مكتبة الكتب المسيحية |
كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية
كتاب تأملات في سفر نشيد الأنشاد – الأنبا يوأنس
10- اجذبني
وراءك فنجري
صورة في موقع الأنبا تكلا: |
“أجذبني ورائك
فنجري” (نش 1: 4).
ما أشد حاجة
المسيحي الحقيقي إلى سكب قلبه أمام الرب والتوسل إليه بهذه الطلبة اجذبني.. نحن
لا نقدر أن نأتي إلى
المسيح بقوتنا الذاتية “لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ
لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ” (يو 6: 44).. هكذا لا نستطيع كمؤمنين أن نركض وراءه إن لم يجتذبنا
هو.. لقد عرفت العروس حقيقة ذاتها وإنه بدونه لا تقدر أن تفعل شيئًا (يو 15:
5)، وأن ليست فيها القوة للجري والركض ما لم يجذبها هو وراءه، فضلًا عن وجود
عوامل جذب مضادة. لذا كانت طلباتها دائمًا ” اجذبني، حتى جاء الوقت وقال الرب
قبيل آلامه ” وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إليّ الجميع. قال هذا مشيرًا إلى
أية ميتة كان مزمعًا أن يموت” (يو 12: 32، 33). هذه هي الجاذبية التي خلقها
الصليب في أعماق الإنسان المؤمن، فلا يجري خلفه وحده بل يجتذب معه آخرين يركضون
بفرح.. هذا هو سر
الصليب. إنه يحمل قوة الشهادة وسر الفرح.. لقد انجذب زكا العشار
للسيد
المسيح، فجمع الخطاة والعشارين ليلتقوا بالرب ويفرحوا به،
والسامرية تركت جُرتها وذهبت إلى مدينتها لتقول لأهلها. هلموا أنظروا إنسانًا
قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو
المسيح. فخرجوا من المدينة وأتوا إليه (لو 19؛ يو 4: 29).. وكانت
السامرة هي أول مكان في
العهد الجديد دُعي فيه
المسيح مخلص
العالم.