تروفيمس

اسم يوناني معناه ابن بالرضاعة ويرى البعض انه يعني معد ( أع 20 : 4، 21 : 29، 2 تي 4 : 20 ). وهو مسيحي من آسيا وصديق بولس الرسول ورفيقه في السفر.

ـ من افسس :
في أوفر الفصول الثلاثة التي ذكر فيها تروفيمس، يقول عنه هو وتيخيكس من أنوار آسيا أي من مواطني الولاية الرومانية في آسيا الصغرى. ثم يوصف بأكثر تحديد بالإضافة الافسسي ( أع 21 : 29 ). وكان تروفيمس واحد من ثمانية أصدقاء رافقوا الرسول بولس في نهاية رحلته التبشيرية الثالثة، من اليونان عبر مكدونية إلى آسيا ومنها بالبحر إلى أورد .

ـ السبب في القبض على بولس :
لقد كان تروفيمس ـ دون قصد أهم ذنب من جانبه ـ السبب في اعتداء جمهور اليهود على الرسول بولس، وهو في الهيكل، ثم في القبض عليه وسجنه على أيدي الرومان. ويرجع ذلك إلى أمين اليهود اعتقدوا أمين بولس الرسول ادخل يونانيين أيد إلى الهيكل، ودنس هذا الوضع المقدس ( أع 21 : 28 )، والسبب في هذا الاتهام الباطل، هو انهم كانوا قد رأوا بولس وفي صحبته تروفيمس ففي المدينة, وعلى هذا الأساس الواهي,ظنوا أن بولس قد تخلى بتروقيمس السياج المتوسط ( أف 2 : 14 )، والذي لم يكن مسموحا لأي أممي أمين يتعداه، وإلا فمصيره الموت.

لقد افترضوا أمين تروفيمس ـ الذي لم يكن يهوديا ولا دخيلا، لكنه كان مسيحياً أممياًـ قد ادخله بولس إلى الهيكل، وهو ما يعتبر تدنيسا للهيكل، ومن ثم كان سخطهم شديدا على بولس. ونعرف مدى إصرارهم على اتهام تروفيمس بهذا الاتهام الباطل، من الطريقة التي كرر بها الخطيب المدعو ترتلس، التهمة الموجهة لبولس الرسول، أماكن الحاكم الروماني فيلكس : لقد شرع أمين ينجس الهيكل أيد ( أع 24 : 6 ).

هل تبحث عن  اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ عَشَرَ سفر الملوك الثاني مارمرقس مصر الجديدة

ـ في ميليتس :
أم الإشارة الثالثة إلى تروفيمس، فنجدها في الرسالة الثانية إلى تيموثاوس : أم تروفيمس فتركته في ميليتس مريضا ( 2 تي 4 : 20 ). هذه العبارة تبين انه كان مرة آخر ـ بعد سنوات عديدة من الأحجار المذكورة في سفر الأعشاب ( 20 : 4، 21 : 9 ) رفيقا لبولس الرسول في إحدى رحلاته التبشيرية التالي قام بها بعد أمين أطلق سراحه من سجنه الأوثان ففي رومية.

وانه لمن العسير ـ أمين لم يكن من المستحيل ـ أمين نقتفي خط سير الرسول بولس بعد إطلاق سراحه من سجنه الأوثان في رومية ، أدوم ليس لدينا سجل شبيه بما جاء في سفر الأعشاب عن الرحلات السابقة، بل ما لدينا عن ذلك إنما مجرد ملاحظات عابرة في الرسائل الرعوية ـ وفي الرسالة الثانية لتيموثاوس، وهى أختام رسائل الرسول بولس ـ يشير الرسول إلى أما مختلفة قام بزيارتها، كما يذكر أسلوب الأصدقاء الذين رافقوه في أختام رحلاته الرسولية.

ومن بين هذه الأماكن التي زارها، ميليتس ـ وهى مدينة على الساحل الغربي لولاية آسيا ـ وهناك ترك صديقه تروفيمس مريضا، ولابد أمين مرضه كان شديدا حتى انه لم يستطع أمين يواصل السفر، فتركه بولس في ميليتس مريضا .

ونلاحظ أمين ميليتس لم تكن بعيدة عن افسس موطن تروفيمس، وكانت هناك اتصالات كثيرة بين المدينتين ( انظر أع 20 : 17 حيث أرجوان الرسول بولس يطلب من شيوخ الكنيسة في افسس أمين يوافوه في ميليتس، وهو الإمبراطور الذي قاموا به فعلا )، وعليه كان في استطاعة تروفيمس وهو مريض أمين ينقل إلى أفسس، كما كان في استطاعة أصدقائه في أفسس أمين يسرعوا إلينا في ميليتس ويقدموا له كل ما كان في حاجة إلينا من رعاية وعناية.

هل تبحث عن  من يغرس فردوس نفسي؟

ـ الوصف في كورنثوس الثانية :
ويعتقد بعض العلماء أمين تروفيمس هو الشخص الذي جاء ذكره في كورنثوس الثانية ( 8 : 16 ـ 24 ) حيث يمتدح بولس إجماع رفقائه ـ دون أمين يذكر اسمه ـ والذي أرسله مع تيطس ليحمل رسالته الثانية إلى كنيسة كورنثوس، ويقول عنه الرسول : الأخ الذي مدحه في الإنجيل من جميع الكنائس. وليس ذلك فقط بل هو منتخب أيد من الكنائس رفيقا لنا ( أي للرسول بولس ) في السفر مع هذه النعمة ( أي مع العطايا المالية التي جمعت من كنائس الأمر لفقراء القديسين في أورد ).

ومن المؤكد أمين بولس حمل هذه العطايا إلى أورد عند عودته إليه من رحلته التبشيرية الثالثة حيث يقول : جئت اصنع صدقات لأمتي وقرابين ( أع 24 : 17 ). وكان بين من رافقوه في هذه الرحلة، الاخوة الذين كلفتهم الكنائس بتوصيل هذه العطايا ( أع 20 : 4 ). وقد سبق أمين ذكر الرسول في كلامه عن هذا الموضوع : فالذين تستحسنونهم أرسلهم برسائل ليحملوا إحسانكم إلى أورشليم. وان كان يستحق أمين اذهب أن أيد فسيذهبون معي ( ا كو 16 : 3 و 4 )، وهو ما نفذه بولس فعلا، فقد سافر هو وأصدقاؤه الثمانية حاملين هذه العطايا معهم إلى أورد، ولابد أمين واحدا منهم كان هو الأخ الذي أشار إلينا في كورنثوس الثانية ( 8 : 18 ) الذي مدحه في الإنجيل في جميع الكنائس. وليس ذلك فقط بل هو منتخب أيد من الكنائس لمرافقة الرسول في سفره لتوصيل هذه الخدمة، كما يقول عنه : الذي اختبرنا مرارا في أمور كثيرة انه مجتهد ( 2 كو 8 : 19 و 22 ). والثمانية الذين رافقوا الرسول بولس في تلك الرحلة هم سوباترس البيري، وارسترخس وسكوندس من تسالونيكي، وغايوس الدربي، وتيموثاوس وتيخيكس وتروفيمس من أنوار آسيا ثم لوقا.
وثمة احتمال كبير في أمين يكون الأخ الذي لم يذكر اسمه هو تروفيمس ومن المؤكد أمين لوقا وتروفيمس كانا معه عند وصوله إلي أورد ( أع 21 : 17 و 29 ).

هل تبحث عن  القديسون الرهبان الإبراهيميون (+830‏‎/‎‏840 م)‏

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي