كارت التعريف بالسؤال
البيانات | التفاصيل |
---|---|
التصنيفات | أسئلة وأجوبة, الأجبية, طقوس الكنيسة القبطية – اللاهوت الطقسي, كتب القراءات الكنسية |
آخر تحديث | 13 يناير 2022 |
تقييم السؤال | من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية |
2 – تقدم الإجبية الصلوات حسب ساعات اليوم، فهل يجب أن يلتزم المسيحى بوقت مُعَيَّن للصلاة؟
تجسد كلمة الله خالق الزمن ومشاركته لنا فى حياتنا الزمنيَّة، أعطانا الإمكانيَّة أن نتَّحِد معه لنُحَلِّق فى السماويَّات (أف2: 6)، وفى نفس الوقت قَدَّس حياتنا الأرضيَّة والزمن! هكذا لا يجد المؤمن ثنائيَّة بين الحياة السماويَّة ووجوده على الأرض خاضعاً للزمن. فباتِّحاده بالسيِّد المسيح صار له حق الدخول فى السماويَّات دون أن يحتقر الزمن.
خلال الكرازة بالروحانيَّة يهاجم البعض كل نظام تعبُّديٍ وتدبيرٍ كنسيٍ، ويحسبون أن الإنسان كأنَّه قد خلع الجسد تماماً، أو ترك الأرض مطلقاً، فلا يخضع المؤمن لزمنٍ ولا لنظامٍ. وهكذا تتحوَّل الحريَّة إلى مجال من الفوضى تحت ستار الروحانيَّة. أما أرثوذوكسيتنا فتُصالِح السمة السماويَّة مع السمة الزمنيَّة فى شخص السماوى الذى حمل طبيعتنا وعاش على أرضنا. لهذا ونحن ننادى بالصلاة الدائمة بلا انقطاع على المستوى الملائكى السماوى، لا نتجاهل واقعيتنا على الأرض، فنتبع ما حدَّدته لنا الكنيسة من صلوات فى ساعات مُحَدّدة تسندنا وتحفظنا فى المسيح يسوع ربنا خلال حياتنا اليومية.
فى هذا يقول القدِّيس جيروم[89] [بالرغم من أن الرسول يأمرنا أن نُصَلِّى بلا انقطاعٍ (1تس 5: 17)، وبالرغم من أن نوم القدِّيسين نفسه تضرُّع، إلا أنَّه يجب أن نُعَيِّن أوقاتاً مُحددّة للصلاة، حتى إذا ما انهمكنا فى عملٍ ما، فإن الوقت (ميعاد الصلاة) يُذَكِّرنا بواجبنا. يعرف كل واحدٍ أن الصلوات تُمارَس فى الساعات الثالثة والسادسة والتاسعة وفى الفجر وعند الغروب الخ.] إذن تؤمن الكنيسة بأن صلوات السواعى ضروريَّة، تسند الإنسان وتُعِينه لكى تكون له الصلاة الدائمة بغير انقطاعٍ.
إن كان الله أراد من شعبه فى العهد القديم أن تكون العبادة بترتيبٍ ونظامٍ، فإن دخولنا فى عهد الحريَّة لا يعنى أن نحيا بلا ترتيبٍ أو نظامٍ:
يقول القدِّيس إكليمنضس الرومانى (30 – 100م): [من الواضح أنَّه يليق بنا أن نعمل حسب الوضع الذى أوجدنا الله فيه، فقد أمر بذبائح وخدمات تُقَدَّم بغير إهمال، إنَّما فى أوقات مُعيَّنة بنظام وتحت شروط مُحدِّدة. لقد حدَّد بإرادته الإلهيَّة أين تُقَدَّم؟ ومن الذي يُقَدِّمها؟ حتى يتحقَّق كل شيء بطريقة مقدَّسة حسب إرادة الله[90].].
فى الفصل الخامس والعشرين من مقاله “عن الصلاة” يقول العلامة ترتليان (القرن الثانى): [بخصوص الزمن، حفظ ساعات مُعيَّنة ظاهرة لا تكون بغير فائدة، أقصد الساعات العامة التى تفصل اليوم (إلى أجزاء) الثالثة والسادسة والتاسعة، والتى وردت فى الكتاب المقدَّس، والتى لها قُدْسيتها.].
[89] Epist: 22 to Eustochium, 37 (cf. Epistles 9: 107; 20: 108; 15: 130).
[90] Epistle 40: 1.