مكتبة الكتب المسيحية |
كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية



كتاب الموعظة على الجبل للقديس أغسطينوس – القمص تادرس يعقوب ملطي

125-

ترتيب الطلبات السبعة



St-Takla.org Image:
Jesus Preaching the Sermon of the Beatitudes, painting.

صورة في موقع الأنبا تكلا:
لوحة السيد المسيح يعظ الجمع في عظة التطويبات.

يبدو لي أن هذه الطلبات السبع تقابل في
ترتيبها
التطويبات السبعة المذكورة في بداية الموعظة.

1- فإن كان خوف الله هو الذي يجعل
المساكين بالروح يطوبون فينالون
ملكوت
السماوات
، إذن فلنطلب من الله أن يتقدس
اسمه بين البشر أيضًا بخوفه “خوف الربّ نقيُّ ثابت إلى الأبد”

(
مز9:19)
.

2- وإن كان بالتقوى يطوّب الودعاء فيرثون
الأرض إذن فبوداعتنا وعدم مقاومتنا يأتي ملكوته علينا، أو يأتي بمجيئه بجلال من
السماء فنبتهج ونسمع القول “تعالوا يا مباركي أبي رِثُوا الملكوت المعَدَّ لكم
منذ تأسيس العالم”
(مت34:25).
لأن النبي يقول “بالرب تفتخر نفسي. يسمع الودعاءُ فيفرحون”

(
مز2:34)
.

3- إن كان بالمعرفة يطوّب الحزانى
فيتعزون، إذن فلنصلِ لكي تكون مشيئته كما في
السماء كذلك على
الأرض، لأنه متى
تم التوافق بين الروح والجسد (كما لو كانا سماءً وأرضًا) فسوف لا نحزن. لأنه لا
يمكن أن يوجد حزن إلا حيثما وجد نزاع بين الجسد والروح، فنقول “أرى

ناموسا
ً آخر
في أعضائي يحارب

ناموس
ذهني”

(
رو23:7).
ونشهد عن حزننا هذا بصورة مرعبة “ويحي أنا


الإنسان
الشقي. مَنْ ينقذني من جسد
هذا الموت”
(رو24:7)
.

4- إن كان الاحتمال هو الذي يطوّب الجياع
والعطاش إلى البر فيشبعون، إذن فلنصلِ إلى الله لكي يعطينا الخبز اليومي اليوم،
هذا الخبز الذي به نقتات ونتقوى ونصل إلى حالة الشبع الكامل.

هل تبحث عن  01- تفسير سفر التكوين 20 الأصحاح 20 و 21 الأصحاح 21 الأنبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة

5- إن كان بطلب المشورة يطوّب الرحماء
فيرحمون، فليتنا نغفر للمذنبين إلينا (أي نرحم) حتى يغفر لنا ذنوبنا.

6- إن كان بالفهم يطوّب أنقياء القلب
فيعاينون الله، إذن فلنصلِ إلى الله لئلا ندخل في تجربة، حتى لا نكون ذوي قلبين
فلا نطلب الخير الحقيقي وحده في أعمالنا بل نطلب
الأمور الزمنية أيضًا
.(انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في

موقع الأنبا تكلاهيمانوت
في أقسام المقالات والكتب
الأخرى)
.
فلا
يكون للتجارب النابعة عن عدم حصولنا للأشياء التي يظنها البشر أنها مفرحة
ومبهجة، سلطان علينا.

7- إن كانت الحكمة هي التي تجعل صانعي
السلام يطوبون فيدعون أبناء الله، فليتنا نصلي لنتحرر من الشرير حتى نكون أبناء
الله فنفرح بروح التبني “يا أبا الآب”

(
رو15:8
).

لنأخذ في اعتبارنا اهتمام

السيد المسيح
بالطلبة الخاصة بمغفرة خطايا الآخرين فوق كل الطلبات الأخرى،
فهو يريد منا أن نكون رحماء، حتى نهرب من الشقاء، بغفران خطايانا. فبهذه الطلبة
وحدها ندخل في ميثاق مع الله، فنقول له
:
“اغفر لنا كما نغفر نحن” فإن كذبنا تصير صلاتنا عقيمة. لأن الرب قال “فإن غفرتم
للناس زلاتهم يغفر لكم أبوكم السماوي. وإن لم تغفروا
للناس زلاتهم لا يغفر لكم
أبوكم أيضًا زلاتكم”.



مشاركة عبر التواصل الاجتماعي