عاموس والشهوات الحسية

عاموس والشهوات الحسية

إن أقسى مأساة تصاب بها أمة أو أسرة أو فرد ، هى الاستسلام للشهوات الحسية العالمية ، وقد انغمس إسرائيل فى هذه الشهوات إلى آخر مدى ، وليس أدل على ذلك من إنحراف الطبقة الأرستقراطية من النساء والرجال وراء جميع المتع واللذات ، وها عاموس فى الأصحاح الرابع من سفره يدعو النساء « بقرات باشان » إذ أبصرهن يرتعن كالبهائم دون فهم أو عقل أو إدراك ، فى رياض المتعة والشهوة والشرور ، بل كن يحرضن أزواجهن على الطاس والكأس ، وفى الأصحاح السادس يتحدث عما يصحب هذا الإغراق الحسى من آثام ودنايا … فساسة صهيون والرؤساء فى جبل السامرة ، والنقباء فى أفضل مملكة فى الأرض ، الذين يأتى إليهم بيت إسرائيل ، يلتمسون الرأى والمعونة والإرشاد والمشورة ، هؤلاء قد استكانوا إلى الراحة والأطمئنان والكسل والجمود ، وإهمال الواجب … ولم ينتهوا إلى هذا فحسب بل نسوا العبرة التى كان يمكن أن تأتى إليهم ممن سلكو ا ذات السبيل قبلهم من الأمم المجاورة ، وخربوا وهلكوا وضاعوا .. « أعبروا إلى كلتة وانظروا واذهبوا من هناك إلى حماة العظمة ثم انزلوا إلى جت الفلسطينيين » ” عا 4 : 2 ” ثم تأمل رعونتهم وحمقهم وغباوتهم إذ « يبصرون يوم البلية » بمثل ما تفعل النعامة الحمقاء المطاردة الهاربة المعيية ، عندما تدفن فى الرمال رأسها لتبعد عنها سهم الصياد وقوسه ، … وانظر إليهم وقد أصيبوا بالبطنة ، فهم يتهالكون على الطعام : « الآكلون خرافاً من الغنم وعجولا من وسط الصيرة » ” عا 4 : 4 ” ومثل هؤلاء ، ليس أمتع إلى نفوسهم أو أحلى من جلسات الغناء الماجنة الخليعة : « الهاذرون مع صوت الرباب المخترعون لأنفسهم آلات الغناء كداود . الشاربون من كؤوس الخمر والذين يدهنون بأفضل الأدهان » ” عا 4 : 5 و 6 ” مع الجمود التعس عن الإحساس بالمسئولية وآلام الآخرين : « ولا يغتمون على انسحاق يوسف » … وهل يفعل الإغراق فى الشهوات الحسية فى كل الأجيال والأمم والجماعات والأفراد ، غير ما فعل أيام عاموس ؟ وأليست الشراهة والدعارة ، والبلادة والاستهتار ، والإستباحة والحيوانية ، والضعة والبوهيمية ، وجمود الفكر تبلد الشعور والضمير ، هى الظواهر التى تصاحب عادة وأبداً – عابدى الجسد وأسرى البطن والشهوة واللذة ؟ !! ..

هل تبحث عن  يَقْتِئيل | مدينة يُقْتَئيل في أدوم

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي