لماذا يحاول عدو نفوسنا محاربة الوقت مع الله بهذه الضراوة؟ لأن للوقت قيمة أساسيَّة في حياة القائد. قد نسأل عن ماهيَّة المكافآت الروحية التي تنتظرنا كنتيجة لسيرنا بأمانة مع الله. وللإجابة عن هذا السؤال، يجب طرح سؤال آخر: ما هو الهدف النهائي للإنسان على الأرض؟ والجواب هو “بكلّ من دعي بإسمي، ولمجدي خلقته وجبلته وصنعته” (أشعيا 43: 7). “إن هدف الإنسان النهائي هو أن يمجِّد الله وينعم به إلى الأبد”. إن هذا مقطع مشهور من تعليم وستمنستر الديني، ونجد أن كثيراً من الناس يحفظونه غيباً دون أن ينتبهوا لمعنى محتوياته وما يعني لحياتهم اليومية.
أذكر أني ناقشت مرة هذا الأمر مع بعض طلبة اللاهوت، وكانوا يعرفون أن هدف حياتنا على الأرض هو تمجيد الله. وكنت قد سألت أحدهم عما يجب على الإنسان القيام به من عمل، وكيف يمكنه أن يمجِّد الله. وهنا بدت على وجهه علامات الدهشة والخجل، وبابتسامة صفراء اعترف بأن ليس لديه أية فكرة عن الطريقة المثلى. فتصوَّروا أن يقف أمامكم عدد من الطلاب المتخصّصين في دراسة القيادة الروحية دون أن يكون لديهم فكرة محدَََّدة عن هدفهم المبدئيّ في الحياة.
دعوني أقدم درساً تعلَّمته في بداية حياتي كمسيحي. خلق الله الإنسان في البداية لكي يمجِّد إسمه. خلق الإنسان على صورته لكي تكون له شركة معه. وقد كان للرب صلة بالإنسان في جنة عدن، ولكن الإنسان أَخطأ وعَصَى الله. وهذا جلب العار على إسمه، وانطمست الصورة وفسدت الشركة. وعندما حان الوقت المناسب، قرَّر الله أن يجدِّد القوة الكامنة في الإنسان، كي يعود فيمجِّد إسم الله.