يوشيا مُتنكرًا!


يوشيا مُتنكرًا




«يُوشِيَّا … تَنَكَّرَ لِمُقَاتَلَتِهِ،
وَلَمْ يَسْمَعْ لِكَلاَمِ نَخُو مِنْ فَمِ اللَّهِ»
( 2أخبار 35: 22 )




يا لها من نهاية مُحزنة! طالما كان “يُوشِيَّا” يسير في نور الوحي الإلهي كان طريقه ساطعًا بأشعة الحضرة الإلهية اللامعة، ولكن في اللحظة التي حاول فيها أن يعمل لأجل نفسه، أن يسير بنور عينيه، أن يبتعد عن الطريق الضيق والمستقيم؛ طريق الطاعة المجرَّدة، في تلك اللحظة تجمعت حوله السُحب المظلمة الكثيفة، والطريق التي افتُتحت في ضوء الشمس اختُتمت في الظلماء. لقد ذهب لمحاربة “نَخُو مَلِكُ مِصْرَ”، بدون أي أمر من الله، بل ذهب في مقاومة مباشرة للكلمات الصادرة «مِنْ فَمِ اللَّهِ». تداخل في حرب لا تعنيه وحصد النتائج.

«تَنَكَّرَ لِمُقَاتَلَتِهِ»! ولماذا يتنكر إذا كان واثقًا أنه يعمل لأجل الرب؟ لماذا يلبس ثوب التنكر إذا كان يطأ الطريق المعيَّن له من الله؟ أسفاه! أسفاه! فشل يُوشِيَّا في هذا، وفشله يُعلّمنا درسًا مهمًا حبذا لو ننتفع به! يا ليتنا نتعلم أن نسعى للحصول على مشورة الله في كل ما نفعل، ولا نعمل شيئًا بدونها! يمكننا أن نعتمد على الله إلى أقصى حد إذا كنا سائرين في طريقه، ولكن ليس لنا أي ضمان إذا كنا نحاول أن نبتعد عن الخطة المعيَّنة لنا من الله. لم يكن عند يوشيا أمر أن يحارب في مَجِدُّو، ولذلك لم يستطع الاعتماد على حفظ العناية الإلهية له. «تَنَكَّرَ» ولكن ذلك لم يحمهِ من سهم العدو؛ «وَأَصَابَ الرُّمَاةُ الْمَلِكَ يُوشِيَّا»، صوّبوا نحوه الضربة القاضية، فسقط بين دموع وحسرات شعبه الذي أحبه بسبب حياة التقوى الصحيحة والتكريس القلبي.

يا ليتنا نُعطى نعمة لنتمثل به في تقواه وتكريسه، ونحذر من عناده، لأنه أمر خطير أن يصرّ أحد أولاد الله على عمل إرادته الخاصة. ذهب يُوشِيَّا إلى مَجِدُّو في الوقت الذي كان يلزمه فيه أن يبقى في أورشليم، فأصابه الرماة فمات. ذهب يونان إلى ترشيش بينما كان عليه أن يذهب إلى نينوى، فأُلقيَ في العمق. فحذار من إرادتنا الذاتية! .

هل تبحث عن  فماذا فعل رحبعام؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي