admin
نشر منذ سنتين
4
تأمل في القديس يوسف مثال الاعتناء الابوي



* شهر آذار مخصص للصلاة أكراماً للقديس يوسف
( باقة أزهار لمار يوسف البار ) اليوم ٢٥
( تأمل في القديس يوسف مثال الاعتناء الابوي )
إذن في تهذيب يوسف ليسوع صفة خاصة تسترعي انتباه ، فإنه كان تهذيباً دينياً تدعمه سلطة أبوية وطاعة بنوية لا مثيل لهما، وبذلك أضحى هذا القديس العظيم نموذجاً كاملاً للآباء وللمعلمين الموكول اليهم تهذيب الشبيبة المسيحية . لقد عرف يوسف ثمن الوديعة التي استودعه الله اياها فسهر على حراستها اثناء الليل واطراف النهار وهمه الوحيد حفظ يسوع وانقاذه من الأخطار التي كانت تتهدده . هرب به الى مصر لينجيه من سيف هيرودس .ولم يرد العودة الى اليهودية ليقيه شر هيرودس الثاني .ذهب به الى الجليل وهناك لم يغفل عنه إلاٌ مرة واحدة وذلك بسماح الهي ليظهر امام الملأ عنايته وحنوه الشديدان . لمناسبة عيد الفصح صعد يوسف و مريم كعادتهما الى اورشليم ومعهما يسوع و كان له حينئذ 12 سنة من العمر .فلما تمت الايام بقي الصبي يسوع في اورشليم وهما لا يعلمان .فظنا انهما فقداه في الطريق .ومن يمكنه ان يتصور الم يوسف او يعبر حزن مريم ! فبأي قلق و بأي دموع حارة كانا يطلبانه عند الاقارب والمعارف !و إذ لم يجداه رجعا الى اورشليم وفتشا عليه في كل مكان ، فبعد ان تجرعا الامرين مدة 3 أيام ،وما كان اقساها ،وجداه في الهيكل بين العلماء .وهناك حدث ولاحرج عن فرحهما بلقاء أعز الابناء وأشرفهم بعد فراق دام 3 أيام كانت 3 أجيال على قلبيهما .اما يوسف فلشدة فرحه وايضا لعمق تواضعه لم يرد ان يعاتب يسوع فترك امه المجيدة تخاطبه قائلة : ياأبني لمَ صنعت بنا هكذا ها ان اباك وانا كنا نطلبك معذبين ! فقال لهما لماذا تطلباني ألم تعلما انه ينبغي لي ان اكون فيما هو لأبي .انه جواب الهي كشف للمرة الاولى القناع عن آلوهية المسيح وأزاح الستار عن السر المخفي عن العالم وهو ان هذا الصبي الذي تدعوه مريم نفسها ابن يوسف ليس له أب على الارض بل هو أبن الأب الازلي .بعد ذلك نزل يسوع معهما واتى الناصرة وكان خاضعا لهما .فأين هم آباء العائلات الذين يسهرون على اولادهم كالقديس يوسف فيبعدون بفطنتهم كل الاخطار التي من شأنها ان تفسد ايمان اولادهم و ادابهم كم من والدين يغفلون عن فلذات اكبادهم ، فتذهب فريسة الامثال الردية و المشورات الفاسدة و العشرة الذميمة . من هم الاهل الذين إقتداءً بمار يوسف يسألون عن اولادهم عند غيابهم وياليتهم على مثال يسوع يكونون اثناء غيابهم في بيت الله ليسمعوا كلامه ، لكن غيابهم غالبا هو للاستسلام الى اميالهم المنحرفة و انغماسهم في حمأة الرذيلة . ياللاسف ! يهتم الاهل غاية الاهتمام بصحة اولادهم الجسدية اما انفسهم ونقاوتهم ، أما آدابهم وفضائلهم ،اما خلاصهم الابدي فلا يبالون بها ولا يحسبون لها حسابا ، ياللاغفال الذميم الذي يسبب يوميا هلاك شبان كثيرين . ان ذهاب يوسف و مريم بيسوع الى الهيكل هو ايضا مثال ودرس في غاية الاهمية لرؤساء العائلات الذين ،لسوء الحظ ، يضحون حجرة عثرة لاولادهم في تتميم واجباتهم الدينية او يقاومون دعوة الله اياهم .لم يفارق يسوع مربيه إلاٌ ليهتم بمٌا هو لابيه السماوي لذلك فيوسف لم يفتح فاه لعلمه بان سلطته هي خاضعة لسلطة الله لذلك قد اعطى يسوع الحرية التي يرغب فيها فكان يصغي الى قوله صامتاً.على هذا المثال لما يلتزم الولد ان يلبٌي طاعة الله في امر من الامور ،وما على الوالدين إلاٌ ان يذعنوا لئلا يغصبوا حقوق الخالق على الخليقة ويهضموا ما للسيد المسيح ولكنيسته من الحقوق الواجبة على البشر بصيرورتهم اولادهما بالعماذ والتزامهم بالطاعة لله اكثر مما لسواه ! فمن يقصي من عائلته الفروض الدينية يقاوم الله و يصبح عدو نفسه و عدو اولاده فيضحيهم على مذبح الاهواء البشرية .ويعٌدَ لنفسه عذاباً أليماً .فيا مار يوسف يا اسعد الاباء واحنهم ،هلم الى مساعدة اباء العائلات واسعفهم في حاجاتهم وكن لهم عوناً في انجاز وظيفتهم .استمد لهم الانوار وارشدهم في تربية اولادهما وتهذيبهم حسب شرائع الله وكنيسته لان فيها اساس التهذيب الصالح ونجاح العائلات وخلاصهم في الدنيا والآخرة .
…………… خبر …………….
ان القديس يوسف يستجيب دوما صلاة العائلة في شأن حفظ اولادها وهاك ماأقرت به احدى العائلات عندما انخرط ابنها في سلك الجندية للدفاع عن وطنه سنة 1870 .قالت ما نقله :انه بشفاعة مار يوسف قد تحول حزننا العظيم الى فرح لايوصف .فهذا شفيع العائلات القدير الذي وضعنا فيه كل ثقتنا اعاد الى احضاننا ولدنا الحبيب فقد قبلناه كمن قام من القبر لاعتقادنا بأنه قُتل في احدى المعارك الدموية .وقد عاد الينا سالما بعد احتماله عذابات قاسية .وروى لنا بانه قد نجا من الاعداء باعجوبة فمن يصف فرحنا بعد ان بكيناه مدة 15 يوما. فليكن مباركا مار يوسف على هذه النعمة وان لساننا لقاصر على اسداء الشكر والحمد له لذلك اتخذناه شفيعا دائما لعائلتنا نندبه بثقة عظيمة في جميع شدائدنا وحاجاتنا .
……….. إكرام ………..
صلي لاذاعة اسم القديس يوسف بين جميع العائلات لتقبل اكرامه ومحبته .
…………. صلاة ………..
ايها القديس يوسف العظيم انك قد بذلت مهجتك في خدمة يسوع وسرت به في طريق وصايا الله وحفظ الناموس بالتمام وبذلك اضحيت احسن مثال لرؤساء العائلات ،فمن علو عرشك السني استمد للوالدين نعمة الايمان الحار والحياة المسيحية الحقيقية حتى اقتداءً بك يسيروا سيرة مسيحية ويعلموا اولادهم السير في طريق الصلاح وخوف الله فينالوا بذلك جميعا السعادة التي لاجلها خلقوا ويتمتعوا معك بنعيم الملكوت الى ابد الآبدين آمين .

هل تبحث عن  الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الاولى ( 3 : 5 - 14 ) يوم الاثنين

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي