داود يملك على كل الأسباط
داود يملك على كل الأسباط


ومنذ تلك الحرب كان داود يتقوى، وكان بيت شاول يضعف، إلى أن اختلف أبنير مع إيشبوشث فانقلب ضده. وأرسل أبنير رسلاً إلى داود يطلب أن يدخل في عهد معه ليساعده ليكون ملكاً على كل أسباط بني إسرائيل، فوافق داود على ذلك. وذهب أبنير إلى شيوخ بني إسرائيل يقنعهم أن يقبلوا داود ملكاً عليهم. وأبنير أفضل من يقدر على الإقناع، لأنه كان صديق بيت شاول، وها هو يغيِّر فكره ويتبع داود. ولا بد أن هناك سبباً يجعل أبنير يغير فكره. وقال أبنير لبني إسرائيل: الرب كلم داود قائلاً: «إني بيد داود عبدي أخلص شعبي بني إسرائيل من يد أعدائهم» فاقتنع بنو إسرائيل جميعاً وكل رجال سبط بنيامين، أهل الملك شاول، وقابلوا داود وطلبوا منه أن يملك عليهم جميعاً، وقطعوا معه عهداً، وجعلوه ملكاً على كل بني إسرائيل. لقد كان الرب مع داود فانتصر. كان الرب معه، فكان صموئيل النبي ناصحه، ولا زال المؤمنون يرنمون تراتيله. وكان الرب معه فانتصر على الآلام والتجارب، وكان الرب معه فأحب أعداءه وعاملهم معاملة حسنة، وها هو يملّكه على كل بني إسرائيل. والله يحقق وعده دوماً.
وقال جميع أسباط إسرائيل لداود: «هُوَذَا عَظْمُكَ وَلَحْمُكَ نَحْنُ. وَمُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ حِينَ كَانَ شَاوُلُ مَلِكاً كُنْتَ أَنْتَ تُخْرِجُ وَتُدْخِلُ إِسْرَائِيلَ، وَقَدْ قَالَ لَكَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ: أَنْتَ تَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ وَأَنْتَ تَكُونُ رَئِيساً لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ» (١أخبار١١: ١، ٢). وكان عمر داود عندما ملك على كل بني إسرائيل ثلاثين سنة، لكنها كانت سنوات عامرة بالاختبار، غنية بالتجارب، لأن داود رأى فيها المتاعب كما رأى البركات، وعرف البشر، وعرف الله. وأقام بنو إسرائيل حفل تتويج لداود استمر ثلاثة أيام، أكلوا فيها وشربوا، وكان الشعب القريب من حبرون يُحضرون الطعام على الحمير والجمال والبغال والبقر حتى يأكل الرجال الذين جاءوا يملّكون داود عليهم. وكان فعلاً حفلاً عظيماً.

هل تبحث عن  اَلْمَزْمُورُ السَّابِعُ وَالتِّسْعُونَ سفر المزامير مارمرقس مصر الجديدة

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي