كارت التعريف بالسؤال
البيانات | التفاصيل |
---|---|
التصنيفات | أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية – اللاهوت الروحي, الخوف والقلق, معوقات الحياة الروحية |
آخر تحديث | 13 يناير 2022 |
تقييم السؤال | من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية |
4 – هل مخافة الرب تتجاهل حنوه؟
قَدَّم الكتبة والفريسيون للسيد المسيح امرأة أُمسِكَت فى زنا، ولما أقاموها فى الوسط، قالوا له: يا معلم هذه المرأة أُمسِكَت (وهى تزنى) فى ذات الفعل. وموسى فى الناموس أوصانا أن مثل هذه تُرجَم، فماذا تقول أنت؟ (يو8: 3 – 5) وجاءت إجابته لا تتجاهل العدالة كما فتحت لها طريق الحنو. لهذا مخافة الرب تكشف عنه أنه حلو وحق فى نفس الوقت. يقول القدِّيس أغسطينوس: [سمعنا صوت العدالة: “من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر” (يو8: 7)، لنسمع أيضاً صوت الرحمة… ذاك الذى طرد خصومها بلسان العدل رفع عينيّ الرحمة إليها، قائلاً لها: “ولا أنا أدينك؛ اذهبى، ولا تخطئى أيضاً”. ليحذر الذين يحبون فى الرب لطفه، وليخشوا حقه! فإن الرب حلو وحق (مز35: 8). أنت تحبه بكونه حلواً، لتخشه بكونه الحق… الرب رقيق، طويل الأناة، حنَّان، لكنه أيضاً عادل وحق. إنه يفسح لك المجال للإصلاح، لكنك تحب تأجيل الدينونة أكثر من إصلاح طرقك! هل كنت بالأمس شريراً؟ لتكن اليوم صالحاً. هل أنت مستمر اليوم فى شرِّك؟ لتتغيَّر غداً… لكن كيف تعرف أن غداً يأتى؟… الله وعد بالغفران لمن يُصلح من شأنه، لكنه لم يعدني بأن يطيل حياتى (للغد)!].
5 – يقول يوحنا: “المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج” (يو4: 18)، فلماذا يقول النبى الطوباوى داود: “اتقوا (خافوا) الرب يا قديسيه” (مز34: 9)؟
يجيب القديس دوروثيؤس [هذا يكشف عن نوعين من الخوف: النوع الأول أولي، والنوع الثانى خوف كامل. الأول يخص المبتدئين، والثانى يخص القديسين الكاملين الذين بلغوا إلى قامة الحب الكامل. فمن يطيع إرادة الله بسبب خوفه من العذاب يكون خوفه مبتدئاً. وأما الذى يُنَفِّذ إرادة الله بسبب حُبِّه لله لكى يرضيه، وقد بلغ بهذا الحب إلى الخوف الكامل. وبواسطة هذا الخوف (الكامل) يخاف لئلا يفقد تلك البهجة التى يتمتَّع بها بوجوده مع الله ويخشى لئلا يخسرها. هذا هو الخوف الكامل، المولود من الحب، الذى يطرد الخوف البدائى إلى الخارج[265].].
ويحدثنا القديس مار فيلوكسينوس عن مخافة الرب طوعاً ومخافة الرب كرهاً، قائلاً: [لأن قايين لم يخف الله طوعاً، ملكت المخافة عليه كرهاً، وأصبح مرتعباً، هائماً على وجه الأرض، وتحت عذاب الخوف كان يرجو الله أن يجعل أى إنسان يقتله، لكى يتخلَّص من هذه الحياة المملوءة خوفاً ورعباً!].
[265] – الفيلوكاليا، 1993، ص187.