admin
نشر منذ سنتين
4
يوسف رجل مريم التي منها ولد يسوع

الله وحده هو العظيم . وما من عظمة حقيقية على الارض الا تلك التي مصدرها منه . ولم ينالا هذا الشرف الوسيم من اجدادهما فقط بل نالاه من سمو علائقهما بالله . فيسوع هو الذي رفع منزلتهما فوق كل رفعة بصيرورته ابنا لهما . فماذا يهمنا معرفة اجدادهما والتنقيب على سلالتهما المجيدة في سابق الاجيال ؟
ان الانجيل المقدس اشار بوجيز الكلام الى منزلتهما السامية بقوله : يوسف رجل مريم التي منها ولد يسوع المدعو المسيح ثم يضيف بان كليهما كانا من ذرية داود الملك .ويسوع نفسه رضي بان يدعى ابن داود وبهذه الكنية ايضا خاطب الملاك في الحلم القديس يوسف عندما هدأ قلقه واطلعه على سر التجسد الذي تم في حشا خطيبته البتول .لابد لهذه التسمية من مغزى يرغب محبي القديس يوسف في ان يعرفوه . لقد سبق الانبياء وتنبأوا عن ولادة مخلص العالم من سبط يهوذا ومن سلالة داود الملك .وانها تمت في شخص يسوع الناصري ،دوٌن الانجيل سلالتين ليوسف رجل مريم . وكلتا السلالتين تذكران بان يوسف نازل على خط مستقيم من الآباء الأقدمين ومن ملوك يهوذا كما يصرح بذلك القديس متي الانجيلي
في السلالة التي سردها نزولا من ابراهيم حتى يوسف رجل مريم .
فكان اذن يوسف سليل الاباء والملوك وكان اجداده اولياء الله ابراهيم واسحق ويعقوب وبنوهم والملوك اصفياء العلي داود وسليمان وعشرون ملكاً اخر توارثوا عرش يهوذا يا للمجد والحسب المفضل ! اما مار يوسف فلم يكن يحسب لذلك حساباً بل كان سعيداً بان يعيش في هذا المستوى.ان الانجيل المقدس لم يذكر اجداد مريم ، لكنه اكتفى ببيان سلالة مار يوسف وتحدره من سبط يهوذا ومن ذرية داود ، وبالوقت عينه اثبت سلالة مريم خطيبته . اذ كانت المراة حسب ناموس موسى ، سيما المرأة النبيلة ، مفروضا عليها ان تقترن برجل من سبطها وحتى من عائلتها .فدم واحد ملكي ، كان يجري في عروق مريم ويوسف . وهكذا فان شرف عائلة مريم ونسبها الكريم ما عرف عند المسيحيين الا بيوسف . عندما اخذها خطيبة له حسب الناموس .وما عدا ذلك فان مار يوسف بخطبته للعذراء والدة المسيح الكلية النقاوة ، قد اشرك يسوع ايضا بنسبه الشريف الارضي وميراثه الملكي .ان مار يوسف كان ابن الملوك بل وملكاً بقوة الشريعة التي رسمها الله لذرية داود ، لان اجداده كانوا احفاد داود الملك الابكار ، فبحكمة الهية اذن قد انتخب يوسف ليعرف بأبي المخلص . وكان ليسوع الحق كأبن ليوسف بان يخلفه ويرث املاكه والقابه وهكذا تمت فيه اقوال الانبياء بأنه الوارث الشرعي لمملكة يهوذا وهذا الميراث ما كان يمكنه ان يناله من مريم والدته حيث لم يكن للنساء حق ان يرثن عرش المملكة ما دام هناك احفاد ذكور لذرية داود . فلنهنئ نجار الناصرة على شرفه الباذخ ولنتعجب من تجرده عن كل مجد ارضي وكل طمع بشري وكل رغبة الى الظهور والافتخار . ولنطلبن منه فضيلة الاتضاع العميق وأحتقار أباطيل العالم ولنسع على مثاله وراء ما فيه مجد الله وامتلاك يسوع ونعمته .

هل تبحث عن  عهده معانا كمان أبدي

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي