جيحزي



جيحزي

أهو وقت لأخذ الفضة ولأخذ ثياب وزيتون
وكروم وغنم وبقر وعبيد وجوارِ
( 2مل 5: 26 )

كما كانت حاجة نعمان هى التي أفسحت المجال لإظهار نعمة الله العاملة في النبي أليشع، فإن ثروة نعمان أظهرت ما كان في قلب جيحزي من طمع. ولكي يُشبع جيحزي ما في قلبه من طمع، لم يتردد عن أن يكذب، فركض وراء نعمان وقال: “إن سيدي قد أرسلني” وهذه كانت أول كذبة، ثم اختلق قصة مجيء غلامين من جبل أفرايم من بني الأنبياء لسيده، وهذه كانت ثاني كذبة، وقد حصل على وزنتي الفضة وحُلتي الثياب وعاد ودخل البيت وأودعها فيه، ثم “دخل ووقف أمام سيده” كأن شيئاً لم يحدث، لكن أليشع سأله قائلاً “من أين يا جيحزي؟” فأجاب “لم يذهب عبدك إلى هنا أو هناك”. هذه كذبة ثالثة. وهكذا كل كذبة تقود إلى الأخرى.

لكن الخطية كُشفت للنبي، وليس الخطية فقط، بل الباعث لها أيضاً. لقد كان جيحزي يطمع في أن يكون له زيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد وجوارِ، فكاشفه النبي بهذا كله، وكاشفه بما كان في قلبه، ثم نطق بقضاء الله عليه، وكأنه قال له: مادمت قد أخذت يا جيحزي من غنى نعمان وثروته، فلا بد أن تأخذ مرضه أيضاً “فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى الأبد”. الثروة التي أخذتها من نعمان ستنتهي، أما البرص فسيبقى ولا يمكن لكل مياه الأردن أن تطهرك منه.

لقد نظر النبي أليشع إلى خطية جيحزي أولاً وقبل كل شيء من ناحية ارتباطها بالله وبنعمته، ومدى تأثيرها على الشهادة لله. وإذ نظر أليشع إلى عمل جيحزي من هذه الناحية رأى أنه يُشوِّه جمال نعمة الله. أليشع رفض كل عطايا نعمان لئلا يظن هذا الأممي أنه يمكن الحصول على بركات الله مقابل عطايا، لكن جيحزي أساء بعمله إلى هذه النعمة المجانية، ولم يكن هو “وقت” لأخذ عطايا.

هل تبحث عن  يسبح سمعان الله أيضًا لأن المسيح

كذلك لا يفوتنا أن نذكر أن الامتيازات الدينية مهما عظمت لا يمكن أن تقي من عمل الخطية. مَنْ كانت له امتيازات مثل ما كان لجيحزي؟ لقد كان يعيش مع واحد من أعظم الأنبياء، مع أليشع “رجل الله”، ومع كل ذلك سقط جيحزي في خطيته.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي