admin
نشر منذ سنتين
10
ما هي الاتهامات الكاذبة التي جعلت جواري سارة يُعَيِّرونها؟

وفي ذلك اليَومِ سارةَ بنت رَعوئيلَ Raguel السَّاكِنِ في مَدينةِ أَحْمَتا Ecbatana، بميديا، سَمِعَت هي أَيضًا تعييرات مِن جَواري أَبيها [7]، لأِنَّه كانَ قد عُقِدَ لَها على سَبعَةِ رِجال، وكان أَسموديوس Asmodeus، الشَّيطانُ الخَبيث، يَقتُلُهم قَبلَ أَن يَدخُلوا علَيها. فقلن لَها:
“أما تعلمين أنكِ خنقتِ رجالك؟ والآن تزوجتِ سَبْعَةِ، ولم تنتفعي بأَحَدِهم! [8] لماذا تُعَذِّبينَنا؟ ماداموا قد ماتوا، الحقي بِهم! فإننا لم نرَ لَكِ ابْنًا ولا ابنة!” [9]
إذ سمعت ذلك اغتمت نَفْسُها جدًا وأَرادَت أَن تَشنُقَ نَفْسَها. إلا أنها قالت: “أنا ابنة وحيدة أبي، إن فعلت هذا أجلب عليه عارًا، وأُنزِلَ شَيخوخَةَ أَبي بحزنٍ إِلى مَثْوى الأَمْوات [10].
حينَئِذٍ بلغت نَحوَ النَّافِذَة وصَلَّت، فقالَت:
“مُبارَكٌ أَنتَ يا رب، يا إلهي، ومُبارَكٌ هو اسمك القدوس المُمَجَّد في كل الدهور، ولتسبحكَ كل أَعْمالُكَ إلى الأَبَد. [11]
الآنَ يا رب أَرفَعُ إِلَيكَ عينيّ ووجهي [12]. مُرْ أن أَتحرَّر مِنَ الأَرض ولا أَسْمَعَ تعييرات بَعدَ [13].
إِنَّكَ، يا رَبُّ، عالِمٌ بِأَنِّي ما زِلْتُ بريئة من كُلِّ دَنَسٍ مع رَجُل. [14] ولم أُدَنِّسِ اسمي ولا اسْمَ أَبي في أَرضِ سبيي.
إِنِّي وَحيدة أبي، ولم يُرزَقْ طفلاً آخَرَ يَرِثُه، ولَيسَ لَه أَي قَريبٌ، ولا تبنَّى ابنًا أحفَظُ نَفْسي لأِكونَ زَوجةً له.
ها إِنِّي فَقَدتُ سَبعَةَ أَزْواج، فلِماذا أَحْيا بَعدَ؟ وإِن لم تَشأْ أَن تَقتُلَني، فمُرّ بالعناية بأبي، وارحمني فلا أسمع تعييرًا.” [15]

ما هي الاتهامات الكاذبة التي جعلت جواري سارة يُعَيِّرونها؟
أولاً:إلقاء اللوم على سارة فيما حدث مع أزواجها السبعة، عوض اتهامهن لأنفسهن بجهلهن ما حدث مع أزواجها، إذ قام أحد الشياطين بقتلهم.
ثانيًا: في جسارة وهن جواري يسألونها أن تنتحر، قائلات: “الحقي برجالك السبعة الذين قمتي بقتلهم” (راجع طو 3: 9).
ثالثًا: اتهمن سارة ظلمًا أنها عاقر، ليس لها ابن أو ابنة [9].
رابعًا: كان يليق بهن أن يسألن سارة، ويطلبن منها أن تفسر لهن علة موت هؤلاء الأزواج قبل أن يحكمن عليها.
خامسًا: دفعن سارة الابنة الوحيدة لوالديها إلى الغم الشديد، حتى أرادت أن تنتحر. وإن كانت لم تستجب لهذه المشاعر، بل انطلقت إلى النافذة المُطِلَّة نحو أورشليم لتصلِّي، وهي في هذا تشبَّهت بدانيال النبي الذي قيل عنه: “فلما علم دانيال بإمضاء الكتابة (أن من يطلب من إله أو إنسان غير ملك بابل يُطرَح في جب الأسود)، ذهب إلى بيته وكواه مفتوحة في عليته نحو أورشليم، فجثا على ركبتيه ثلاث مرات في اليوم وصلَّى وحمد قدام إلهه كما كان يفعل قبل ذلك” (دا 6: 10). وذلك حسب وصية الله وحسب قول سليمان الذي حثّ الشعب أن يُصَلُّوا متجهين نحو الهيكل .
في صلاة تدشين الهيكل طلب سليمان من أجل الذي يبسط يديه في وسط الضيق نحو الهيكل أيقونة السماء، يقول: “فاسمع أنت من السماء سكناك، واغفر واعطِ كل إنسانٍ حسب طرقه، كما تعرف قلبه” (1 مل 8: 38-39).
حسن لنا في وقت ضيقنا أن نتَّجِه ببصرنا الداخلي نحو مدينة أورشليم العليا، فتنطلق قلوبنا نحو السماء، ويتحوَّل الضيق من ضيق القلب والمرارة إلى اتساعه وتذوُّق عذوبة الأبدية.

هل تبحث عن  إرسال الرب يونان إلى نينوى

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي