مكتبة الكتب المسيحية |
كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية



كتاب في مديح القديس بولس – القديس يوحنا ذهبي الفم
– القمص تادرس يعقوب ملطي

13-

بولس وأنبياء العهد القديم



من تذكر بعد
أيوب يستحق الإعجاب؟
موسى بلا شك! لكن

بولس
فاقه
بمراحل. بين إنجازات
موسى العظيمة والكثيرة تتويجه بالمجد حين اختار أن
يُمحى اسمه من
سفر الحياة من أجل خلاص اليهود (خر32:32)، لكنه اختار أن
يهلك مع الآخرين، أما

بولس
فاختار أن يكون محرومًا من المجد الأبدي من
أجل خلاص الآخرين دون إشراك أحد آخر معه في هلاكه.



St-Takla.org Image:
Heaven: Old Testament saints and faithfuls – Details (17) from the icon of the
events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy,
Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt – Photograph by Michael Ghaly for
St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في
موقع الأنبا تكلا
: الملكوت: قديسي وأبرار العهد القديم – تفاصيل
(17) من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي،
مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر – تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا
تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.



صارع
موسى مع فرعون، وأما

بولس
فصارع مع الشيطان يوميًا.



حارب
موسى في سباقٍ واحدٍ، أما

بولس
فحارب من أجل العالم كله في صراع
ليس بالعرق بل بالدم الذي أُريق في كل موضع. لقد قاد الجميع إلى
الخلاص، الذين في أماكن آهلة وغير آهلة، قاد اليونانيين والبرابرة.



أستطيع أيضا أن أتكلم عن
يشوع وصموئيل والأنبياء الآخرين، ولكي لا تخرج
العظة عن الحدود اكتفي بعمل مقارنة مع نخبة ممن هم أكثر شهرة تمثلهم.
إذا كان

بولس
يفوق الفائقين منهم، فيكون الشك قليلًا من جهة الآخرين.
من منهم يكون أكثر شهرة؟! من نذكر من هؤلاء غير
داود وإيليا ويوحنا؟!
كان
إيليا منهم نذيرًا لمجيء المسيح الأول (ملا5:4) ويوحنا للمجيء
الثاني (مت11:3). هذا يوضح سبب ذكر اسميهما معًا.



ما أبرع ما اتصف به
داود؟! بلا شك تواضعه وحبه لله. حقًا من
تفوق في هاتين الصفتين مثل

بولس
الذي اتسمت بهما نفسه؟!



ما هو عجيب بالنسبة
لإيليا؟ إنه أغلق السماء، وسبب قحطًا، وانزل نارًا
من السماء (1مل 1:17؛ 2مل12:1)! لست أظن ذلك! بل بالأحرى كان يغار
للرب. كان ملتهبًا بالحماس. لكن إذا اختبرت حماس

بولس
تجده فائًقا
كتفوقه على بقية الأنبياء
.(انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في

موقع الأنبا تكلا
في أقسام المقالات والكتب
الأخرى)
.

أي حماسٍ يعادل كلماته عن مجد الله: “أود لو
أكون أنا نفسي محرومًا من
المسيح لأجل اخوتي أنسبائي حسب الجسد”
(رو3:9). لذلك حينما قدمت له السماء الأكاليل أجَّل ومَّد الوقت،
قائلًا: “ولكن أن أبقى في الجسد ألزم من أجلكم” (في24:1). لذلك اعتبر
أن العالم المنظور الملموس غير كافٍ لإشباع حبه وغيرته، بل أراد عالمًا
آخر غير منظور ليمارس ما يودَّه ويتمناه.



تقول: أكل
يوحنا المعمدان جرادًا وعسلًا بريًا (مت4:3)، أما

بولس
فمع أنه عاش في العالم ولم يسكن البرية ولم يأكل جرادًا ولا عسلًا
بريًا لكنه كان مكتفيًا بمائدة أكثر بساطة ونسكًا، متجاهلًا حتى
الضرورات من أجل غيرته للكرازة.



تقول: أظهر

يوحنا
شجاعة عظيمة أمام هيرودس، أما

بولس
فلم ينتهر واحدًا
أو اثنين أو ثلاثة فقط بل عددًا لا يُحصى من ذات هذه العينة. لقد واجه
بالحق طغاة أسوأ بكثير من هيرودس.



هل تبحث عن  إن شعورنا بعطية الله يدخلنا أيضًا فى سلام القلب

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي