إرمياء النبي الباكي

حياة ارميا Iermiac

← اللغة الإنجليزية: Jeremiah – اللغة العبرية: יִרְמְיָה – اللغة اليونانية: Ἰερεμίας – اللغة السريانية: ܐܪܡܝܐ – اللغة القبطية: Iermiac.

حياة ارميا: عاش ارميا طوال حياته، وهو أشبه الكل بالجندي الذى يعيش في أتون المعركة وقعقعة السلاح فيها. والجندي في العادة ليست له الفرصة الهادئة المريحة التي يسكن فيها إلى بيت وولد ، ثم أمر الرب ارميا أن يعيش أعزب دون زوج أو ولد : « ثم صار إلى كلام الرب قائلا : لا تتخذ لنفسك امرأة ولا يكن لك بنون ولا بنات في هذا الموضع ، لأنه هكذا قال الرب عن البنين وعن البنات المولودين في هذا الموضع وعن أمهاتهم اللواتي ولدنهم وعن آبائهم الذين ولدوهم في هذه الأرض، ميتات أمراض يموتون. لا يندبون ولا يدفنون بل يكونون دمنة على وجه الأرض وبالسيف والجوع يفنون وتكون جثثهم أكلا لطيور السماء ولوحوش الأرض. لأنه هكذا قال الرب: لا تدخل بيت النوح ولا تمضى للندب ولا تعزهم لأنى نزعت سلامى من هذا الشعب يقول الرب الإحسان والمراحم. فيموت الكبار والصغار في هذه الأرض. لا يدفنون ولا يندبونهم ولا يخمشون أنفسهم ولا يجعلون قرعة من أجلهم … ها أنذا مبطل من هذا الموضع أمام أعينكم وفي أيامكم صوت الطرب وصوت الفرح، صوت العريس وصوت العروس » ” إرميا 16 : 1-9″.
لقد دعا الرب ارميا للخدمة كنبي وهو بعد شاب (1 : 6) في نحو العشرين من عمره، في السنة الثالثة عشرة للملك يوشيا ( 1 : 2 ، 25 : 3 ) في سنة (627 ق.م) . وظل نشيطاً في خدمته من ذلك الحين حتى خراب أورشليم في (586 ق.م)، طيلة حكم الملوك يوشيا ويهوآحاز ويهوياقيم ويهوياكين وصدقيا. وحتى بعد سقوط أورشليم، ظل يتنبأ وهو في مصر لعدة سنوات على الأقل، فامتدت خدمته نحو خمسين عاماً.
ويحتمل أنه عاش أولاً في عناثوث وكان يتردد علانية على أورشليم في المناسبات والأعياد الكبيرة، ثم سكن أخيراً في أورشليم، وكان بها في الأيام العصيبة من حصار المدينة وخرابها.
كان الملك يوشيا يخاف الله ومستعداً لخدمة يهوه، لذلك سرعان ما أعلن اصلاحاته حسب شريعة يهوه في السنة الثامنة عشرة من ملكه. إلا أن ارميا عندما دُعـي لخدمته النبوية، لم يشك اطلاقاً في أن دينونة الله ستحل على المدينة قريباً ( 1 : 11 وما بعده ) . وعندما وجد سفر الشريعة في الهيكل بعد سنوات قليلة ( 2مل 22 ، 23 ) أذاع ارميا كلمـات ” هذا العهد ” على الشعب الذين كانوا في المدينة وفي كل نواحي البلاد (11 : 1 – 8 ، 17 : 19 – 27) وحثهم بشدة على الطاعة للوصية الإلهية. ولكنه بعمله هذا صار موضوع كراهية شديدة وبخاصة في موطنه عناثوث. بل إن إخوته وأقاربه تآمروا عليه بإعلانهم أنه من أخطر المتعصبين ( 12 : 6 ) . وعلى أي حال، كانت أيام ارميا في عهد هذا الملك التقي أسعد أيام خدمته، وقد رثاه ارميا عند موته المبكر بمراث حزينة، نوه عنها كاتب سفر الأخبار ( 2 أخ 35 : 25 ) ولكنها لم تصل إلينا.
بعد وفاة الملك يوشيا كانت أحوال ارميا على غير ما يرام، فقد تلقى الملك يهوآحاز الذي حكم ثلاثة أشهر فقط إعلان القضاء عليه، من ارميا ( 22 : 10 وما بعده ) .
أما يهوياقيم ( 609 – 598 ق.م ) فقد أيد بدوره عبادة الأوثان، وضايق الشعب بمحبته للترف وإقامة المباني الضخمة ( ارميا 22 : 13 وما بعده )، علاوة على أن سياسته كانت مبنية على الخيانة والغدر، فقد تآمر مع مصر على سيده نبوخذ نصر. وجاءت اللحظة الحاسمة في السنة الرابعة من ملكه، حين انتصر الكلدانيون في موقعة كركميش في غربي أسيا، كما سبق أن تنبأ ارميا ( 46 : 1 – 12 ) . وفي أيام يهوياقيم ألقي ارميا خطابـه العظيم في الهيكل ( الأصحاحات 7 – 9 ، 10 : 17 – 25 ) فصمم الكهنة على قتله (الإصحاح 26 ) ، ولكـن الرؤساء ذوي النفوذ أنقذوه من أيديهم ، ولكنه تعرض للإهانة من المسئولين تلبية لرغبة الكهنـة ( ص 20 ) . ونرى من ارميا ( 36 : 1 ، وما بعده ) ، أنه لم يعد يُسمح له بالدخول إلى الهيكل، ولهذا أمره الرب أن يجمع نبواته في درج، وأن يقرأها للشعب تلميذه الأمين ” باروخ ” ( 36 ، 45 ) . ولما وقع السفر في يد الملك أحرقه، ولكن ارميا عاد وأملى السفر ثانية على باروخ مع إضافات جديدة.
أما يهوياكين أو كنياهو ( 22 : 24 وما بعده) ابن يهوياقيم، فبعد أن حكم ثلاثة أشهر، أخذه نبوخذ نصر أسيراً إلى بابل، وأخذ معه عدداً كبيراً من النبلاء وخيرة الشعب (24 : 1 ، 29 : 2) كما سبق وتنبأ ارميا ( 22 : 20 – 30 ) ،
وفي عهد الملك صدقيا لم تتحسن الأمور (596 – 585 ق.م) مع أن الملك نفسه لم يكن معادياً لأرميا مثلما كان يهوياقيم، ولكن كان أكثر الناس كراهية له هم الأمراء وقادة الجيش الذين أصبح بيدهم الأمر بعد أن اجليت أفضل طبقة من الشعب إلى بابل. وظلوا في تمردهم ضد بابل. وأخيراً جاء الجيش البابلي لمعاقبة الملك الخائن الذي دخل مرة أخرى في تحالف مع مصر . لقد نصحه ارميا بإلحاح بالخضوع، ولكن الملك كان ضعيفاً وجباناً جداً أمام نبلائه، فطال الحصار، وسبب معاناة رهيبة في حياة ارميا، إذ ألقاه قادة الجيش في سجن قذر متهمين إياه بالخيانة ( 37 : 11 وما بعده ) أمّا الملك الذي استشاره سراً فقد أخرجه من السجن ووضعه في دار السجن ( 37 : 17 وما بعده ) حيث استطاع أن يتحرك بحرية وأن يتنبأ مرة أخرى. وإذ حل القضاء، أمكنه أن يتحدث عن رجـاء المستقبل (32 ، 33). ولكن بسبب استمرار ندائه للشعب بالتسليم، ألقاه المسئولون في جب موحل، ولكن أحد رجال البلاط – عبد ملك – أشفق عليه وأنقذه ( 39 : 15 – 18 )، فعاد مرة أخرى إلى دار السجن، وبقي هناك حتى فتحت أورشليم . وبعد احتلال المدينة ، عامله البابليون باحترام عظيم عندما علموا أنه تحـدث لصالحهم ( 39 : 11 – 40 : 1 وما بعده ) وأعطوه حرية الاختيار بين الذهاب إلى بابل أو البقاء في وطنه، ولكنه قرر البقاء، وذهب إلى جدليا الوالي في المصفاة، وكان جدلياً إنساناً جديراً بالثقة، ولكن عندما اغتال المعارضون الأثمة هذا الرجل بعد فترة وجيزة، قرر اليهود الذين كانوا قد تُركوا في فلسطين – مهددين وخائفين من انتقام الكلدانيين – أن يهاجروا إلى مصر، فحذرهم ارميا بشدة وأنذرهم بانتقام يهوه إذا أصروا على ذلك ( 42 : 1 وما بعده )، ولكنهم أصروا على رأيهم، بل وأجبروا النبي الشيخ على الذهاب معهم ( 43 : 1 وما بعده ). وكانت وجهتهم الأولى مدينة تحفنحيس في مصر السفلى ( الوجه البحري ) وهناك واصل ارميا مناداته بكلمة الله لزملائه الإسرائيليين ونجد شيئاً من ذلك في ( 43 : 8 – 13 ) ،ولا بد أن ارميا كان قد بلغ في ذلك الوقت ما بين السبعين والثمانين من عمره ويحتمل أنه مات بعد ذلك بقليل في مصر.

هل تبحث عن  تحمل في نفسك نورًا مصدره الرب يسوع

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي