وَيُونَاثَان هُوَ ٱلِٱبْنُ ٱلْأَكْبَرُ لِلْمَلِكِ شَاوُل. لِذٰلِكَ، كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَصِيرَ هُوَ ٱلْمَلِكَ بَعْدَ أَبِيهِ. لٰكِنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه ٱخْتَارَ دَاوُد. وَمَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يَكُنْ يَغَارُ مِنْ دَاوُد. حَتَّى إِنَّهُمَا صَارَا أَعَزَّ صَدِيقَيْنِ. وَوَعَدَ يُونَاثَان دَاوُد أَنْ يَحْمِيَهُ وَيُدَافِعَ عَنْهُ. وَدَاوُد أَيْضًا وَعَدَهُ بِذٰلِكَ. وَأَعْطَى يُونَاثَان لِدَاوُد ثَوْبَهُ، وَسَيْفَهُ، وَقَوْسَهُ، وَحِزَامَهُ كَيْ يُؤَكِّدَ لَهُ أَنَّهُمَا صَدِيقَانِ.
وَلَمَّا كَانَ دَاوُد هَارِبًا مِنْ شَاوُل، ذَهَبَ يُونَاثَان إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: ‹لَا تَخَفْ. كُنْ قَوِيًّا وَشُجَاعًا. يَهْوَه ٱخْتَارَكَ أَنْتَ لِتَكُونَ ٱلْمَلِكَ. حَتَّى أَبِي يَعْرِفُ ذٰلِكَ›. أَلَا تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ صَدِيقٌ مِثْلُ يُونَاثَان؟
وَأَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ، كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَمُوتَ يُونَاثَان وَهُوَ يُدَافِعُ عَنْ دَاوُد. فَلَمَّا عَرَفَ أَنَّ شَاوُل يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ دَاوُد، قَالَ لَهُ: ‹لَا تَقْتُلْ دَاوُد. هٰذِهِ خَطِيَّةٌ. وَهُوَ لَمْ يَفْعَلْ لَكَ شَيْئًا›. فَغَضِبَ شَاوُل مِنْ يُونَاثَان كَثِيرًا. وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ، مَاتَ شَاوُل وَيُونَاثَان فِي نَفْسِ ٱلْحَرْبِ.
وَهَلْ نَسِيَ دَاوُد صَدِيقَهُ ٱلْوَلِيَّ يُونَاثَان بَعْدَمَا مَاتَ؟ لَا، فَهُوَ فَتَّشَ عَنِ ٱبْنِهِ مَفِيبُوشَث. وَلَمَّا وَجَدَهُ، قَالَ لَهُ: ‹أَبُوكَ كَانَ صَدِيقًا وَلِيًّا لِي. لِذٰلِكَ سَأَهْتَمُّ بِكَ كُلَّ حَيَاتِكَ. سَتَعِيشُ مَعِي فِي قَصْرِي، وَتَأْكُلُ عَلَى طَاوِلَتِي›.