عَزْرَا هَذَا صَعِدَ مِنْ بَابِل،َ
وَهُوَ كَاتِبٌ مَاهِرٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى الَّتِي أَعْطَاهَا الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.
وَأَعْطَاهُ الْمَلِكُ حَسَبَ يَدِ الرَّبِّ إِلَهِهِ عَلَيْهِ كُلَّ سُؤْلِهِ [6].
“كل سؤله“: أي أن يتعين ويتفوض كما هو مرسوم بالتفصيل في مكتوب الملك.
اقتدى عزرا الكاتب بداود النبي والملك والمرتل هذا الذي كان له شهرته، وله إمكانياته وخبراته، ومع هذا حسب نفسه غريبًا، محتاجًا إلى وصايا الله لتكون له قائدًا ومرشدًا ورفيقًا ومعزيًا له في غربته. إنه يصرخ قائلًا: “غريب أنا على الأرض، فلا تخفِ عني وصاياك” (مز 119: 19). شعوره بالغربة يدفعه إلى الالتصاق بالوصية كي تسنده كل زمان غربته، وتهبه نجاحًا في الرب، كما ترفعه إلى الحياة السماوية.
* يحتاج الغرباء على الأرض إلى وصايا الله لكي تحميهم من أعمال الجسد ومحبة العالم.
من يتبع هذه الوصايا تعتاد نفسه عليها، ولا يقدر العالم أن يغلبه.
لكن توجد وصايا كثيرة مكتوبة برموز مثل: “والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من أمتعته شيئًا” (مت 17:24؛ مر15:13؛ لو31:17)؛ “دع الموتى يدفنون موتاهم” (مت 22:8)… كل هذه ليست واضحة في المعنى، كذلك الوصايا الخاصة بالذبائح والأعياد والحيوانات الطاهرة والنجسة… لهذا يليق بالغريب على الأرض أن يطلب من الله أن يضيء له وصاياه ولا يخفيها عنه، لكي يتممها ويحبها ويصير بلا لوم.
يوسابيوس القيصري
* بكونه غريبًا على الأرض صلى ألا تُخفي عنه وصايا الله، حيث يتمتع بالحب كأمرٍ فريدٍ أو رئيسيٍ، الآن يُعلن أنه يشتهي أن يكون له الحب من أجل أحكامه. هذه الشهوة تستحق المديح لا الدينونة…
القديس أغسطينوس