يونان رمزاً للسيد المسيح


يونان فى بطن الحوت

من أجل إنقاذ أهل نينوى من خطاياهم، أُلقى يونان إلى البحر. ولهذا أعد الله حوتاً لابتلاع يونان. فكان يونان فى عمق البحر وفى داخل الحوت فى حكم الميت، كما رآه أهل السفينة، ولكنه كان محفوظاً بقدرة الله حياً فى نفس الوقت. فكان هو الميت الحى، أو الحى الميت (انظر رؤ1: 18).

بهذا كان يونان رمزاً للسيد المسيح الذى حمل خطايانا فى جسده على الصليب، وأوفى العدل الإلهى حقه. وجاز معصرة سخط وغضب الله، ليرفع الغضب واللعنة عن البشرية. وذاق الموت فعلاً بحسب الجسد لهذا السبب. ولكنه فى الوقت نفسه كان -بحسب لاهوته- حيّاً لا يموت، لا يقوى عليه الموت.. إذ لا يستطيع أن يمسكه. بل كان أقوى من الموت، إذ كانت الحياة التى فيه أقوى من الموت الذى علينا.. وكان البر الذى له أعظم من الخطية التى لنا. ولهذا قام من الأموات حياً منتصراً وقال عنه بطرس الرسول: “الذى أقامه الله ناقضاً أوجاع الموت إذ لم يكن ممكناً أن يُمسك منه” (أع2: 24).

مات المسيح بسبب خطايانا ليوفى الدين عنا، وقام من الأموات ليعلن قداسته وبره وسلطانه الإلهى على الموت، واهباً الحياة للذين يؤمنون به فادياً ومخلّصاً لحياتهم.

مات بسبب خطايا الآخرين، وقام بسبب بره الشخصى غير المحدود، وهو الذى بلا خطية وحده، وليعلن سلطانه الإلهى على الموت.

إن الحوت كان رمزاً للقبر الذى وُضع فيه السيد المسيح. والبحر العميق كان رمزاً للجحيم أو الهاوية التى نزل إليها بروحه، بعد موته على الصليب ليكرز للأرواح التى فى السجن (انظر1بط3: 19)، بإتمام الفداء، وتحرير المسبيين الذين انتظروا مجيئه ليخلصهم.

وهكذا تسهر الكنيسة ليلة السبت الكبير بعد طقوس الجمعة العظيمة سهرة لها طابع أخروى (إسخاطولوجى)، لتقرأ سفر الرؤيا حيث إعلانات الله عن الآخرة والعالم الآخر، وتسمى تلك الليلة باللغة اليونانية “أبوكالبسيس” أى الرؤيا.

هل تبحث عن  " القاضي " فتشير الى الديَّان في الكتاب المقدس

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي