"يُنقَض " في الكتاب المقدس

هذا الَّذي تَنظُرونَ إِلَيه سَتأتي أَيَّامٌ لن يُترَكَ مِنه حَجَرٌ على حَجَر مِن غَيرِ أَن يُنقَض.

“يُنقَض ” فتشير إلى إنذار يسوع بأسلوب الأنبياء التقليدي عن المأساة التي ستحلُّ بالهيَكل (ميخا 3: 12 وارميا 7: 1-15، حزقيال 8). وجد التلاميذ وهم يتطلعون إلى هذا المبنى الفاخر الضخم، أنَّ أقوال يسوع عن خرابه صعبة التصديق. لكن الهيَكل تمَّ تدميره فعلا بعد أربعين سنة على يد القائد الروماني طيطس سنة 70م. حيث عايش بعض التلاميذ هذه الحادثة. وحذَّرهم يسوع من المستقبل ليتمكَّنوا من العيش في الحاضر. وكان بعض الأنبياء قد أنذروا بخراب الهيَكل (ميخا 3: 12، إرميا 7: 1-15، حزقيال 8-11) للدلالة على أنَّ الرب ينقض العهد الذي سبق أنَّ قطعه مع شعبه؛ وبما أنَّ شعب إسرائيل رفض أن يرى في يسوع مرسل الله، سيدمّر الهيَكل، وهذا ما شكَّكَ الناس كما جاء في اتهامات اليهود ضد يسوع “هذا الرَّجُلُ قال: إِنَّي لَقادِرٌ على نَقضِ هَيكَلِ اللهِ وبِنائِه في ثَلاثةِ أَيَّام” (متى 26: 61.). لكن يسوع يُعلن حقيقة الأحداث حتى يكشف لتلاميذه معالم الطريق كيلا يربطوا قلوبهم بحجارة وأبنية، بل بهيكل روحي داخلي يسكنه الرب ويُقيم فيه ملكوته.

ويُعلق البابا فرنسيس ” يسوع لا يريد الإساءة إلى الهيَكل، إنّما أراد أن يفهمهم ويفهمنا نحن اليوم، أن البُنى البشريّة، حتى الأكثر قدسيّة، هي فانية ولا يجب أن نضع فيها ضماناتنا”(صلاة التبشير الملائكي الأحد 13. 11. 2016). يسوع هو المسكن الحقيقي لله على الأرض، مكان الحضور الإلهي الذي يرمز له الهيَكل. لهذا السبب أفادنا متى ومرقس الإنجيليين أنه حينما مات يسوع انشقَّ حجاب الهيَكل ” إِذا حِجابُ المَقدِسِ قَدِ انشَقَّ شَطْرَيْنِ مِنَ الأَعلى إلى الأَسفَل، وزُلزِلَتِ الأَرضُ وتَصَدَّعَتِ الصُّخور” (متى 27: 51). وباختصار، يقول يسوع إن الهيَكل فخم بِالحِجارةِ الحَسَنَةِ وتُحَفِ النُّذور لكنه لن يستمر إلى الأبد، وبالتالي لا يمكن أن يكون حقًا مكانًا للخلاص.
تعلق القدّيسة تيريزا -بينيديكت الصليب (إيديث شتاين) ” لقد بنى الرّب يسوع المسيح، مكان هيكل سليمان، هيكلاً من الحجارة الحيّة (1بطرس 2: 5)، أي شَرِكة القدّيسين. هو يقف في وسط الهيكل كرئيس الكهنة الأزليّ، وهو على مذبحه القربان المُقدَّم إلى الأبد “(صلاة الكنيسة).

هل تبحث عن  الصخرة التي إنشقت

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي