مكتبة الكتب المسيحية |
كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية



كتاب قصص قصيرة (مع مجموعة من القصص الطويلة) – القمص تادرس يعقوب ملطي

466-



قصة: ثعلب يشوّه صورة الزواج

كثيرًا ما ترددت في كتابة هذه القصة الرمزية نقلًا عن الفلكلور
اليهودي، لكنني شعرت بالرغبة الملحة لكتابتها للكشف عن دور الصداقات
الشريرة في تشويه قدسية الزواج.


إنها ليست قصة فكاهية لكنها تعبر عما يفعله العالم
لتشويه دور الزوجة الحيّ والعملي.


خطة ثعلب للخلاص من نمرٍ

في حوار بين
الثعلب وزوجته
قالت الزوجة: “إنني أعجب كيف تنام مطمئنًا على نفسك وعليّ وعلى صغارنا،
وبجوارنا يقطن نمر مع زوجته وصغارهما؟ حتمًا حين يجوعوا سيفترسوننا!”

أجابها
الثعلب:

“لا
تخافي يا زوجتي العزيزة،



St-Takla.org Image:
Tiger.

صورة في موقع الأنبا تكلا:
نمر.

فإنني
صديق شخصي لهذا
النمر،

لكنني لا
أأتمنه قط،

إني أفكر
كيف أخلص منه ومن زوجته وصغاره قبل أن يفترسوننا!”

قالت الزوجة: “يبدو أنك لن تتحرك للعمل حتى تفقدني أو تفقد أحد صغارنا،
أو حتى تفقد حياتك نفسها”.

عندئذ قال
الثعلب: “أقوم الآن وأتمم خطتي”.

ترك
الثعلب جحره وانطلق إلى
النمر كعادته، وإذ حيّاه سأله أن يخرج معه
للنزهة. وقد دار بينهما الحديث التالي:


الثعلب:

“أراك
تعيش مع زوجتك وصغاركما في مكان قفر،

بينما
يوجد بجوارنا موضع مملوء بالزهور الجميلة والأعشاب،

يمكنكم أن
تستريحوا فيه،

تجد
بجواره
حيوانات كثيرة يمكنك أن تفترسها”.


النمر: “إنها فكرة صائبة…”


الثعلب: “هلم الآن احضر زوجتك وصغارك إلى الموضع الذي أريكم إيّاه”.


النمر: سأذهب وأستشير زوجتي، فإنها شريكة حياتي، وعروس صباي!


الثعلب (وقد بدأت عليه علامات الحزن):

“إني أعجب
أنك نمر عظيم ومهوب،

تخافك
أغلب
الوحوش وكل البشرية،

ومع هذا
تستشير أنثاك.

أنا أعلم
أن مشورة الزوجة دائمًا شريرة ومملوءة غباوة،

فإن قلب
المرأة كالرخام،

ناعم لكنه
لن يلين.

الزوجة
وباء يُخيم على البيت،

إن أردت
استشرها، واعمل بخلاف ما تقوله لك”.

عاد
النمر إلى زوجته، وإذ بدأ يحدثها عن ترك المكان
أدركت أن هذا القرار قد أخذه بناءً على مشورة
الثعلب الماكر فرفضت،
وقالت له: “حيوانان صغيران ينبغي أن تخشاهما لأنهما ماكران، هما الحيّة
والثعلب“.

دُهش
النمر
لقول زوجته، أما هي فأكملت حديثها قائلة: “ألم تسمع كيف قتل
الثعلب
أسدًا؟!”

ضحك
النمر وهو يقول: “أتمزحين؟!”

في جدية قالت الزوجة: “لا يا زوجي العزيز، أنت لا
تعرف مكر
الثعالب. إني أتكلم في جدية”.

سأل
النمر زوجته: “هل يجرؤ ثعلب أن يظهر أمام
أسد
حتى يقتله؟”

قالت الزوجة: “نعم، سأروي لك قصة
الثعلب الذي قتل
أسدًا“.


الثعلب الذي قتل
أسدًا

كان
لأسدٍ
صديق عزيز يحب مجالسته، وهو ثعلب ماكر.

في أحد الأيام جاء
الثعلب إلى
الأسد، وكان يئن
بمرارة، وكان بين الحين والآخر يمسك بقدميه الأماميتين رأسه وهو يصرخ:
“صداع شديد! من ينقذني من هذا الصداع؟”

سأله
الأسد: “ماذا أفعل لك لكي أخلصك من هذا
الصداع؟”

أجابه
الثعلب: “خذ هذا الحبل واربط أقدامي
الأربعة!”

سأله
الأسد: “هل هذا هو الدواء؟”

أجاب
الثعلب: “نعم، هذا دواء فريد”.

أمسك
الأسد بالحبل وربط
الثعلب، وفي الحال ابتسم
الثعلب وصاح: “لقد زال الصداع… أشكرك أيها
الأسد العزيز”.

هل تبحث عن  لا تخافوا ثقوا اني اشعر بكم

مرت الأيام وأصيب
الأسد بصداع، فذهب إلى صديقه
الحميم “الثعلب“، وطلب منه أن يربطه
بالحبال حتى يُشفي من الصداع.
وبالفعل ربطه وأوثقه تمامًا، ثم أمسك بحجرٍ ضخمٍ وضربه على رأسه فهشمه.

ختمت الزوجة حديثها: “لا تثق يا زوجي العزيز في
الثعلب، فإن قبلاته عداوة، وقلبه لن يحمل حبًا خالصًا”.

أنصت
النمر إلى حديث زوجته ولم يصدقها، لكن بين
الحين والآخر كانت قصة “الثعلب الذي قتل
أسدًا” تدوي في أعماقه.

التقى
النمر بصديقه
الثعلب كعادته، وفي شيء من السخرية قال
الثعلب
لصديقه: “حتمًا لقد سمعت لزوجتك! إنني أعرف مشورة النساء، خاصة
الزوجات، إنها غبية. إني أخشى أن يكون مصيرك كمصير “صائغي
الفضة“.

سأله
النمر: “ماذا تعني؟”

أجاب
الثعلب: “ألم تسمع عن “صائغ
الفضة الذي حطمته زوجته”.

قال
النمر: “لا”، عندئذ بدأ
الثعلب يروي له القصة.


صائغ
الفضة الذي حطمته زوجته

كان في بابل يوجد صائغ فضة
ماهر في عمل التماثيل، لكن الكثير من البابليين أحجموا عن شراء تماثيل
الفضة كأمر الملك.

في إحدى الليالي أشارت زوجة
صائغ
الفضة عليه أن يصنع تمثالًا جميلًا لابنة الملك الوحيدة، لكي ينال
مكافأة عظيمة.

أطاع الرجل زوجته، وصنع تمثالًا جميلًا للغاية،
فحملته الزوجة، وقدمته هدية للأميرة الوحيدة، ففرحت به جدًا، وقدمت لها
بعض الحُلي
الذهبية.

عادت الزوجة متهللة بالحُلي، أما الرجل فقال لها: “ما أعطته لكِ
الأميرة لا يساوي قيمة التمثال الذي صنعته لها!”

قالت له الزوجة: “لا تتسرع، فحتمًا ستنال مكافأة عظيمة من القصر، فالكل
يحب الأميرة”.

في الليل إذ عاد الملك إلى جناحه. جرت الأميرة الوحيدة إلى أبيها وقالت
له: “أبي، تعال وانظر!” تطلع الملك إلى التمثال وسأل في غضبٍ عمن صنعه،
وإذ عرف أمر بقطع يديّ الصائغ، لأنه عصى الأمر الملكي وصنع تمثالًا.

إذ قُطعت يداه كان يصرخ: “أيها الأزواج اسمعوا لي، لا تطيعوا نساءكم!
هذا هو جزاء من يسمع لهن!”

كان
النمر يتابع القصة وكان كل كيانه يهتز غضبًا على زوجته، بل وعلى كل
الزوجات. أما
الثعلب ففي هدوء قال للنمر: “يبدو أنك بلا خبرة حقيقية يا
أيها الزوج السعيد، فسأروي لك قصة حطّاب دمشق”.




ترجمة

القصة بالإنجليزية هنا في

موقع الأنبا تكلا هيمانوت
:

The Fox Marring the Image of Marriage
.


حطّاب دمشق وزوجته

كان لحطّاب زوجة تجلس دومًا
بجواره وهو يقطع الحطب. لاحظت أنه يمسك الفأس بيده اليمنى ليقطع الحطب.

أظهرت الزوجة شيئًا من التعجب وهي تقول لرجلها:

“إني أعجب أنك لست مثل
المرحوم والدي.

أنت تضرب الحطب بالفأس بيدك
اليمنى.

وإذ تتعب يدك لا تستخدم يدك
اليسرى.

المرحوم والدي كان يعمل
بيده اليمنى،

وإذ كان
يتعب يستخدم يده اليسرى.

كان ينتج ضعف ما تنتجه مع
أن صحته ليست كصحتك”.

علّق الزوج: “إني لأول مرة أسمع عن حطّاب يستخدم
يده اليسرى في قطع الحطب”.

قالت الزوجة:

“أنا
زوجتك التي تحبك،

اسمع
لمشورتي يا زوجي العزيز؛

ولتجرب
واعمل كما كان المرحوم والدي يعمل!”

أمسك الرجل بيده اليسرى الفأس وضرب بكل قوته فإذا
بالفأس ينزل على أخمص يده اليمنى فيقطعه. لم يتمالك الرجل نفسه فأمسك
الفأس وضرب رأس زوجته فقتلها. أُلقي القبض عليه وحُكم عليه بالرجم،
ومات الاثنان بسبب مشورة الزوجة.

هل تبحث عن  كلمات ترنيمة ستي يا عدرا نجينا، وعلى بر الأمان عدينا *

تأثر
النمر بالقصة جدًا، لكن
الثعلب عاد ليروي له
قصة أخرى.

سأروي لك قصة “الملك
والزوجة الأمينة”.


الملك والزوجة الأمينة

اجتمع ملك بمشيريه وإذ
كانوا يتحدثون في بعض شئون الدولة، ختم الملك حديثه بقوله: “إني لا أثق
في أية زوجة في العالم”. دُهش المشيرون وقالوا له: “كيف تقول هذا يا
جلالة الملك، فإنه حتمًا توجد زوجات طاهرات عفيفات حكيمات وأمينات
لأزواجهن”.

قال الملك: “هوذا كل المملكة أمامكم، ابحثوا فيها إن كنتم تجدون زوجة
صاحبة مشورة صادقة”.

انطلق المشيرون يبحثون عن هذه الزوجة، وأخيرًا وجدوا تاجرًا يحب زوجته
جدًا، وهي تحبه للغاية. جميلة كالقمر، مشرقة
كالشمس، طاهرة، وحكيمة”.

التقى المشيرون بالملك وأخبروه عن الزوجة ورجلها، فاستدعى الملك رجلها
سرًا، وقال له:

“لقد سمعت عن أمانتك،

وعرفت أنك رجل طاهر اليدين
وعفيف.

وأنك حكيم.

لم أجد مثلك في كل المملكة.

وأنا لديّ ابنة وحيدة، أود
أن أعطيها لك زوجة فترث مملكتي”.

قال الرجل: “إني متزوج، وأنا أحب زوجتي”.

في غضب شديد قال الملك: “اقتلها، فستصير ملكًا!”

قال الرجل:

“كيف أقتل
إنسانُا لم يُسيء إليّ؟

لقد عشنا
معًا خمسة عشر عامًا نأكل في طبق واحدٍ،

ونشرب من
كأسٍ واحدة.

لقد ملأت
قلبي وبيتي بالفرح،

حبي لها
يتزايد يومًا فيومُا”.

قال الملك: “اقتلها، وكن ملكًا!”

خرج الرجل حزينًا للغاية، وإذ رأى زوجته وطفليه قال في نفسه: “زوجتي
أفضل من كل المملكة. ليُلعن كل ملك يحرض إنسانُا على قتل زوجته، فيدخل
به إلى الحزن والغم، حاسبًا ذلك فرحًا!”

مرت الأيام ولم يحضر الرجل إلى الملك، فاستدعاه، وإذ رأى إصراره على
حبه لزوجته قال: “كنت أظن أنك رجل، لكن وجدت فيك قلب امرأة!”

أرسل الملك إلى الزوجة يستدعيها سرًا، وإذ التقى بها وقال لها:

“لقد سمعت عن حكمتكِ
وقدرتكِ،

وعلمت أنه لا توجد امرأة في
العالم مثلكِ.

إني أود أن تكوني زوجتي
الملكة.

اقتلي زوجك وتعالي، فأقيمكِ
ملكة!”

إذ سمعت الزوجة ذلك تهللت جدًا، وقالت للملك: “إني لا أعرف كيف أقتله”.

قدم لها الملك سيفًا، وقال لها: “أخفيه. وفي المساء قدمي له
خمرًا حتى
يسكر وينام ثم اضربي عنقه”.

حملت الزوجة السيف وانطلقت إلى بيتها، وأعدت وليمة عظيمة لرجلها، وقدمت
له
خمرًا حتى سكر ونام، فأمسكت بالسيف، وضربت به رقبته، لكن السيف لم
يكن من المعدن بل كان لعبة مخادعة، انثنى في يدها.

استيقظ الرجل من نومه وسألها: “ماذا تفعلين؟”

قالت: “لقد أحضرت هذه اللعبة، وإذ وجدتك نائمًا أردت أن أوقظك من النوم
لتتحدث معي، لماذا تتركني وحدي وأنا أهتم بك وقضيت اليوم كله لأعد لك
هذه الوليمة؟”

اعتذر الرجل لزوجته عن نومه، وقام يتحدث معها، وكانت تلاطفه.

ظنت أن الملك أخطأ في تقديم سيفٍ حقيقي. ففي الصباح انطلقت إلى القصر
تروي للملك أن السيف الذي أعطاه لها ليس إلا لعبة أطفال، وطلبت منه أن
يهبها سيفًا حقيقيًا.

استدعى الملك رجلها وكل مشيريه، وطلب من الرجل وزوجته أن يرويا ما حدث،
وعلق الملك على حديثهما قائلًا: “ألم أقل لكم ألا تأتمنوا زوجة قط؟!”

هل تبحث عن  الحال مع شاول

قال
الثعلب للنمر: “احذر من زوجتك، فإنها بمشورتها الغبية تضرك أنت
وصغارك”.

بدأت الفكرة تثبت في ذهن
النمر، لكنه سأل
الثعلب: “أي ضرر يلحق بي من
زوجتي؟”

أجاب
الثعلب بتهكم: ألم تسمع عن قصة “الزوجة الرومانية التي أهانت
جثمان رجلها”؟

بدأ
الثعلب يروي له أيضًا هذه القصة.


الزوجة الرومانية التي أهانت جثمان
رجلها

في ثورة عارمة أمر ملك روما
بإعدام رجلٍ خائنٍ شنقًا، وتركْ جثمانه بلا دفن، بل يبقى معلقًا على
شجرة. ولئلا يسرق أحد أقربائه أو أصدقائه الجثمان أصدر أمره لأحد
القادة العسكريين أن يبقى حارسًا ليلًا ونهارًا للجثمان.

سمع القائد صوت ضجيج في منتصف الليل على مسافة ليست
ببعيدة، وبسبب حب الاستطلاع وتيقنه أنه لا يأتي أحد إلى الموقع ذهب
ليرى ما حدث، فوجد سيدة تقف أمام قبر مفتوح، وكثير من أقربائها
وجيرانها وأصدقائها يلتفون حولها ليُعزونها في رجلها الذي مات ودفن منذ
ساعات. تحدث أيضًا القائد معها ببعض كلمات التعزية.

تكرر الأمر في الليلة التالية، وتحدث معها القائد
وعاد إلى موقعه. وللمرة الثالثة تكرر الأمر…

بعد أيام تعلق قلب الأرملة بالقائد فعادت معه في منتصف الليل لتسمع
كلماته أثناء حراسته للجثمان، لكنهما فوجئا بأن الجثمان قد سُرق.

اضطرب القائد جدًا ولم يدرِ ماذا يفعل. أما هي ففي
هدوء شديد قالت له: “لا تضطرب، فإننا نحضر جثمان زوجي ونعلقه على
الشجرة“.

قال لها القائد: “كيف أسرق جثمان ميتٍ؟ إني أخاف من ملاك الموت”.

أجابته الأرملة:

“لا تخف،
أنا أسحب الجثمان،

فإن اعترض
ملاك الموت أقول له إنه زوجي،

ومن حقي
أن أفعل به ما أشاء”.

أحضرت الجثمان، لكنه لاحظ أن الجثمان المعلق كان
لرجل أصلع بينما جثمان الزوج لرجل ليس بأصلعٍ، فلم يعرف ماذا يفعل، فإن
الأمر سينكشف وسيأمر الملك بقتله. أما الأرملة فبكل قوة صارت تنحل شعر
رأس رجلها حتى صارت الرأس بلا شعر…

وبعد أيام تزوج الاثنان.



نجاح خطة
الثعلب

انفعل
النمر جدًا وثبتت الفكرة لديه، وانطلق في رجولة إلى زوجته يقول لها:
“قومي الآن أنتِ وصغاركِ وتعالي معي إلى الوادي الذي أخبرنا به
الثعلب
لنعيش في حياة رغيدة، وإلا قتلتك”.

اضطرت الزوجة أن تسير مع
صغارها خلف
النمر رجلها، وذهب الكل في الوادي المملوء زهورًا، وكان
النمر يمدح
الثعلب كثيرًا أمام زوجته، لأنه جاء به إلى هذا الوادي
المريح.

بعد سبعة أيام، في منتصف الليل هطلت أمطار غزيرة
للغاية، ونزلت السيول من
الجبال وتحول الوادي إلى بركة عميقة، وحاول
النمر وزوجته وصغاره أن يصعدوا فلم يستطيعوا.

صار
النمر يصرخ وهو يرى أنه قد صار مع زوجته على
حافة الموت: “الويل لي… إني لم أسمع لصوت زوجتي!”


إذ تحل يا إلهي في الأسرة،


يراك كل واحدٍ في الآخرين،


وتتحول الأسرة إلى سماء،


وبالحب يصغي الكل للغير بلا عجرفة.

حوّل بيوتنا إلى كنائس مقدسة،


وحوّل قلوبنا إلى ينابيع حب صادقة.


ولتتجلى أنت في كل أسرة.



مشاركة عبر التواصل الاجتماعي