لوط السائر مع أبرام

لوط السائر مع أبرام


وَلُوطٌ السَّائِرُ مَعَ أَبْرَامَ، كَانَ لَهُ أَيْضًا غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَخِيَامٌ.
وَلَمْ تَحْتَمِلْهُمَا الأَرْضُ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا

( تكوين 13: 5 ، 6)

قد يستطيع لوط أن يتبع إبراهيم أينما ذهب. لوط الذي لم يكن يسلك بالإيمان في حياته. لكن إبراهيم الذي ظهر له إله المجد وهو في ما بين النهرين، كان يتبع يمين المجد ذاتها خارجًا من بيته ووطنه وعشيرته، بل خارجًا عن كل شيء. ولماذا كان لوط يتبعه؟ لأنه ثبَّت عينه على إبراهيم. وإبراهيم – بدوره – سار لأنه ثبَّت على الله عينه. ولماذا خرجنا نحن يا إخوتي؟ لماذا اعترافنا بأننا حاملون العار من أجل اسم المسيح؟ هل تبعنا المجد الإلهي؟ أم قريبًا لنا أو عزيزًا؟ هل تبع الأبناء آباءهم، والزوجات أزواجهن أو العكس؟ هل تبعنا مَنْ نُحب ونُكرِم بحسب الجسد؟ أم تبعنا المسيح؟ هل سمعنا لإرشاد روح الله أو لإرشاد رجال الإيمان؟ يستطيع رجال الإيمان أن يقودوا، لكنهم لن يقودوا حقيقةً إلا إذا تركَّزت العين على المسيح.

دخل إبراهيم إلى الأرض وفي صُحبته لوط. وتجرَّب إبراهيم في ساعة شريرة ونزل إلى مصر. وأين ذهب لوط؟ إلى مصر معه. وذلك هو الموضع الذي ينقله إليه الجسد. فأنت تتبع واحدًا من رجال الإيمان، ولكن عوض أن تتبع إيمانه، فإياه شخصيًا تتبع. فإن يمينًا ذهب، فإلى يمين تذهب أنت؛ وإن نزل إلى مصر فإليها أنت نازل! ثم عاد إبراهيم من مصر؛ أعادته يد الله الشافية، لكنني ما قرأت أن يد الله كانت على لوط لتُرجعه من مصر. ما قرأت أن الله تعامل مع لوط. والواقع أننا لم نقرأ أن لوطًا أخطأ وخاب خيبة مُحزنة مثلما خاب إبراهيم في مصر. لقد كان لوط مجرَّد ظل، شبح، يتبع إبراهيم هنا وهناك حتى جاء الوقت الذي لم يَعُد في إمكانه أن يتبعه بعد، يوم وقف يختار لنفسهِ كما نفعل نحن إذ نختار لأنفسنا. وأين اختار؟ نعم، إلى أي موضع ذهب اختياره يا إخوتي؟ وما اختيار الجسد؟ سهول سدوم الخصبة، حيث يد قضاء الله عليها.

هل تبحث عن  تبدأ حياة الأنسان بالأنهيار شيئاّ فشيئاً حين يهمل صلاته

إن لم يكن إيماننا إيمانًا حيًا، إن كنا قد ورثناه تقليدًا بأي معنى، فسوف يجوز الامتحان إن عاجلاً أم آجلاً، ويومئذٍ يواجهنا السؤال: إلى أين نسير؟ هل في طريقٍ مُعبَّدة سهلة؟ هل في طريق تستهوي الطبيعة والحاسيات الطبيعية؟ أم في الطريق المُوحشة، طريق الانفصال لله كما سلك إبراهيم مع الله منفصلاً عن لوط؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي