كَيْفَ تَجَاوَزَ صَمُوئِيلُ خَيْبَتَهُ ٱلنَّاجِمَةَ عَنْ سُلُوكِ ٱبْنَيْهِ ٱلرَّدِيءِ؟
١٦ أَيَّةُ مَشَاعِرَ تُسَاوِرُ ٱلْوَالِدِينَ حِينَ يَتَمَرَّدُ أَوْلَادُهُمْ عَلَيْهِمْ، وَكَيْفَ لَهُمْ أَنْ يَسْتَمِدُّوا ٱلتَّعْزِيَةَ وَٱلْإِرْشَادَ مِنْ مِثَالِ صَمُوئِيلَ؟
١٦ لَا تَكْشِفُ ٱلرِّوَايَةُ عَنْ مَشَاعِرِ ٱلْخَيْبَةِ وَٱلْقَلَقِ وَٱلْخِزْيِ ٱلَّتِي طَعَنَتْ قَلْبَ صَمُوئِيلَ حِينَ عَلِمَ بِمَسْلَكِ ٱبْنَيْهِ ٱلشِّرِّيرِ. لٰكِنَّ مَشَاعِرَ كَهٰذِهِ تَتَمَلَّكُ آبَاءً وَأُمَّهَاتٍ كَثِيرِينَ ٱلْيَوْمَ. فَفِي أَزْمِنَتِنَا ٱلْعَصِيبَةِ هٰذِهِ، بَاتَ ٱلتَّمَرُّدُ عَلَى سُلْطَةِ ٱلْوَالِدِينَ وَعِصْيَانُ تَأْدِيبِهِمْ آفَةً مُتَفَشِّيَةً. (اقرأ ٢ تيموثاوس ٣:١-٥.) وَٱلْوَالِدُونَ ٱلَّذِينَ يُقَاسُونَ أَلَمًا كَهٰذَا قَدْ يَسْتَمِدُّونَ ٱلتَّعْزِيَةَ وَٱلْإِرْشَادَ مِنْ مِثَالِ صَمُوئِيلَ. فَهُوَ لَمْ يَدَعْ طُرُقَ ٱبْنَيْهِ ٱلْمُلْتَوِيَةَ تَثْنِيهِ وَلَوْ لَحْظَةً عَنْ مَسْلَكِهِ ٱلْأَمِينِ. وَجَدِيرٌ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلْمِثَالَ ٱلْأَبَوِيَّ يَبْقَى لَهُ ٱلدَّوْرُ ٱلْأَكْبَرُ فِي ٱلْوُصُولِ إِلَى قُلُوبِ ٱلْأَوْلَادِ ٱلَّتِي لَمْ يُؤَثِّرْ فِيهَا لَا ٱلْكَلَامُ وَلَا ٱلتَّأْدِيبُ. وَبِرَسْمِ ٱلْمِثَالِ ٱلْجَيِّدِ، يُفَرِّحُ ٱلْوَالِدُونَ قَلْبَ يَهْوَهَ ٱللهِ وَيَكُونُونَ مَفْخَرَةً فِي عَيْنَيْهِ، تَمَامًا مِثْلَ صَمُوئِيلَ.