وإذا استمر في الشرب، يتأثر جسده؛ حتى
    يموت من شرب الخمر.

  4. يضعف قوة الإنسان،
    ويفقد نشاطه وقوته الأولى.

  5. يسبب له جراحًا
    كثيرة، أي متاعب جسدية ونفسية وروحية، فيتباعد عن الله والإحساس به، بالإضافة
    إلى متاعب في عمله وعلاقاته مع الآخرين، كما حدث مع لوط، فزنى مع ابنتيه عندما
    سكر، وأنجب منهما ابنين كونا شعبين بعيدين عن الله، وأتعبا شعب الله زمانًا
    طويلًا، وهما شعب موآب وبنى عمون (تك19: 32-38).

والخلاصة، يلزم
الابتعاد عن شرب الخمر، وإن كانت هي غير محرمة؛ لأن الله خلق كل مادة صالحة،
ولكن إن لم يكن لها داعى فيبتعد عنها الإنسان، وعلى الأقل يوفر أمواله، ويعطيها
للمحتاجين إن كانت زائدة عن حاجته.


ع41، 42:
الإنسان السكران ليس في وعيه، وبالتالي لا
ينفع أن توبخه على شرب الخمر الكثير، أو على أي خطأ عمله قبلًا؛ لأنه لن يستفيد
شيئًا مما تقوله.

وأيضًا لا تحتقر
السكران لأنه يتصرف ويتكلم ويفعل أمورًا لا تليق، كما احتقر كنعان أباه نوح
عندما سكر وتعرى (تك9: 21، 22).

لا تستغل أيضًا وضع
السكران، إذ أنه في غير وعيه الكامل، فلا تعيره بسكره، فإنه لن يستطيع أن يرد
عليك، وكذلك لا تستغل سكره، فيوقع على شيء لتكسب منه أي أمر مادى، أو تطالبه بأى
أموال، وتأخذها منه، وهو في هذه الحالة.

والخلاصة، بدلًا من
أن تستغل ضعف السكير، أشفق عليه، وصلى لأجله، وحاول أن توصله إلى بيته؛ حتى لا
يستغله أحد.


احترس من الاقتراب من الخمر،
لا تستخدم هذا في اللهو، أو تنساق مع من يحبون شرب الخمر، فتتعلق بها، وتجاهد
كثيرًا للتخلص منها عندما تكتشف أنك أدمنتها، أو تحتاج أن تدخل مكانًا للعلاج
من إدمانك.

كن حريصًا في
استخدام كل شيء، وليس الخمر فقط، فلا تتعلق بشئ إلا بمحبة الله، ومحبة الخير.


← تفاسير أصحاحات
سيراخ:


مقدمة |
1 |

2
|

3
|

4
|

5
|

6
|

7
|

8
|

9
|

10
|

11
|

12
|

13
|

14
|

15
|

16
|

17
|

18
|

19
|

20
|

21
|

22
|

23
|

24
|

25
|

26
|

27
|

28
|

29
|

30
|

31
|

32
|

33
|

34
|

35
|

36
|

37
|

38
|

39
|

40
|

41
|

42
|

43
|

44
|

45
|

46
|

47
|

48
|

49
|

50
|

51

تفاسير أسفار الكتاب المقدس

1- تفاسير سفر التكوين
2- تفاسير سفر الخروج
3- تفاسير سفر اللاويين
4- تفاسير سفر العدد
5- تفاسير سفر التثنية
6- تفاسير سفر يشوع
7- تفاسير سفر القضاة
8- تفاسير سفر راعوث
9- تفاسير سفر صموئيل الأول
10- تفاسير سفر صموئيل الثاني
11- تفاسير سفر الملوك الأول
12- تفاسير سفر الملوك الثاني
13- تفاسير سفر أخبار الأيام الأول
14- تفاسير سفر أخبار الأيام الثاني
15- تفاسير سفر عزرا
16- تفاسير سفر نحميا
17- تفاسير سفر طوبيا
18- تفاسير سفر يهوديت
19- تفاسير سفر أستير + التتمة
20- تفاسير سفر أيوب
21- تفاسير سفر المزامير + مز 151
22- تفاسير سفر الأمثال
23- تفاسير سفر الجامعة
24- تفاسير سفر نشيد الأناشيد
25- تفاسير سفر الحكمة
26- تفاسير سفر يشوع بن سيراخ
27- تفاسير سفر إشعياء
28- تفاسير سفر إرميا
29- تفاسير سفر مراثي إرميا
30- تفاسير سفر نبوه باروخ
31- تفاسير سفر حزقيال
32- تفاسير سفر دانيال + التتمة
33- تفاسير سفر هوشع
34- تفاسير سفر يوئيل
35- تفاسير سفر عاموس
36- تفاسير سفر عوبديا
37- تفاسير سفر يونان
38- تفاسير سفر ميخا
39- تفاسير سفر ناحوم
40- تفاسير سفر حبقوق
41- تفاسير سفر صفنيا
42- تفاسير سفر حجي
43- تفاسير سفر زكريا
44- تفاسير سفر ملاخي
45- تفاسير سفر المكابيين الأول
46- تفاسير سفر المكابيين الثاني

1- تفاسير إنجيل متى
2- تفاسير إنجيل مرقس
3- تفاسير إنجيل لوقا
4- تفاسير إنجيل يوحنا
5- تفاسير سفر أعمال الرسل
6- تفاسير الرسالة إلى رومية
7- تفاسير رسالة كورنثوس الاولى
8- تفاسير كورنثوس الثانية
9- تفاسير الرسالة إلى أهل غلاطية
10- تفاسير الرسالة إلى أفسس
11- تفاسير الرسالة إلى فيلبي
12- تفاسير الرسالة إلى كولوسي
13- تفاسير تسالونيكي الأولى
14- تفاسير تسالونيكي الثانية
15- تفاسير رسالة تيموثاوس الأولى
16- تفاسير تيموثاوس الثانية
17- تفاسير الرسالة إلى تيطس
18- تفاسير الرسالة إلى فيلمون
19- تفاسير رسالة العبرانيين
20- تفاسير رسالة يعقوب
21- تفاسير رسالة بطرس الأول
22- تفاسير رسالة بطرس الثانية
23- تفاسير رسالة يوحنا الأولى
24- تفاسير رسالة يوحنا الثانية
25- تفاسير رسالة يوحنا الثالثة
26- تفاسير رسالة يهوذا
27- تفاسير سفر الرؤيا


هل تبحث عن  اهميه التدريب على حفظ ايات الكتاب المقدس † عظه للبابا شنوده الثالث † من محاضرات لخدام مدارس الاحد

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي