الآباء الأولون

من هم؟

هم الآباء الذين عاشوا قبل الطوفان أى منذ آدم والى نوح حيث إننا نجد فى سفر التكوين الاصحاح الخامس سجل لهؤلاء الآباء. ولا يذكر الكتاب المقدس عن كل من هؤلاء الآباء سوى عبارة واحدة هى:
” وعاش (…) (…) سنة وولد (…). وعاش (…) بعد ما ولد (…) (…) سنة وولد بنين وبنات. فكانت كل أيام (…) (…) سنة ومات.“
(تك 5: 3-32)
و الملاحظ عند دراسة ما ذكر فى الكتاب المقدس عن هؤلاء الآباء أنهم امتازوا بالعمر الطويل فالأعمار تراوحت بين 895 سنة (مهللئيل) و996 (متوشالح) – باستثناء أخنوخ الذى لم يمت بل اللـه نقله – وبالتالى نجد أن آدم عاصر لامك (أبو نوح) حيث كان عمر لامك وقت وفاة آدم 56 سنة.

الآباء الأولون من هم؟

شيث

الآباء الأولون من هم؟

اسم سامى معناه “بديل أو عوض أو مُعيّن”. وهو الابن الثالث لآدم وحواء، وقد وُلد لهم بعد مقتل هابيل، فدعته أمه “شيث” قائلة لأن اللـه قد وضع لى نسلاً آخر عوضاً عن هابيل (تك 4: 25).



انوش

الآباء الأولون من هم؟

بمعنى “زائل” وهو ابن شيث وحفيد آدم (تك 4: 26، 5: 6، 1أخ 1:1، لو 3: 38)، والاسم يدل على أن الإنسان ضعيف وزائل. وبأنوش بدأ طور دينى جديد “حينئذ ابتدئ أن يدعى باسم الرب” (تك4: 26) ويبدو أن هناك مقابلة بين هذه العبارة وما جاء عن فرع آخر لآدم عن طريق حنوك بن قايين (تك 4: 17)

قينان

الآباء الأولون من هم؟

بمعنى “مقتنى” وهو قينان بن أنوش بن شيث بن آدم،

وأبو مهللئيل (تك 5: 9-14 )

مهللئيل

الآباء الأولون من هم؟

معنى الاسم “حمد اللـه” وهو مهللئيل بن قنان بن أنوش.

وجاء ذكره فى سلسلة نسب المسيح حسب الجسد (لو 3: 37 ) .

يارد

الآباء الأولون من هم؟

معنى الاسم “نزول” وهو الخامس من آدم،

وهو ابن مهللئيل بن قنان.

أخنوخ

الآباء الأولون من هم؟

والاسم العبرى هو “حنوك” ولعل معناه “مكرس” أو “محنك” وهو نفسه اسم الابن الأكبر لقايين “حنوك” (تك 4: 17 و 18). وأخنوخ هو ابن يارد وأبو متوشالح، وهو السابع من آدم من نسل شيث (يهوذا 14) وقد عاش 365 سنة (تك 5: 23) وبهذا يكون أصغر الشخصيات سناً فى هذه السلسلة.
وقد شهد الكتاب المقدس ببره حيث قال “سار أخنوخ مع اللـه ولم يوجد لأن اللـه أخذه” (تك 5: 24). وعبارة “سار مع اللـه” تدل على حياة مكرسة عاشها فى شركة وثيقة مع اللـه , وهو ما أكده بولس الرسول فى رسالته الى العبرانيين حيث وضعه مع أبطال الإيمان “قبل نقله شُهد له بأنه أرضي اللـه” (عب 11: 5). وشرح المقصود من عبارة “لم يوجد لأن اللـه أخذه” بأنها تعنى “بالإيمان نقل أخنوخ لكى لا يرى الموت، ولم يوجد لأن اللـه نقله” (عب 11: 5).
لعل ما ورد عن أخنوخ هنا وسط سلسلة الآباء، تأكيد أن سرّ سعادة الإنسان ليس طول بقائه على الأرض وإنما انتقاله إلى حضرة الرب ليعيش معه وجها لوجه.
وكأن “أخنوخ” يمثل استرداد الإنسان لحالته الأولى الفردوسية، بانطلاقه من الأرض -التي فسدت- إلى مقدس اللـه. وكما يقول يهوذا الرسول: “وتنبأ عن هؤلاء أيضًا أخنوخ السابع من آدم قائلاً: “هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه، ليضع دينونة على الجميع ويعاقب جميع فجورهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها على جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار” (يه 14: 15). انتقال أخنوخ إلى اللـه هي نبوة عملية عن الحياة الأبدية وشهادة ضد الأشرار ودينونتهم العتيدة، بجانب نبوته النطقية التي تسلمتها الكنيسة اليهودية خلال التقليد الشفوي وسجلها الرسول يهوذا.
أخنوخ يمثل القلب الذي يتحد مع الذي ويصير موضع سروره ورضاه في المسيح يسوع الابن المحبوب، فلا يمكن للموت (الروحي) أن يجد له فيه موضعًا، بل يكون في حالة انطلاق مستمر نحو الأبدية، لا يقدر العدو أن يمسك به أو يقتنصه.
لم نعرف عن حياة أخنوخ شيئًا سوي هذه العبارة “وسار أخنوخ مع اللـه ولم يوجد لأن اللـه أخذه” (24)، إذ لم يذكر لنا الكتاب شيئًا عن تصرفاته أو مثلاً لمعاملاته، لكنه بحياته الخفية سحب قلوب الكثيرين عبر الأجيال نحو التوبة والحياة مع اللـه. يقول أبن سيراخ: “نُقل أخنوخ كمثال للتوبة لجميع الأجيال” (سى 44: 16). ورأى فيه القديس أمبروسيوس صورة للحياة الرسولية التي لا يهزمها الموت إذ يقول: [حقًا لم يعرف الرسل الموت كما قيل لهم: “الحق الحق أقول لكم إن كثيرين من القيام ههنا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان قادمًا في ملكوته” (راجع مت 16: 28). فمن ليس بداخله شيء يموت (يحيا أبديًا)، هذا الذي ليس فيه من مصر (رمزيًا) أي نعل أو رباط، إنما خلع عنه هذا كله قبل تركه خدمة الجسد. ليس أخنوخ وحده هو الحيّ ولا وحده أُخذ إلى فوق، إنما بولس أيضًا ارتفع ليلتقي بالمسيح].
بنفس الفكر يرى القديس كبريانوس مثلاً حيًا للمنتقلين إلى الرب سريعًا إذ تركوا عنهم محبة الزمنيات: [إنك تكون (كأخنوخ) قد أرضيت اللـه إن تأهلت للانتقال من عدوى العالم. لقد علّم الروح القدس سليمان أن الذين يرضون اللـه يؤخذون مبكرين ويتحررون سريعًا لئلا بتأخيرهم في هذه العالم يتدنسون بوبائه. وكما قيل: “خطفه لئلا يغير الشر عقله، إنه كان مرضيًا لله فأحبه وكان يعيش بين الخطاة فنقله” (حك 4: 10، 11). وفي المزامير تسرع النفس المكرمة لإلهها نحوه قائلة: “ما أحلى مساكنك يارب الجنود، تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب” (مز 84: 1)].
ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن “أخنوخ” فاق هابيل في إيمانه، إذ يقول: [فاق هذا الرجل هابيل في إيمانه. ربما تسأل كيف؟ لأنه بالرغم من مجيئه بعده فإن ما أصاب هابيل كان كافيًا بصده عن سعيه… ومع هذا لم يدخل أخنوخ إلى اللامبالاة، ولا قال في نفسه: ما الحاجة إذن إلى التعب؟!]. كان أخنوخ عظيمًا في إيمانه، فمع عدم رؤيته أمثلة حية يحتذي بها، ومع سماعه ما حدث مع هابيل عاش مع اللـه يسلك بالبر فاستحق أن يأخذه اللـه.
ولكن ما السر وراء هذا الإيمان العظيم؟
إذا راجعنا الجدول السابق سنجد أن أخنوخ عاصر كل من سبقوه منذ آدم، حيث ولد عندما كان عمر آدم 622 سنة وعاش مع جده (آدم) حوالى 308 سنين ولا شك كان أبينا آدم كان يجلس مع أصغر أحفاده وقتئذ ليحكى له عن جنة عدن وحلاوة الحياة مع اللـه وكان هذا الحفيد يقارن بين ما يسمعه من جده وبين ما يراه على الأرض من شقاء وفناء وحينئذ أدرك بشاعة الخطية وفداحة نتائجها ولذلك اشتعل قلبه بمحبة اللـه وسار فى طريق البر. والعجيب أننا نجد أن اللـه يأخذ أخنوخ من هذا العالم سريعاً بعد وفاة آدم حيث أن الفارق بين موت آدم ونقل أخنوخ هو 57 سنة فقط وبذلك يكون أخنوخ أول شخص تنتهي حياته على الأرض بعد موت آدم.
موت أخنوخ:
ترى الكنيسة الأرثوذكسية – فى تفسيرات آبائها مثل العلامة ترتليان – أن أخنوخ سيعود هو وإيليا الى الأرض مرة أخرى فى آخر الأيام ويقاوما ضد المسيح ثم يذوقا الموت الجسدى إذ هما الشاهدين المذكوران فى سفر الرؤيا (رؤ 11: 3-14) وكلاهما لم يمت بل اختُطِفَا إلى السماء.

متوشالح

هل تبحث عن  عيناه كالحمام ( نش 5: 12 )

الآباء الأولون من هم؟

اسم سامى معناه رجل الرمح أو عابد (الإله) “شالح”، وهو ابن أخنوخ من نسل شيث، وأبو لامك وجدّ نوح (تك 5: 21- 27). وقد عاش تسع مئة وتسعاً وستين سنة ومات قبل الطوفان، فهو أطول الناس المذكورين عمراً. ويذكر بين أسلاف الرب يسوع المسيح حسب الجسد (لو 3: 37).
وقد مات متوشالح عندما كان عمر حفيده نوح حوالى 600 سنة وهى السنة التى أرسل فيها اللـه الطوفان على الأرض وأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء.

لامك

الآباء الأولون من هم؟

اسم عبرى معناه شاب قوي أو رجل بري أو إنسان وحشي أو مدمِّر. بن أخنوخ من نسل شيث، وقد ولد نوحاً، وهو ابن مئة واثنتين وثمانين سنة. وقد دعا ابنه “نوحاً قائل: هذا يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا من قبل الأرض التى لعنها الرب. فقد أحس لامك هذا بتعب العمل فى الأرض وقلة إنتاجها، نتيجة لعن اللـه إياها بسبب سقوط آدم (تك 3: 17 – 19)، وكان يتطلع إلى مجيء النسل الموعود، وتوقع أن يكون الابن المولود له، هو هذا النسل، فدعاه “نوحاً” أى “عزاء”.
وقد مات لآمك قبل أبيه متوشالح بحوالى 5 سنوات وهى نفس الفترة تقريباً قبل مجيء الطوفان على الأرض.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي