يوسف وانتظار الرب

يوسف وانتظار الرب


وإنما إذا ذكرتني عندك حينما يصير لك خير تصنع إليَّ إحساناً

وتذكرني لفرعون وتُخرجني من هذا البيت ..

ولكن لم يذكر رئيس السقاة يوسف بل نسيه
( تك 40: 14 ،23)



في بيت فوطيفار شهد يوسف شهادة لامعة لله وانتصر على التجربة واحتمل الاضطهاد، ولكن كان يجب أن يتعلم في سجن فرعون لا مجرد الشهادة لله فقط، بل أيضاً انتظار الرب. وهذا من أقسى الدروس التي يجب أن يتعلمها المؤمن.

فالشهادة للرب في وسط ازدحام العالم شيء، وانتظار الرب في وحدة السجن شيء مختلف تماماً، إنه شيء مستحيل على الطبيعة البشرية. فلقد فَقَد شاول الملك، ذلك الرجل الجسدي، المملكة لأنه لم يستطع أن ينتظر الرب ( 1صم 10: 8 ؛ 13: 8-14). ولكن إذا كان هذا الأمر يستحيل على الطبيعة البشرية، فإنه يمثل فقط تجربة صعبة لرجل الإيمان. ولقد كان يجب على إبراهيم في يومه أن يتعلم كيف ينتظر الرب، ولكنه تحت ضغط الانتظار استسلم لاقتراح الجسد وعدم الإيمان وحاول أن يحصل على النسل الموعود به بطرق جسدية، فاكتشف أنه بذلك قد أغلق طريق الشركة مع الله، وكان يجب عليه أن ينتظر ثلاثة عشر عاماً حتى يأتي الوقت المُعيَّن من الله.

ولم تكن هناك شهادة أشجع من شهادة يوحنا المعمدان أمام الجمع المزدحم في بيت عبرة في عبر الأردن ( يو 1: 30 ). ولكن عندما وجد يوحنا نفسه وحيداً في السجن بعدما انفضّ الزحام وبعدما مضى وقت الشهادة وأتى وقت الانتظار، نجده تحت ضغط التجربة يتساءل: “أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟” ( مت 11: 3 ).

وهكذا فلقد كان في انتظار يوسف في السجن امتحان لإيمانه، ولكنه هو أيضاً التمس الخلاص من أيدِ بشرية. فبعدما فسَّر الحلم لرئيس السُقاة، قال له: “وإنما إذا ذكرتني عندك حينما يصير لك خير، تصنع إليَّ إحساناً وتذكرني لفرعون، وتُخرجني من هذا البيت”. وكان على يوسف أن يتعلم أن الاتكال على البشر باطل، وأنه يجب عليه أن يتكل على الرب وحده “الله لنا ملجأ وقوة. عوناً في الضيقات وُجد شديداً”. ولكن لكي نحصل على هذا العون يجب أن “نكف”؟ “كفوا واعلموا إني أنا الله” ( مز 46: 1 ،10).

هل تبحث عن  الأصحاح العاشر سفر القضاة نسخة تفاعلية تحوي التفاسير و معاني الكلمات مقسمة بالآيات

لقد نسي الساقي يوسف ولم يتذكره، ولكن الرب لم يكن لينساه بل تذكّره في الوقت المحدد عنده وحينذاك تعلم أن “الذين ينتظرون الرب هم يرثون الأرض” ( مز 37: 9 ). .

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي