أيوب جالسًا على الرماد


أيوب جالسًا على الرماد – بعد أن خسر كل شيء – يحكّ بشقفةٍ جسمه المُبتلى بالقروح؟ هل كان ممكنًا أن ينتصر الشيطان، ويزهو سعيدًا بانتصاره؟ كلا على الإطلاق، فكان لا بد أن يتدخل الرب ليُغَيِّر المشهد تمامًا، من البؤس والشقاء إلي السعادة والهناء، كان لا بد أن يُحَوِّل المرارة لترنيمات، ويُبَدِّل الحزن لرقص وأفراح.
ما أعجب ربنا المعبود! فإنه مطلق السلطان، وشديد القوة، وكان يراقب جميع الأحداث، سعيدًا فخورًا بأيوب الذي برهن على الملا أنه يتقي الله ويحبه لذاته، لا لأجل خيراته وعطاياه، ثم في التوقيت المناسب، بعد أن أخد الضيق والألم مجراهما، وبعد أن أخرج الشيطان كل ما في جعبته؛ تدخل الرب في المشهد ليعلن أنه بحق يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر (أي42: 2).
من سوي إله التعويضات المجيد يستطيع أن يُعَوِِّض هكذا، على مستوى الأشياء والأشخاص، تعويضًا ماديًا، وتعويضًا نفسيًا معنويًا:
«وَبَارَكَ الرَّبُّ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولاَهُ. وَكَانَ لَهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفًا مِنَ الْغَنَمِ، وَسِتَّةُ آلاَفٍ مِنَ الإِبِلِ، وَأَلْفُ فَدَّانٍ مِنَ الْبَقَرِ، وَأَلْفُ أَتَانٍ. وَكَانَ لَهُ سَبْعَةُ بَنِينَ وَثَلاَثُ بَنَاتٍ. وَسَمَّى اسْمَ الأُولَى يَمِيمَةَ، وَاسْمَ الثَّانِيَةِ قَصِيعَةَ، وَاسْمَ الثَّالِثَةِ قَرْنَ هَفُّوكَ. وَلَمْ تُوجَدْ نِسَاءٌ جَمِيلاَتٌ كَبَنَاتِ أَيُّوبَ فِي كُلِّ الأَرْضِ … وَعَاشَ أَيُّوبُ بَعْدَ هذَا مِئَةً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَرَأَى بَنِيهِ وَبَنِي بَنِيهِ إِلَى أَرْبَعَةِ أَجْيَال. ثُمَّ مَاتَ أَيُّوبُ شَيْخًا وَشَبْعَانَ الأَيَّامِ» (أي42: 12-17).
هل تبحث عن  قيل إنه عندما كانت تنتهى الخدمة فى الكنيسة إعتاد أبا مكاريوس أن يهرب إلى قلايته

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي