مكتبة الكتب المسيحية |
كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية




كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية – القمص تادرس يعقوب ملطي

186-


الصوم والتدبير الكنسي


(165)


بينما يقضي الكثير من الأقباط
وأيضًا

الأثيوبيين
– غالبية أيامهم صائمين بكامل حريتهم خلال تدبير

الكنيسة
كأم محبة لأولادها، يهرب كثير من الغربيين من صليب

الصوم
، مقدمين أعذارًا كثيرة.

1-


الصوم
عمل فردي يمارس في الخفاء (مت 6: 17، 18)، ويرد علي ذلك بأن
ذات الوصية تنطبق علي
الصلاة
والصدقة (مت 6: 3، 6)، ومع هذا ففي كل كنائس العالم تمارس
الصلوات وتقدم الصدقات بصورة جماعية مع ممارستها أيضا علي المستوي
الشخصي الخفي.


في العهد القديم التزم الشعب
بالعبادة الجماعية، ليس فقط في

الصلاة
والتسبيح والقراءات الكتابية وإنما أيضا في

الأصوام
(زك 8: 10؛ أس 4: 3، 16؛ عز8:21؛ 2 أي 20؛ 3؛ يوئيل3؛5)
وفي العهد الجديد صام الرسل معًا (أع 13: 2، 3)
..
فلماذا يهرب المؤمنون من

الصوم الجماعي
تمت ستار العمل الخفي؟!


سر قوة

الكنيسة
الأولي الجامعة وحدتها في

الإيمان

وأيضًا شركتها معًا حتى في

الأصوام
، فالتاريخ يشهد أن

الكنيسة
شرقًا وغربًا، كانت منذ العصر الرسولي تصوم يومي الأربعاء
والجمعة
(166) وأيضًا

الصوم الأربعيني
(167).



St-Takla.org Image:
Orthodox Coptic monk performing prostration


صورة: راهب قبطي من الكنيسة الأرثوذكسية يقوم بعمل
ميطانية أو سجود


أما من جهة إخفاء

الصوم
، فإن غايته الامتناع عن حب الظهور وطلب

المجد الباطل
، لهذا نجد

الرسول بولس
لم يخف صومه، بل أعلنه، قائلًا: “في أصوام”، كما مارسه مع من كانوا في السفينة (أع 27: 21).


2-
لماذا
تحدد مواعيد خاصة
بالصوم؟ لو تركت بدون تدبير أو تنظيم كنسي يمكن أن يحرم
المؤمنون منه كل أيام حياتهم، كما حدث في أغلب كنائس الغرب. وفي العهد
القديم وجدت أصوام محددة (زك 8: 19)، جنبا إلى جنب مع

الأصوام الجماعية
أو
الشخصية في أزمنة الضيق.


3- يعترض البعض علي


الصوم الكنسي

بالقول الرسولي: “لا يحكم عليكم أحد في أكل وشرب
..
(كو2: 16)، وما جاء في سفر الأعمال: “ما طهره الله لا تدنسه أنت”
(أع
10: 11-15)، وأيضًا القول: “يرتد قوم عن

الإيمان
..
مانعين عن

الزواج

وأمرين أن يمتنع عن أطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر” (1 تي 4: 1
3). يرد
علي ذلك بالآتي:


أ] لم يقل الرسول: “لا يحكم أحد
عليكم في صوم
بل” في أكل وشرب].. فالمقصود هنا
الامتناع عن الأطعمة المحرمة حسب الشريعة المرسومة، كما فعل
بطرس حين رأي
ملاءة عظيمة عليها كل أنواع الأطعمة فامتنع أولا (أع 10: 11
15). وكان الرسول هنا يقاوم فكرة العودة إلى اليهود.


ب] أما عن القوم المانعين عن أطعمة معينة، فيقصد الرسول
أمثال أتباع ماني والدوناتست الذين حرموا
الزواج كنجاسة وأكل اللحم كدنس.
.
لذلك قطعتهم
الكنيسة عن شركتها، أما في
الصوم فنحن لا نحرم طعامًا معينًا،
إنما نمتنع اختياريًا لقمع الجسد وضبطه (1كو 9: 27).


هذا ويلاحظ أن طعام
الإنسان الأول كان نباتيًا
(تك 1:
29)، وبقي
الإنسان لا يأكل اللحم إلي زمن فلك نوح (تك 9: 3) حيث هبط مستواه
روحيًا
..
لهذا عندما يود المؤمنون تهيئة الجو الروحي لنموهم يأكلون الطعام النباتي
كما فعل دانيال والثلاثة فتية في القصر، وأيضا
حزقيال؛


ج] التنظيم أو التدبير الكنسي ضروري
لحياة الجماعة، كما جاء في (2 يو12). وقد عرفت
الكنيسة بمرونتها، إذ
يستطيع المؤمنون بإرشاد أباء اعترافهم الروحيين أو يمارسوا أصوامًا أكثر
وأن يعفوا منها حسب ظروفهم الروحية أو الصحية أو الاجتماعية.

_____


الحواشي والمراجع


لهذه الصفحة هنا في

موقع الأنبا تكلاهيمانوت
:


(165)

راجع: قداسة البابا شنوده الثالث،
مذكرات في اللاهوت المقارن، ج. 3.


(166)
Didache 8:1.


(167)
Dict. of Christian Antiq. 2:972, Hip. of
Rome, Canon 20; Council of Nicea, Canon 5.



هل تبحث عن  الأب الكاهن قدسأبونا القمص بولا فؤاد نخلة

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي