واحدٌ من تلاميذه، وهو يهوذا سمعان الإسخريوطي، المزمع أن يسلمه…
كان سارقاً، وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يُلقى فيه
( يو 12: 4 -6)
أكثر من واحد من البشيرين يربط بين خيانة يهوذا وبين المشهد الذي جرى في بيت عنيا عندما سكبت مريم الطيب الكثير الثمن على جسد الرب.
وحسب الظاهر كان ذلك الفعل الجميل سبباً في غليان الشر في قلب يهوذا لدرجة لا تحتمل تأخير انفجار هذا الشر.
ولقد وجد هذا الشر متنفساً فيما قاله عن ثمن هذا الطيب الذي كان ممكناً أن يُعطى للفقراء.
كان الثمن كبيراً وكان يمكن أن تكون له فرصة استقطاع جزء كبير منه لو وُضع في الصندوق.
بل أن هذا الثمن الكثير المدفوع في الطيب، والمال الكثير الذي أُنفق في إعداد عشاء للرب يسوع، كان في نظر يهوذا حماقة بالغة.
إنه كرجل عملي احتقر كل هذا واعتبره “إتلافاً”.
وهكذا كانت أحقاد قلب يهوذا تستمد ثورتها من منابع قوية.
هذا إلى جانب القول بأن الطمع ذاته هو من أقوى الدوافع “لأن محبة المال أصلٌ لكل الشرور” ( 1تي 6: 10 ).