مكتبة الكتب المسيحية |
كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية
كتاب هل يشهد الكتاب المقدس على نفسه بالتحريف؟ – القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير
1-
تمهيد، ونص المقال الإسلامي
ورد هذا المقال بأحد المواقع التي تنتقد المسيحية تحت عنوان “شهادة الكتاب المقدس على نفسه بالتحريف” وتلقف هذا المقال عشرات الكُتاب الذين
أخذوا ما جاء به وكأنه وحي من السماء، وراحوا يكررون ما جاء فيه في الجرائد
والمجلات والكتب التي تنتقد العقيدة المسيحية والكتاب المقدس!! كما راح بعض
المتحدثين في الفضائيات يستخدمون ما جاء فيه وكأنه الحق اليقين، دون أن يراجع أحدهم
المقال أو يحاول أن يتحرى مدى صحته ومصداقيته!! برغم تراجع الموقع الأصلي الذي نشره
والذي قام بحذف معظم أجزائه (قام الموقع الأصلي الذي نشر هذا المقال بحذف ثلثي
المقال بعد أن وضع الأب عبد المسيح
بسيط هذا الرد
عليه، في صورته الأولى، وتم تغيير عنوانه إلى “من الذي حرف؟ ومتى وأين ولماذا؟”. ويبدأ فقط من قوله “يقول القس
“سواجارت” Jimmy Swaggart. وهي النقطة السادسة في ردنا هذا. ولكنا أبقينا على المقال ما هو
نظرا لأن الكثير من الكتاب نقلوه كما هو ووضعوه في عشرات الكتب)!! ولذا وجب علينا
أن نوضح حقيقة ما جاء فيه ومعنى الآيات الكتابية التي استشهدوا بها. وقبل أن نبدأ
في التعليق نضع الأسئلة التالية:
St-Takla.org Image: صورة في |
(1) هل يشهد الكتاب المقدس على نفسه بالتحريف؟؟؟؟؟
(2) وهل يقدم المقال ما يدل على ذلك؟؟؟؟
(3) وما هو المعنى الحقيقي للآيات المستخدمة فيه؟
وفيما يلي المقال كاملًا:
يقول المقال: “إليك أيها
القارئ الشهادة
بتحريف الكتاب المقدس
من الكتاب المقدس نفسه:
أولًا: أن
كاتب
المزمور (56: 4و5) ينسب إلى
داود عليه السلام بأن أعداءه
طوال اليوم يحرفون كلامه: “ماذا يصنعه بي البشر. اليوم كله يحرفون كلامي. عليّ كل
أفكارهم بالشر” (ترجمة الفاندايك).
ثانيًا: لقد اعترف كاتب
سفر ارميا (23: 13، 15، 16) بأن أنبياء
أورشليم
وأنبياء السامرة الكذبة حرفوا كلام الله عمدًا: “وقد رأيت في أنبياء السامرة
حماقة. تنبأوا بالبعل وأضلوا شعبي
إسرائيل. وفي أنبياء أورشليم رأيت ما يقشعر منه.
يفسقون ويسلكون بالكذب ويشددون أيادي فاعلي الشر حتى لا يرجعوا الواحد عن شره.
صاروا لي كلهم
كسدوم وسكانها
كعمورة. لذلك هكذا قال رب الجنود عن الأنبياء. هانذا
أطعمهم افسنتينا واسقيهم ماء العلقم لأنه من عند أنبياء أورشليم خرج نفاق في كل
الأرض” (ترجمة الفاندايك).
ثالثًا: لقد اعترف كاتب سفر ارميا بأن
اليهود حرفوا كلمة الله لذلك
فهو ينسب لإرميا في (23: 36) توبيخ النبي إرميا لليهود: “أما وحي الرب فلا
تذكروه بعد لأن كلمة كل إنسان تكون وحيه إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كلام الإله الحي
الرب القدير”.
رابعًا: ونجد أيضًا أن كاتب سفر ارميا ينسب لإرميا توبيخه وتبكيته
لليهود لقيامهم بتحريف كلمة الرب: “كيف تقولون إننا حكماء وكلمة الرب معنا؟ حقًا
إنه إلى الكذب حولها قلم الكتبة الكاذب”.
خامسًا: وكاتب سفر الملوك الأول (19: 9) ينسب
لإيليا النبي حين هرب من
سيف اليهود فيقول: “وَقَالَ الرَّبُّ لإِيلِيَّا: مَاذَا تَفْعَلُ هُنَا يَا
إِيلِيَّا؟ فَأَجَابَ: “غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ الإِلَهِ الْقَدِيرِ، لأَنَّ
بَنِي إسرائيل تَنَكَّرُوا لِعَهْدِكَ وَهَدَمُوا
مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أنبياءكَ
بِالسَّيْفِ، وَبَقِيتُ وَحْدِي. وَهَا هُمْ يَبْغُونَ قَتْلِي أَيْضًا ” كتاب
الحياة.
سادسًا: وكاتب
سفر إشعيا (29: 15، 16) ينسب لإشعيا تبكيته لليهود: “ويل
للذين يتعمقون ليكتموا رأيهم عن الرب فتصير أعمالهم في الظلمة ويقولون من يبصرنا
ومن يعرفنا: يا لتحريفكم”.
فإذا جاء مسيحي وزعم بأن تحريف اليهود لكلمة الرب هو قول غير
مقبول نقول له أقرأ شهادة التحريف من كتابك.(انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في
موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و
الكتب الأخرى). ويتساءل بعض المسيحيين الذين يتجاهلون
الشواهد والأدلة الدالة على تحريف كتابهم المقدس قائلين: عندما يعطى الله الإنسان
كتابا من عنده فهل تظن أنة لا يستطيع المحافظة علية من عبث البشر؟ نقول لهم: نعم إن
الله قادر على أن يحفظ كلمته ولكنه سبحانه وتعالى اختار أن يوكل حفظ كلمته إلى علماء وأحبار اليهود ولم
يتكفل هو بحفظها فقد ترك حفظ كلمته بيدهم فكان حفظ الكتاب أمرًا تكليفيًا وحيث انه
أمر تكليفي فهو قابل للطاعة والعصيان من قبل المكلفين فالرب استحفظهم على كتابه ولم
يتكفل هو بحفظه وإليكم الأدلة من كتابكم المقدس على هذا:
… جاء في
سفر التثنية (4: 2) قول الرب: “فالآن يا
إسرائيل اسمع
الفرائض والأحكام التي أنا أعلمكم لتعملوها لكي تحيوا وتدخلوا وتمتلكوا الأرض التي
الرب اله آبائكم يعطيكم. لا تزيدوا على الكلام الذي أنا أوصيكم به ولا تنقصوا منه
لكي تحفظوا وصايا الرب إلهكم التي أنا أوصيكم بها” (ترجمة الفاندايك).
… وجاء في سفر
التثنية (12: 32) قول الرب: “كل الكلام الذي أوصيكم
به احرصوا لتعملوه لا تزد عليه ولا تنقص منه”.
… وجاء في
سفر الأمثال (30: 5 – 6): “كل كلمة من الله نقية. ترس هو
للمحتمين به. لا تزد على كلماته لئلا يوبخك فتكذّب”.
… وقد جاء في
سفر الرؤيا (22: 18) قول الكاتب: “وَإِنَّنِي
أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ
زَادَ أَحَدٌ شَيْئًا عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُ اللهُ عليه الضربات وَإِنْ
حذف أَحَدٌ شَيْئًا مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ
نَصِيبَهُ مِنْ
شَجَرَةِ الْحَيَاةِ“. أن هذا النص تعبير واضح من الكاتب بأن الله
لم يتكفل بحفظ هذا الكتاب لأنه جعل عقوبة من زاد شيئًا كذا.. وعقوبة من حذف شيئًا كذا، وفيه إشارة واضحة بأن التحريف أمر وارد. يقول
الله سبحانه وتعالى عن التوراة التي كانت شريعة
موسى عليه السلام، وشريعة الأنبياء
من بعده حتى
عيسى عليه السلام: “إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى
وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ
وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ
وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ
تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ” (المائدة: 44). ومعنى (استحفظوا): أي أمروا
بحفظه، فهناك حفظ، وهناك استحفاظ. وإذا كان الأحبار
والرهبان ممن جاء بعده لم
يحفظوا، بل بدلوا وحرفوا، فليس معنى ذلك أن الله لم يقدر على حفظ كتابه – حاشا وكلا
– ولكن المعنى: أن الله لم يتكفل بحفظه، بل جعل اليهود أمناء عليه. ومن المعلوم أن
هناك المئات من الرسل والأنبياء جاؤوا بعد نوح عليه السلام ولم يتكفل الرب بحفظ
رسائلهم سواء كانت شفوية أو مكتوبة وإلا فأين هي؟ مثال ذلك: صحف
إبراهيم التي ذكرت
في القرآن الكريم فلا وجود لها اليوم.
وأخيرًا: فهل هناك أعظم من شهادة
الكتاب المقدس على نفسه بالتحريف؟
لماذا نستكثر على اليهود التحريف وهم اليهود وما أدراك ما اليهود قتلوا الأنبياء
بغير حق وصنعوا العجل وسجدوا له من دون الله وعبدوا الأصنام واستحلوا المحرمات
وقذفوا العذراء الطاهرة مريم عليها السلام بتهمة الزنا وكفروا بالمسيح عليه السلام
… فهل نستكثر عليهم التحريف…. لقد أعلنت التوراة بكل وضوح أن اليهود سيفسدون ويقاومون
الرب وكلامه، وذلك كلام
موسى في التوراة بعد أن أوصاهم بوضعها بجانب
التابوت وفيه
كذلك: “لأني عارف تمردكم ورقابكم الصلبة، هوذا وأنا بعد حي معكم، اليوم صرتم
تقاومون الرب، فكم بالحري بعد موتي” (تثنية 31: 27).
من الذي حرف؟
ومتى وأين ولماذا؟
يقول القس “سواجارت”
Jimmy Swaggart؛ ” وهم يقولون – يقصد المسلمين – إن تلك الأسفار
الأصلية التي أنزلها الله وهي التوراة، والإنجيل، قد فقدت ولا أظن أن في مقدور أحد
أن يخبرنا أين فقدت؟ ولا متى فقدت؟ ولا كيف فقدت؟”.
وهذا السؤال الذي ساقه ” سواجارت ” لون من الخداع والتلاعب
بالألفاظ، لأن الذي يقوله علماء المسلمين ويؤكدون عليه أن الكتب والأسفار التي بين
يدي اليهود والنصارى الآن دخلها التحريف والتبديل والزيادة قبل مجيء الإسلام وبعثة
محمد واستمر الأمر حتى بعد بعثته.. ولا يقول أحد من علماء المسلمين إن
جميع ما جاء به
موسى وعيسى قد فقد.. بل الحق أن ما لديهم من أسفار يجمع بين الحق
والباطل والغث والسمين، ونقول للمبشرين والقسس على اختلاف مذاهبهم دعوا هذا السؤال
لأنه لا قيمة له لما يأتي: نحن لسنا بصدد القبض على من قام أو قاموا بالتحريف، ولا
يهمنا معرفة زمان أو مكان وقوع التحريف..(انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في
موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و
الكتب الأخرى). أن الشيء المهم في هذا الصدد هو بيان وقوع التحريف والعثور على أمثلة توضح بما لا يدع
مجالًا للشك وقوع هذا التحريف، وهذا هو ما أثبته الباحثون المنصفون الذين درسوا
الكتاب المقدس ووجدوا فيه ما وجدوا من أمور تجافي وحي السماء، وأخطاء وتناقضات لا
تقع إلا في كلام البشر. هب أن شخصًا أمسك بيد قسيس إلى خارج
الكنيسة، وقال له: أنظر
إلى هذا القتيل الذي أمامك. فقال القسيس: لا، لن أصدق حتى تخبرني: متى ومن ولماذا
وكيف قتل؟!! لو حدث هذا ماذا يقول الناس عن هذا القسيس؟! وهذا يشبه تمامًا موقف
المبشرين من قضية تحريف الإنجيل، إنك تضع أيديهم على مئات الأمثلة وتبين لهم
بالمحسوس التحريف الواضح والاختلاف البين بين إنجيل وإنجيل ونسخة ونسخة ولكنهم
يتمتمون.. لا.. لن نصدق. أخبرونا أين ومتى وكيف ولماذا حدث هذا؟!
لقد أطلق كاتب المقال لخياله العنان وراح، مثل دون كيشوط
Don Quijote،
يحارب طواحين الهواء!!!!!!!!!! فما صحة ما زعمه في هذا المقال؟؟؟؟!!!
كل آلة صورت ضدك لا تنجح، كل
لسان يقوم عليكِ في القضاء تحكمية عليه (اش54
:17).