مكتبة الكتب المسيحية |
كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية



كتاب تأملات في سفر نشيد الأنشاد – الأنبا يوأنس


7- لرائحة
أدهانك الطيبة



St-Takla.org Image:
Censer and incense, from the Coptic Orthodox Church, Parkview, Johannesburg,
South Africa – Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, 2007.

صورة في موقع الأنبا تكلا:
المجمرة، المبخرة، الشورية والبخور، الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، باركفيو،
جوهانسبرج، جنوب أفريقيا – تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 2007 م.


لرائحة أدهانك
الطيبة
،
اسمك دهن مهراق. لذلك أحبتك العذارى” (1: 3).


يا لها من حقائق
سامية وثمينة قد اكتشفتها العروس.. لم تدرك فقط أن محبة عريسها أطيب من
الخمر،
بل أدركت أيضًا بأن كل صفة من صفاته هي كالدهن الطيب “كل ثيابك مرّ وعود وسليخة” (مز 45: 8).. لكن متى أدركت ذلك؟! لقد أدركته من خلال هذه
الخمر
الجديدة، وخلال حب عريسها الذي هو أطيب من
الخمر!! إذن من خلال الحب تشتم النفس
المؤمنة رائحة أدهان

المسيح
الطيبة، وترى اسمه دهنًا مهراق..


على

الصليب
سكب

المسيح
للموت نفسه (إش 53: 12).. إن هذا يذكرنا بالمرأة في بيت
سمعان الأبرص
التي كسرت قارورة الطيب وسكبته على رأسه (مر 14: 3)، فامتلأ البيت من رائحة
الطيب (يو 12: 3).. على

الصليب
سكب الرب كمال حبه، فملأ المسكونة كلها
برائحته..


فاحت رائحة طيب العريس فأدركت العروس –الكنيسة– أنه هو عينه

المسيح
الممسوح من الله من أجل خلاصنا.. هكذا شهد
النبي في
المزمور ” أحببت الحق وأبغضت الإثم. من أجل ذلك مسحك
الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك” (مز 45: 7، عب 1: 9).. وأكد الرب أن
هذه النبوة قيلت عنه، وذلك حينما
قرأ سفر
إشعياء
في المجمع اليهودي بالناصرة ”
روح الرب علىّ، لأنه مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأشفي المنكسري القلوب،
لأنادي المأسورين بالإطلاق والعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية، وأكرز
بسنة الرب المقبولة”، عندئذ قال لهم “إنه اليوم قد تم هذا المكتوب في
مسامعكم” (لو 4: 16 – 21، إش 61: 1، 2).

هل تبحث عن  مجيء المسيح الثاني


وبعد معجزة شفاء
الأعرج من بطن أمه رفعت كنيسة الرسل صلاة إلى الله قائلة ” لأنه بالحقيقة اجتمع
على
فتاك القدوس يسوع الذي مسحته
هيرودس
وبيلاطس البنطي مع أمم وشعوب
إسرائيل
(أع 4: 27). في

العهد القديم
كان بحسب الشريعة يمسح الكهنة والملوك والهيكل وكل
ما بداخله وأواني الخدمة، كانت جميعها تمسح بمسحة مقدسة.. هذه المسحة للأشخاص
يعني تكريسها وتخصيصها للرب (خر 40: 15، 1صم 10: 1)، فلا يمارس الأشخاص أعمالًا
دنيوية، ولا تستخدم الأواني في غير الأغراض المقدسة التي كُرست لأجلها في خدمة
الرب.. والمسيح يقول ” من أجلهم أقدس أنا ذاتي لكي يكونوا هم أيضًا مقدسين في
الحق” (يو 17: 19).


هذه المسحة التي
مسح بها الله الآب ابنه الوحيد الجنس فاحت رائحتها في السماء فاشتمها الآب
رائحة رضا، إذ حملت رائحة طاعة الابن الحبيب الذي أطاع حتى الموت موت

الصليب
،
وهي التي حولت
رائحة الخطية النتنة التي عاش فيها البشر إلى رائحة

المسيح

الذكية (2 كو 2: 15).



مشاركة عبر التواصل الاجتماعي