admin
نشر منذ سنتين
6
شتَّان بين رجل الإيمان وبين الأرملة

«لاَ تَخَافِي … إِنَّ كُوَّارَ الدَّقِيقِ لاَ يَفْرُغُ، وَكُوزَ الزَّيْتِ لاَ يَنْقُصُ»

( 1ملوك 17: 13 ، 14)

شتَّان بين رجل الإيمان وبينها! فقد رأى الله الحي القدير وراء الكوار والكوز، واستند على كلمته الحية إلى الأبد، والتي لا تُخيب قلبًا وثق فيه. فهدأ روعه، واطمأن باله، وسكنت نفسه. ولم يخطر بباله قط لا الجوع ولا الموت، لأنه اتكل على كلمة الرب، هذا كان ملجأه الأمين. فقد قال له الرب: «هُوَذَا قَدْ أَمَرْتُ هُنَاكَ أَرْمَلَةً أَنْ تَعُولَكَ» (ع9)، وفي هذا الأمر كفايته. فهو علم أن الله في استطاعته أن يحوِّل الكوار عينه إلى طعام، والكوز إلى زيت، لإعالة عبده. لقد أتى بالله إلى المشهد فانحلت العقد وزالت الصعاب، لأنه هل يفشل الله في إتمام كلمته؟ لقد رأى الله الحي القدير وراء الكوار والكوز، واستند على كلمته الحية إلى الأبد، والتي لا تُخَيِّب قلبًا وَثَقَ فيه، ومن ثم سعى في إزالة قلق الأرملة بقوله لها: «لاَ تَخَافِي». ما أكرم منطوق الإيمان! ما أعذب لهجته! «لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ كُوَّارَ الدَّقِيقِ لاَ يَفْرُغُ، وَكُوزَ الزَّيْتِ لاَ يَنْقُصُ». هذا هو الأساس الذي وقف عليه رجل الله، الصخرة التي استند عليها. لم يُنكر أن الكوار فارغ والكوز خاوٍ، إنما أتى بالله الحي، وكلمته الصادقة والأمينة أمام قلبها البائس الخائر. لذلك قال: «لاَ تَخَافِي»، ساعيًا لاقتياد نفسها إلى مقر الراحة الصحيح الذي سبق له أن استراح فيه، فقد وجد راحته في كلمة الله، ويا لها من راحة للنفس المضطربة!

هل تبحث عن  الاب متى المسكين

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي