يعقوب بن حلفى

يعقوب بن حلفى
«يعقوب بن حلفى ولباوس الملقب تداوس»

(مت 10 : 3)




مقدمة

وقف توماس جراي الشاعر الإنجليزي، وعيناه مبللتان بالدموع، وهو ينظر إلى الموتى الراقدين في مقبرة في إحدى الكنائس وقال : «كم في هذا المكان المهجور من كانت قلوبهم ممتلئة في يوم من الأيام بنار سماوية!!؟ وأياد ينحي أمامها صولجان الإمبراطورية!! أو يستيقظ من أجلها القيثار بأعذب الأنغام!!؟ كم من جواهر تلمع ولكن في ظلمات المحيط!!؟ وكم من زهرة ترسل عبيرها ولكن في قلب الصحراء!!؟ أجل هذا إنسان وقف يبكي رجالاً من أعظم من عرفتهم الأرض، ولكنهم طووا وغيبوا في ظلمات القبر، دون أن يعلم الناس من قصتهم سوى أنهم ذهبوا لسبيلهم مع الزمان، وإذا أمكن أن يكتب على قبورهم كلمات، فإنها الكلمات التي تكتب على قبر الجنود المجهولين : «معروف لله وحده».

كان يعقوب بن حلفى واحدًا من الاثنى عشر، ولكنك لا تكاد تعرف عنه شيئًا ما خلا اسمه، أو بعض ما يمكن أن يثار عنه استنتاجًا من الكتاب أو بعض روايات التقاليد، ومع ذلك فإن هذا الجندي المجهول سيكون موضع تأملنا وملاحظاتنا، ولن نتجنب جادة الصواب، إذا كنا نستنتج عنه الحقائق العامة التي لا تخرج عن رسالة المسيح فيمن اختارهم ليقودوا الحركة المسيحية، وهي تشق طريقها إلى الخليقة كلها، ولذا يحسن أن نراه فيما يلي :

يعقوب بن حلفى والدعوة للرسالة

يعقوب بن حلفى



لسنا نعلم بالضبط من هو يعقوب بن حلفى، إذ لسنا نعرف أكثر من أنه واحد من تلاميذ المسيح الأثنى عشر، وبخاصة أن الاسم يعقوب من الأسماء الشائعة عند اليهود، وهناك أكثر من يعقوب قد يختلط الأمر في تحديد شخصياتهم، فهناك من ربط شخصيته بيعقوب أخى الرب، باعتبار أن هذا الأخير قد دعى كذلك وهو ابن خالة المسيح، كيوحنا ويعقوب بن زبدي، ولكن هذا الرأى غير مقبول إذ من الثابت أن إخوة المسيح لم يؤمنوا به إلا بعد قيامته، وليس من المستطاع – مهما كان تصور هذه الأخوة – أن يكون واحد منهم تلميذًا وهو لا يؤمن بيسوع المسيح، وهناك من أعتقد أن يعقوب بن حلفي هو أخو لاوي بن حافي أو متى العشار، باعتبار أن متى بن حلفى هو أخو يعقوب بن حلفى، وحيث أن الأول كان عشارًا مرتدًا عن الإيمان اليهودي، فلابد في تصورهم أن العلاقة بين متى ويعقوب كانت متوترة، وأن يعقوب كان ضد أخيه المرتد عن الإيمان والذي يعيش مستندًا إلى القوة الرومانية وحرابها، وهناك من أعتقد أنه دعى يعقوب الصغير وأن أمه مريم، تمييزًا له عن يعقوب الكبير الذي هو في رأيهم يعقوب بن زبدي، وقد جاء هذا استنادًا إلى قول مرقس يوم الصليب : «وكان أيضًا نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي وسالومة» (مر 15 : 40)، ومهما يكن التصور فيه، إلا أنه واحد من الاثنى عشر، وهؤلاء الاثنا عشر لم يخرج من بينهم إلا يهوذا الاسخريوطي الذي خان الرسالة أو بالحري أداها على أبشع صورة يمكن أن يتصورها الخيال البشري، وأما البقية فإنهم أعطوا الفرصة التي لم تعط لغيرهم من الجنس البشري، فإذا كانت الأمة الإسرائيلية تفخر بالأثنى عشر من أبناء يعقوب آباء أسباطها الاثنى عشر، ونسلها الممتد الكبير، فإن هذا الفخر لا يعد شيئًا بالنسبة للأثنى عشر رسولاً الذين جعلهم المسيح النواة الصحيحة للكنيسة العظيمة التي مدت شعابها بين كل الأجناس، وفي كل التاريخ والتي لن تسقط أبدًا، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها، ومع أن هؤلاء التلاميذ صبغوا الكنيسة بعرقهم وجهادهم ودمهم، إلا أنهم كانوا ولاشك من أعظم المحظوظين في الأرض، لأن الله عندما وزع أنصبة الناس، أعطاهم أوفى نصيب يمكن أن يعطى لإنسان بشري، وآخر واحد فيهم، والأصغر بينهم يقف في الطليعة وفي المقدمة بين مواكب البشر في كل جيل وعصر!.

هل تبحث عن  20 – تصوير الآلهة بما لا يقبله العقل

وكل رسالة أخرى يمكن أن تحسب عدمًا إزاء رسالتهم التي مجدهم بها يسوع المسيح!! أجل ويكفي أن يعقوب بن حلفى كان واحدًا من الرسل الأثنى عشر، وإلا فهل يمكن أن تحدثني عن رسالة أنقى وأقدس من هذه الرسالة، أليست هي الرسالة التي عادت إلى الخط المستقيم الذي انحرف عنه الإنسان الذي أخرجته الخطية من جنة عدن، وسار في السبيل الملتوي في الأرض، يفكر أول ما يفكر أن يبني برجًا رأسه في السماء حتى لا ينقطع اسمه. ويبقى مشهورًا ذائع الصيت، يتحدى بشهرته الحياة والموت على حد سواء؟ وكم يعيش الناس، ويقضون قصتهم الأرضية في الطريق التائه بحثًا عن الشهرة التي تلمع في خيالهم، كما يفعل في العادة نجوم السينما أو كواكبها كما يقولون، وكم يسير الركب المجهد من بني البشر بحثًا عن هذه الأضواء التي هي أشبه الكل بالبرق الخاطف، الذي يلمع في الفضاء قليلاً، ثم يختفي في الظلام كالشهب المحترقة! وكم من الناس من لا يلتفت إلى شهرة، ولكنه يبحث عن المال دون أن يهدأ أو يستريح حتى يسقط صريعًا آخر الأمر، ولا يأخذ معه من المادة شيئًا إذ أن ثوب الكفن لا جيوب له، ومن يصارع الناس ويقاتلون، وتتماوج العصور بالحروب التي لا تنتهي، والدماء التي لا تقف، بحثًا عن المال، وقد جن به الإنسان واستولى عليه السعار، مسكين الإنسان حقًا، وقد أخطأ المسار دون رغبة في عودة أو هوادة في سير، وقد يندفع إلى الهاوية الأبدية دون توقف، لكننا نرى أناسًا شاء المسيح في رحمته الأبدية، أن ينتشلهم، ويحولهم إلى الطريق الصحيح، وصغيرهم أعظم من أي كبير في الأرض، وتراب أقلهم أثمن من تبر الملوك وجواهر العظماء بين الناس!! لست أعلم ما هو الشيء الذي يمكن أن يأخذه الإنسان من متاع الأرض، ويداني اللقب الذي يطلق عليه «كمسيحي» فإذا كان مجدي الحقيقي يرتبط بهذه النسبة الصحيحة ليسوع المسيح، وإذا كانت ياء النسب تدمجني في شخص المسيح، بكل ما في كلمة المسيح من جلال ومعني، فما هو الشيء الذي يداني لفظ «مسيحي» في الأرض، فإذا كان هذا واقًعًا حقيقيًا صحيحًا، فكم بالأولى أن يقفز المسيحي إلى الصف الأول ويصبح واحداً من الأثني عشر في أول صف في التاريخ المسيحي، لست أظن أننا في حاجة إلى الأنتظار إلى نهاية الدهر لندرك هذه الحقيقة، ولسنا في حاجة إلى الصبر حتي ننفذ إلى ما وراء المنظور لنرى الانقلاب الأعظم في الحياة، حتى يمكن أن نرى لعازر المسكين المضروب بالقروح عند بيت الغني، وقد تغير وضعه ووضع الآخر، وانعكست الآية بالتمام كما لابد أن تنعكس ونحن نتابع قصة المؤمن وغير المؤمن، لسنا في حاجة إلى مثل هذا الزمن لنري هذا التغير والانقلاب، قال الرسول يوحنا في ختام رؤياه وهو يتحدث عن المدينة المقدسة : «لأن خارجًا الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأوثان وكل من يحب ويصنع كذبًا» (رؤ 22 : 15) ان مجرد دعوة يعقوب بن حلفى ليأخذ مكانه بين الأثنى عشر، تحمل من المعاني ما تعجز كتب كثيرة عن استيعابها!!.

يعقوب بن حلفي وخدمته الصحيحة


يعقوب بن حلفى

وأية خدمة هذه التي قام بها يعقوب بن حلفي؟ إنها أولا وقبل كل شيء، كانت خدمة يسوع المسيح، ومهما كان نوع هذه الخدمة، ومهما كانت درجتها، فيكفي أنها خدمة المسيح، قال أحدهم عندما أراد أفلاطون أن يخلد اسمه كتب «الجمهورية» وسائر كتب الفلسفة التي حفظت اسمه في كل العصور، وعندما أراد دانتي أن يخلد اسمه مع الأجيال كتب «الكوميديا الإلهية» وعندما أراد ملتون أن يذكر اسمه إلى الأبد كتب «الفردوس المفقود والمردود» لكن من العجيب أن المسيح لم يكتب بشخصه كتابًا واحدًا!! لكن كل واحد من تلاميذه أضحى بذاته كتابًا مفتوحًا أمام الناس، كان يعقوب بن حلفي واحدًا من هذه الكتب التي نشرها المسيح وأرسلها أوراقًا لتضم إلى سفر الحياة الذي سيفتح في اليوم الأخير، وكل الكتب ستطوي عندما تنتهي الرحلة الأرضية، ولن يضاف إليها سطور أخرى لكن من العجيب أنه وأن مات يتكلم بعد، وأن الناس يعودون بين الحين والآخر ليقرأوا الصفحات المطوية، ويأخذوا منها دروس الحياة. وقد قيل إنها عظات اسبرجن المكتوبة والتي نشرت بعد موته، جاءت بالكثير إلى يسوع المسيح، لأن هذا الواعظ الكبير كغيره من المؤمنين، تحول بعد موته إلى صفحات في كتاب المسيح المنشور بين الناس!

هل تبحث عن  الأنبا موسى الاسود - قهر الشهوة

ولقد كتب يعقوب بن حلفي في كتاب المسيح سطورًا لا يمكن أن تمحي مع الزمن أو تنتهي مع التاريخ، ولقد كتب هذه السطور أولاً وقبل كل شيء بحياته، التي تمثلت بيسوع المسيح…. كان واحد من المرسلين يتحدث في وسط جماعة من المتوحشين عن جمال المسيح الفائق ورحمته وحنانه وسموه وجوده، وإذا بأحدهم يقول للمرسل : لقد مر هنا من ثلاث سنوات هذا المسيح الذي تقول عنه، فقال المرسل وكيف؟ أجاب : إنه رجل مر من هنا من ثلاث سنوات فيه كل ما ذكرت من هذه الصفات… لست واحدًا من الأثنى عشر فقد شاء ركب المسيح أن آتي بعد ما يقرب من ألفي عام من تاريخهم القديم… ولكن يمكن أن أكون واحدًا منهم بنوع الحياة التي أعيشها في جيلي وعصري، إلى أن يكمل الموكب كله، لأن القرون تتغير، ولكن تلاميذ المسيح الذين أخذوا روحه، وعاشوا فكره ومبدأه ورسالته هم واحد في كل العصور والأزمان، على أن يعقوب بن حلفي لم يكن مجرد حياة صامتة ساكنة غير متحركة، بل كان رسولاً مملوءًا بروح المسيح ونشيطًا وغيوراً في خدمة سيده، وما من شك في أنه جال هنا وهناك وهو يشهد للسيد حتى ختم شهادته بدمه في آخر الأمر… قد تستطيع أن تصف تلاميذ المسيح بأنهم عاميون، وفقراء، وبسطاء، ومحدودوا الحظوظ مما يملك الناس من متاع أو مادة، لكنك لا يمكن أن تصفهم قط بأنهم كانوا في المؤخرة في الشجاعة والصلابة والأمانة والالتهاب والغيرة على مجد يسوع المسيح!! … تحولوا في كل مكان ذهبوا إليه إلى قصة تروي وحديث يتناقله الركبان في كل مكان، لقد كانوا مكروهين ومضطهدين، لأنهم أضحوا احتجاجًا صارخًا ضد الفساد والشر والموبقات والإثم والضلال في الأرض، ولقد ثبتوا في شجاعة الأسود، ووداعة الحملان حتى اكتسبوا إعجاب أشد خصومهم قسوة، وهم ينادون برسالة المسيح!….

على أن قصة يعقوب بن حلفي تعطينا من الملامح الأخرى ما ينبغي ألا نجهله، إنه لا يظهر أبدًا منفردًا، بل يضم اسمه إلى أسماء التلاميذ الآخرين، ولم يظهر اسم رسول منفردًا أو بعيدًا عن اخوته أو مستقلاً عنهم تمام الاستقلال، لا شبهة في أن لكل واحد منهم عملا متميزًا خاصًا، ولكنهم في مجموعهم كانوا عمالاً يشتغلون في عمل واحد يساعد أحدهم الآخر، وتستطيع أن تراهم كقادة في جيش أو جنود في معركة، والقتال محتدم محموم، وكل منهم يواجه المعركة بشجاعة وثبات وقوة مذهلة، لكنهم مع ذلك، يساند كل واحد أخاه، ويقف معه على خط القتال دون تراجع أو تقهقر، وهذه ميزة المسيحية، وهذا مجد خدامها، لقد أرسل المسيح تلاميذه أثنين اثنين للتشجيع والتكميل والتقوية والتساند والتآزر، فالحصاد كثير والفعلة قليلون، والحصاد يحتاج إلى أكبر عدد من الحصادين المتعاونين المتكاتفين!! يومًا ما رأى برنابا أن العمل في أنطاكية أكثر منه فاستدعى بولس، وأرسل يوحنا ويسلي إلى جورج هوايتفيلد يقول له : «ليس معي سوى شخص واحد إلى أن يلهب الله قلوب بعض الخدام فيأتون للمعاونة، ولماذا لا تكون أنت يا جورج هذا الخادم المطلوب».

هل تبحث عن  نياحة الأب يعقوب اسقف مصر (5 نسئ)

على أن الشيء المثير في قصة يعقوب بن حلفي، أو يعقوب الصغير إذا صح أنه هو، وأنه أعطى هذا الاسم تمييزًا عن يعقوب بن زبدي الذي يظن أنه يعقوب الكبير، أن ابن حلفى اختار المقاعد الخلفية في هذه الصفوف، وذلك لأنه خلا من الشائبة التي طالما لوثت ودمرت خدمة الكثيرين : حب الظهور والمباهاة والغرور، … عندما رسم ليونارد دافنشي صورة العشاء الرباني العظيمة، ورآها صديق له أبدى إعجابه العظيم بالكأس الظاهرة في الصورة، ولشدة دهشته، وجد فرشاة الرسام المبدع تمحوها محوًا، وإذ ذهل لماذا يفعل هذا، كان الجواب : إنه لا يسمح لأي جزء في الصورة أن يلفت النظر ويبعده عن مركزه الأعظم الذي هو يسوع المسيح!…. ذهب خادمان إلى كاتدرائية لنكولن العظيمة وأبصرا ما فيها من روائع الفن، وقال أحدهما : هذه أعمال قام بها أناس لا يعرفهم سوى الله! وما أكثر الذين ذهبوا بأعمالهم العميقة الخفية الصامتة وهم أشبه بالمرسل الذي بدأ العمل في الخدمة، وقال آخر : يبدو أن خدمتك لن يستطيع أن يتبينها الكثيرون، فقال له : يكفي أن أكون الأساس المدفون في الأرض، ولكن لا يهمني أن أظهر، بل يهمني أن مجد سيدي يظهر!!

يعقوب بن حلفى ومجده الأبدي


يعقوب بن حلفى
ربما ليس من السهل أن نحدد بالضبط أين عمل يعقوب بن حلفي، وإن كانت التقاليد تسهب في ذكر خدمته ما بين بريطانيا وأيرلندا والشمال الغربي من أسبانيا، ويقال إنه عمل في فارس واستشهد هناك، وأيا كانت الأمكنة التي خدم فيها، فإن مجده الصحيح أنه كان من الأبطال المؤسسين للكنيسة في يسوع المسيح، وأنه سيبقى واحداً من المختفين العظماء في خدمة المسيح!…. بين جزر الفلبين جزيرة اسمها بنايا، وقد ذهب إليها المرسلون ليبشروا سكانها باسم المسيح، وبعد تسعة أشهر تقدم من السكان ثلاثة عشر ألفًا يطلبون الانضمام إلى عضوية الكنيسة، ودهش المرسلون وتساءلوا عن سر الإقبال العجيب بين السكان للاتيان إلى الله،… وبعد البحث عرفوا قصة مثيرة، جاء رجل من خدام الله اسمه بدرا جوان إلى جزيرة بنايا منفيًا، ومعه الكتاب المقدس، واكتسب الرجل محبة الأهلين وثقتهم، وهو يعلمهم عن المسيح المخلص، وقال لهم وهو في ضجعة الموت : سيأتي إليكم يومًا ما أناس أتقياء آخرون وسيعلمونكم باخلاص ومحبة عن المسيح، ومات الرجل بعد أن بذر بذاره العظيمة، وما أن جاء المرسلون حتى ظهرت هذه البذار وأثمرت ثمرها العجيب1

تهتم التقاليد بموت يعقوب بن حلفى، وهل مات في فارس أو في غيرها من البلاد، لكني لا أهتم كثيرًا بأين استشهد الرجل، وأين انتهت حياته الأرضية، لأني رأيت اسمه في مكان أبهى وأعظم وأمجد بما لا يقاس، لقد رأيت اسمه مكتوبًا على سور المدينة الخالدة : «وسور المدينة كان له إثنا عشر أساسًا وعليها أسماء رسل الحمل الأثنى عشر» (رؤ 21 : 14).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي