رئيس جيش أرام


رئيس جيش أرام

«هُوَذَا قُلْتُ إِنَّهُ …
يُرَدِّدُ يَدَهُ فَوْقَ الْمَوْضِعِ فَيَشْفِي الأَبْرَصَ!»
( 2ملوك 5: 11 )

كم من الناس يريدون أن يخلصوا على شرط أن تكون لهم فكرة حسنة عن أنفسهم. ولكن طريق الله هو النعمة، ولكن للخطاة الأموات في الخطايا، الضعفاء الفجار، الذين لا يستطيعون أن يعملوا شيئًا لخلاصهم، المستعدين لقبوله مجانًا بإطاعة الإيمان. وهكذا كان الله مُستعدًا أن يفتقد نُعْمَان بالنعمة، ولكن على أساس معرفة نجاسته وعدم أهليته لشيء. فالله يستطيع أن يسد عوزه كخاطئ، وأن يطهره كأبرص، ولكن لا يمكن أن يقبله كرئيس جيش ملك أَرام. وأي مركز للخاطئ أمام الله إلا مركز مَن يستحق الرحمة؟ وأي مركز للأبرص إلا أن يقف خارج المحلة منعزلاً؟ وكان على نُعْمَان أن يتعلم ذلك. قد غضب ولكن غضبه لم يحرِّك للنبي ساكنًا لأنه أمام النبي مجرَّد أبرص مهما كان مركزه أمام الآخرين.

ثم كان على نُعْمَان أن يعرف لا مركزه فقط، بل نجاسته أيضًا. لقد افتكر أن أليشع يردد يده فوق الموضع فيُشفى الأبرص. فكان ينتظر عملاً لا مجرََّد كلمة، غير عالِم أنه نجس. كان الكاهن في العهد القديم ينظر إلى المريض ليحكم إن كان أبرص أم لا، ولكن لا يلمسه إلا عندما يطهر. أما برص نُعْمَان فلا شك فيه، فلمْسُهُ قبل أن يطهر لم يكن إلا ليدنس النبي. فضلاً عن ذلك لو أمكنه أن يلمسه ثم يشفيه بهذه الطريقة، أما كان يُرجع بعض الفضل للنبي؟ أما إرساله إلى الأردن ليغتسل، فيُظهر أن الشفاء من الله مباشرةً، وأن الإنسان ليس له فضل في ذاته، وإنما يستطيع فقط أن يكون موصلاً لنعمة الله إلى الآخرين. وهكذا لا بد أن يكون كل المجد لله، ولا بد أن يتعلم نُعْمَان مركزه الحقيقي ونجاسته. وإننا لا نقرأ عن شخص استطاع أن يلمس الأبرص ويُبرئه إلا ذاك الذي هو ينبوع التطهير. وبعمله هذا كان يُرجع المجد لله لأن الذي يكرمه يُكرم الآب. أما أليشع وهو العبد لا الابن، المجرى لا النبع، الآلة لا العامل، فاستطاع أن يرشد، ولكنه لم يستطع أن يلمس.

هل تبحث عن  إقامة أول قداس حبري بالكاتدرائية المرقسية الجديدة بدير الأنبا رويس (19 بؤونة)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي