آدم في المزبلة!

من وحي أيوب 2

آدم في المزبلة!

* لم يكن ممكنًا لإبليس أن يصمت،
وقد رأى الإنسان في جنة عدن ينعم بك أنت فردوسه!
اقترب إليه من خلال الحية،
وتجاسر واستخدم فم حواء.
وبحسده طرد آدم وحواء من الجنة،
وبالخطية ملك الموت عليهما وعلى نسلهما!

* الآن وقد رأى في كل إنسانٍ آدم المنكسر.
ظن أنه قادر أن يحطم أيوب كما حطم أباه الأول.
لم يتحدث معه خلال الحية،
بل تجاسر واشتكاه أمامك يا خالق الكل!

* في كبرياء أعلن أنه كان يجول في الأرض،
ويمشي عليها، وكأنه ملك صاحب سلطان!
نعم، لتنزع عنا ترابنا فلا نبقى أرضًا،
ولا يقدر أن يتمشى في قلوبنا!
يرانا سماءً ثانيةً، فيهرب من أمامنا.
تُجلسنا أنت في السماويات،
فلا يقدر أن يتسلل إلينا!

* يا للعجب أنت القدوس وحدك تمدحنا!
وإبليس الشرير يشتكي علينا!
هل يغير على القداسة، فيشتكينا على ضعفنا؟
في شَرِه يود أن يحطم الكل،
فيشاركوه تجديفه عليك، يا أيها القدوس وحدك!

* صوب كل سهامه النارية ضد أيوب المسكين!
ذاك الذي كان كوكب الصبح يقف أمام إنسانٍ أعزل!
لم يهدأ له بال حتى يضرب كل جسده!
بسماحٍ منك قتل كل بنيه وبناته، وترك زوجته ليستخدمها ضده.
ضرب كل جسمه، وترك له لسانه لعله يجدف عليك!
في مكرٍ شديدٍ بذل كل جهده ليحطم المؤمن بك،
ولم يدرك أن سهامه ترتد عليه!

* آدم في الجنة مال بأذنه ليسمع مشورة العدو،
خلال حواء معينته!
أيوب في وسط الرماد، فتح فمه ليُبكم المشورة الشيطانية!
صمت آدم صمتًا خاطئًا، وكسر وصيتك الإلهية.
ونطق أيوب بكلامٍ صالحٍ، وأنقذ زوجته من الحيل الشيطانية!
تعرى آدم في الجنة، ولم تقدر أوراق التين أن تستره!
ولبس أيوب ثوبًا من الدود، كان أبرع جمالًا من ثوب الملوك!
ارتعب آدم وحواء حين سمعا صوتك!
ووقف السمائيون في دهشة أمام تسابيح الجالس وسط الرماد!
ظن آدم أن حرمانه من الأكل من شجرة المعرفة ظلمًا وحرمانًا.
وحسب أيوب أن كل ما سُلب منه هو بسماحٍ منك لخيره!
وسط كل بركات الجنة وإمكانياتها تركزت عينا آدم على شجرةٍ واحدةٍ!
وسط كل التجارب التي لا تُحتمل تركزت عينا أيوب عليك يا صانع الخيرات!
فتح آدم فمه ليبرر نفسه،
وفتح أيوب فمه ولم يخطئ بشفتيه!

هل تبحث عن  اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ سفر أخبار الأيام الثاني نسخة تفاعلية تحوي التفاسير و معاني الكلمات مقسمة بالآيات

* جاء الأصدقاء، كل واحدٍ من مكانه،
ويا ليتهم ما جاءوا!
أرادوا أن يعزوه بأفكارهم البشرية، فقدموا له مرارة!
أظهروا كل مشاعر الحنو والمشاركة في الآلام،
لكن لم يقدموك إليه يا أيها المعزي السماوي!

* أنت صديقي السماوي،
احملني إليك، إلى مكانك، فأستريح في حضن أبيك!
لقد نزلت إليَّ،
وجُربت لكي تعين المجربين!
لتكن أنت هو سرّ تعزيتي وسلامي وفرحي الحقيقي!

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي